fbpx
كندا بلد الاحلام.

 

كتب/ علي عبد الله البجيري.

تعتبر كندا من أكثر البلدان جاذبية للهجرة والعمل والإستقرار للكثيرين من سكان هذا الكوكب. يعود ذلك لأسباب عديدة، أهمها النظام الديمقراطي الأمن، والمستوى الحضاري المتطور والحياة المعيشية الرغدة، علاوة على إحترامها لحقوق الإنسان ورعياتها لكل من يعيش في ربوعها بحياة كريمة وفرص عمل شريفه. بهذه المواصفات فقد اصبحت كندا واحدة من أكثر دول العالم استقرارا ونموا، مقارنة بعالم مضطرب سياسياً واقتصاديا وأمنيا.

وحسب مؤشر Legatum ليغاتوم العالمي للرخاء، فقد صنفت كندا كواحدة من افضل عشر بلدان في العالم تتمتع بالرخاء. هذا التصنيف عادة ما يشمل على الثراء والتنمية الاقتصادية والتعليم والصحة والحرية الشخصية.

ولهذه المعطيات فان الهجرة إلى هذا البلد اصبحت حلم للكثير من شباب العالم، مما جعل الحكومات الكندية المتعاقبة تقوم باستمرار بمراجعة وتعديل قوانين وانظمت الهجرة، للتتناسب مع الزيادة المستمرة والكبيرة لأعداد المهاجرين سنوياً اليها، وبما يتوائم مع ما تحتاجه البلد من كوادر فنية متخصصة وأيادي عاملة ماهرة.

كنت أتابع وأقراء عن الاتحاد الكندي، هذا البلد المترامي الأطراف، حتى جاء الوقت وكبر الأبناء وسافروا اليها للحصول على العلم والمعرفة في جامعاتها العريقة، والعمل والاستقرار الدائم فيها، وهذا ما يشدني بالسفر إليها بين الحين والأخر. ففيها زرت معظم مدنها وشاهدت أكبر شلالاتها الجميلة نياجرا ومناطقهاالسياحية الخلابة. وفيما اذا نظرنا الى المساحة الشاسعة للاتحاد الكندي نجدها تلامس ال 9,985,000 كيلومتر مربع، وبهذه المساحة فانها تعتبر البلد الثاني عالميا بعد روسيا الاتحادية من حيث المساحة. اما عدد سكانها فلا يتجاوز ال 38.01 مليون نسمة، مما يتضح جليا عدم التوازن بين مساحتها الشاسعة وعدد سكانها المتواضع.

في زيارتي الحالية لهذا البلد البديع، شهدت احتفالات الشعب الكندي بالعيد الوطني لبلاده في الأول من شهر يوليو الماضي. ومن موقع الاعتزاز وحب الوطن، فالمواطنون هنا يرفعون العلم الكندي فوق سطوح وشرفات المنازل وعلى المركبات في الشوارع. إنها التربية والثقافة الوطنية تجاه حب الوطن. وفي اعيادها الوطنية تنطلق مفرقعات الألعاب النارية كتقليد معبر عن الفرحة والسرور، وكرسالة لدواعي الاعتزار والشموخ، يظل المواطنون يستمتعون بلحظاتها، متفاعلون مع نغمات الموسيقى المرافقة لها. فرحة عارمة رأيتها تغمر وجوه الناس.
لاشي يميز بين الناس أيًن كان جنسهم أو لونهم او دينهم، فالقاسم المشترك فيما بين الجميع هو احترام النظام والقانون، كمعيار لكل مواطن صالح في المجتمع.
في كندا الاتحادية تتواجد نسبة لا باس بها من أبناء اليمن، يعملون ويدرسون ويعيشون جنبا إلى جنب مع مختلف المهاجرين ممن وجدوا في هذا البلد وطن يوفر لهم الأمن والأمان والتعليم والعلاج والعمل.
اختتم ما كتبته.. بقول الشاعر الكندي
مشيت تحمي حمى الدستور مجتهدا، يا أيها البلد المضياف يا كندا، على ثراك شعوب طالما افترقوا، لونا كما اختلفوا جنسا ومعتقدا. فهل ترى بينهم من قام مشتكيا، أو هب منتبها أو ثار مضطهدا.
(ابيات لمحمد كمال بمناسبة العيد الوطني للدولة الكندية، نقلا عن صحيفة البلاد الكندية