fbpx
العراق بعد انسحاب أنصار الصدر.. إلى أين؟
شارك الخبر

يافع نيوز- متابعات

وضع بالغ التعقيد في العراق ترسمه الأحداث الدموية الأخيرة فيما لم يفلح انسحاب أنصار زعيم التيار الصدري في تأمين نقطة عبور نحو الحل.

وأمس الثلاثاء، انسحب أنصار مقتدى الصدر من المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد بعد أن أمهلهم زعيمهم 60 دقيقة لوقف الاحتجاجات، منددا باستخدامهم العنف عقب اشتباكات مع مليشيات أسفرت عن مقتل العشرات في حيز زمني صغير.

وفور بدء الانسحاب، أعلن الجيش العراقي رفع حظر تجول فرضه قبلها بيوم، في بلد يغرق في أزمة سياسية حادة لم تضع أوزارها منذ الانتخابات المقامة قبل نحو عام.

المواجهات، بدأت عقب إعلان الصدر اعتزاله السياسة “نهائيا”، حيث نزل أنصاره إلى الشارع وتلت ذلك فوضى عارمة سرعان ما تطورت إلى اشتباكات استخدمت فيها الأسلحة الآلية والقذائف الصاروخية.

ومع أن دعوة الصدر لأنصاره وما أعقبها من انسحاب لاقت إشادة محلية وترحيبا دوليا، إلا أن محللين يرون أن نجاح الخطوة في التهدئة آني، فيما يحافظ المشهد العام على تعقيد يفتحه على سيناريوهات تتقاطع جميعها عند صعوبة تحقيق انفراجة في الأزمة والتوصل لحل يقشع نهائيا شبح الحرب الأهلية.

انفراجة قد لا تمتد لأكثر من حيز زمني قصير في ظل شبه اتفاق من قبل مراقبين على عدم امتلاك الأطراف السياسية في العراق لأي حلول للخروج من الأزمة، أي غياب استراتيجية واضحة تضبط خارطة الخروج من المنطقة الضبابية واستكشاف آخر النفق.

تعقيد يقلص الخيارات أمام العراق ويتركه بمواجهة السيناريو الذي تقود إليه الأحداث تلقائيا وليس المناسب لتحقيق حل نهائي، وهو القبول بأقل التسويات سوءا، من ذلك العودة  إلى “المربع الأول” أو النقطة الأولى في مفاوضات ما بعد انتخابات أكتوبر/ تشرين أول 2021، وتشكيل حكومة ولو كانت مؤقتة أو الاتفاق على انتخابات جديدة.

خيار قد يمنع سفك الدماء واستمرار صراع يطول أمده وينذر بحدوث حرب أهلية تدمر العراق، في وقت يعتقد فيه متابعون أنه لا فائدة ترجى من انتخابات مبكرة أخرى في ظل تراجع الثقة بالعملية الانتخابية، وطول المدة التي تتطلبها ما يخلق ثغرات محتملة لتدخل المليشيات والأطراف الخارجية.

وأمس، اعتبر الرئيس العراقي برهم صالح أن إجراء انتخابات تشريعية مبكرة “يمثل مخرجا للأزمة”، وقال في خطاب متلفز بعد ساعات من انتهاء المواجهات إن “إجراء انتخابات جديدة مبكرة وفق تفاهم وطني، يمثل مخرجا للأزمة الخانقة في البلاد عوضا من السجال السياسي أو التصادم والتناحر”.

وسوم