fbpx
قتيل في اشتباكات الأمن مع “أنصار الشريعة” بتونس
شارك الخبر

تونس – أحمد النظيف، منذر بالضيافي، وكالات –

أفادت وكالة الأنباء التونسية الرسمية بمقتل شاب تونسي في اشتباكات بين الشرطة وإسلاميين متشددين في العاصمة، وهي أول ضحية تسقط بسبب مؤتمر “أنصار الشريعة” في تونس، مثلما حذر منه مراقبون.

‬وأضافت الوكالة أن الشاب هو معز الدهماني (27 عاماً)، وهو سلفي قتل في اشتباكات اندلعت بعد منع الحكومة ملتقى لجماعة أنصار الشريعة المتشددة في مدينة القيروان.‭‭ ‬‬ولا تزال المواجهات مستمرة في حي التضامن وحي التحرير في العاصمة، في حين هدأت الأوضاع نسبياً في القيروان التي كان من المقرر أن يقام فيها الملتقى السنوي للجماعة بحضور عشرات الآلاف.

وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان سابق لها: إن 11 رجل أمن قد أصيبوا، إصابة أحدهم خطيرة، بينما أصيب 3 متظاهرين، إصابة أحدهم خطيرة أيضاً، وذلك أثناء الاحتجاجات التي تجدّدت بحي التضامن، التي كانت انطلقت صباح الأحد، بعد أن طلبت جماعة أنصار الشريعة من أنصارها التجمّع في الحي بدلاً من الاجتماع الذي كان مقرراً في القيروان.

وأضافت الوزارة أن “الحالة الأمنية في الجهة عادت إلى الهدوء النسبي بعد أن حاول بعض المتشددين دينياً اقتحام مقر إقليم الحرس الوطني ومحاولة حرق مُدرعة، وقد تم الاعتداء على الأعوان باستعمال الزجاجات الحارقة والأسلحة البيضاء (سكاكين وسيوف ومواد صلبة)”. وقدرت الوزارة في بيانها عدد المحتجين بأكثر من 700 شخص.

 

وامتدت الاشتباكات بين قوات الأمن التونسية وعناصر من التيار السلفي الجهادي، من حي الانطلاقة ومحيط مقر إقليم الحرس الوطني بحي التحرير بالعاصمة.

وأكد مصدر أمني لـ”العربية نت” إصابة أحد رجال الشرطة بحجر إصابة بليغة، نقل على إثرها إلى مستشفى الحروق والإصابات البليغة ببن عروس، وقال شهود عيان في حي الانطلاقة لـ”العربية نت”، إن قوات الأمن قد استعملت الرصاص الحي في الهواء والغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق مؤيدي جماعة أنصار الشريعة، كما اندلعت احتجاجات مشابهة بحي ابن سيناء جنوب شرق العاصمة”.

القاعدة تنبه سلفيي تونس من “استفزازات” النظام

ودعا مسؤول في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي سلفيي تونس المتشددين الذين خاضوا مواجهات الاحد مع قوات الامن التونسية، الى عدم الاستجابة لـ”استفزازات” النظام، بحسب ما أورد المركز الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية (سايت).

وقال أبويحيى الشنقيطي عضو هيئة الشريعة بالقاعدة في المغرب الاسلامي مخاطباً تنظيم “أنصار الشريعة” الإسلامي المتطرف بتونس “لا تستجيبوا لاستفزازات النظام ووحشيته وترتكبوا أفعالاً يمكن أن تؤثر على الدعم الشعبي الذي تحظون به”.

ووجّهت الرسالة، أمس السبت، عشية مؤتمر كان أنصار الشريعة ينوون عقده في القيروان وسط تونس ومنعته السلطات بسبب عدم تقديم التنظيم طلب ترخيص.

وتشهد الضاحية الغربية من العاصمة التونسية بعد ظهر الأحد مواجهات بين سلفيين متشددين وقوات الأمن بعد ان قالت مصادر في انصار الشريعة إنهم قرروا نقل المؤتمر الى حي التضامن الشعبي بالعاصمة.

وأثنى المسؤول في القاعدة على التيار السلفي المتطرف في تونس ودعاه الى “المضي في اعماله الطيبة التي بدات تؤتي ثمارها”. وقال “كونوا أصحاب حكمة وصبر”.

ونشبت اشتباكات بين الشرطة التونسية ومؤيدي جماعة “أنصار الشريعة”، الأحد 19 مايو/أيار، في العاصمة التونسية. وجاء ذلك بعد أن طلبت الجماعة فجأة من أنصارها التجمّع في حي التضامن بالعاصمة تونس، بدلاً من الاجتماع الذي كان مقرراً في القيروان.

وقال شاهد إن الشرطة أطلقت النار في الهواء وقنابل الغاز لتفريق مئات المحتجين من المتشددين في حي التضامن بالعاصمة.

وأضاف أن الإسلاميين رشقوا الشرطة بالحجارة، وأن الأخيرة ردت بإلقاء قنابل الغاز وإطلاق النار في الهواء.

اعتقال فتاة التعري في القيروان 

وفي سياق ردود الفعل، قالت وزارة الداخلية التونسية، الأحد، إنها اعتقلت ناشطة من حركة “فيمن” للناشطات اللاتي يتظاهر ناشطاتها عبر تعرية صدورهن بعد أن حاولت تعرية صدرها ورفعت لافتة لمجموعتها المتحررة على مسجد عقبة بن نافع، حيث كان مقرراً عقد مؤتمر جماعة اسلامية متشددة حظرته الحكومة.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية لرويترز “تم اعتقال هذه الفتاة التي حاولت استفزاز مشاعر المسلمين بعد ان علقت لافتة لمجموعتها على حائط مسجد عقبة بن نافع وحاولت تعرية صدرها”.

مواجهات كرّ وفرّ

وواصلت الشرطة ملاحقة السلفيين الذين كانوا يكبرون ويرددون “يسقط حكم الطاغوت”. وفي الأثناء، حلقت طائرة عسكرية في المنطقة. وعلى صعيد متصل، قامت السلطات الأمنية باعتقال سيف الدين الرايس، الناطق الرسمي باسم أنصار الشريعة، في منزل أحد أصدقائه بمدينة حفوز التابعة لمحافظة القيروان، كما تجري عمليات اعتقالات مشابهة في مناطق مختلفة من البلاد.

إلى ذلك استأنفت اليوم الحياة في مدينة القيروان التاريخية، وسط حضور أمني كبير حوّل المدينة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، حيث الحركة العادية في الأسواق والشوارع، بل إن المواطنين غير عابئين بكل ما أذيع في وسائل الإعلام، مثلما أكد ذلك لـ”العربية.نت” الكثير منهم، بل إنهم بدوا غير مكترثين لعزم أنصار الشريعة عقد مؤتمرها في مدينتهم.

كما لاحظنا ومن داخل المدينة تحركات عادية لأنصار تيار الشريعة الذين أصيبوا بالإحباط، مثلما كان بادياً على عيون البعض منهم في شوارع المدينة.

لقد انكسرت “شوكة الجهاديين على أسوار عاصمة الإسلام في المغرب الإسلامي”، هكذا صرّح أحد أبناء القيروان لـ”العربية.نت”، في شارع قريب من المسجد الجامع الكبير، الذي أضاف “لا يمكن لمدينة عقبة بن نافع الذي قدم إليها فاتحاً ومبشراً بقيم الإسلام وحضارته أن تتحول إلى بؤرة للتطرف والإرهاب”.

ومن جهة أخرى جاء في بيان منسوب إلى أبويحيى الشنقيطي، عضو الهيئة الشرعية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، جاء فيه أن تنظيم أنصار الشريعة قد فشل في تنظيم مؤتمره الثالث بالقيروان.

وتابع الشنقيطي في بيانه “إن أمتكم تعيش مرحلة صعبة، تجمع في طياتها بشائر وأحزاناً، والله المستعان..”، واعتبر البيان أن “تونس تمر بمنعطف خطير، ومكر كبير، سواء من أعدائنا الصليبيين من الأميركان أو من عملائهم الخائنين، ومع هذا وذاك كان لزاماً على المسلم أن ينصح لدينه وأمته”.

وأذيع البيان الذي وزّع أمس عبر مؤسسة الأندلس، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي.

أخبار ذات صله