fbpx
داعش.. من إرهاب المدن إلى رمال البادية
شارك الخبر

 

 

يافع نيوز – البيان
حققت جهود مكافحة تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة العربية إنجازاً هو الأبرز حتى الآن، وهو القضاء على أي إمكانية لعودة التنظيم إلى السيطرة على البلدات والمدن، وبات عناصره مختبئين ليس لديهم سلطة على أي من المجتمعات المحلية حتى على مستوى قرى صغيرة. صحيح أن العمليات الإرهابية مستمرة على شكل ضربات متنقلة، إلا أن التنظيم وصل إلى مرحلة اليأس العملياتي.
الإحصاءات الصادرة عن مراكز الرصد المتتبعة لنشاط «داعش» تؤكد أن نشاط التنظيم لا يزال مستمراً بوتيرة مماثلة، مع استبدال آخرين بهم، إلا أنّ هناك إنجازاً تم تحقيقه على صعيد مكافحة الإرهاب، ويتم الحفاظ على هذا المكسب الذي يعد الأبرز، وهو القضاء المبرم على أي إمكانية لعودة التنظيم السيطرة على أراضٍ وبلدات ومدن، وبات عناصره مختبئين ليس لديهم سلطة إرهابية على أي مجتمع من المجتمعات المحلية حتى على مستوى قرى صغيرة.

صحيح أن العمليات الإرهابية مستمرة على شكل ضربات متنقلة، إلا أن التنظيم بات محروماً من أي مساحة جغرافية يستخدمها لجذب المقاتلين كما كان يفعل خلال أوج توسعه عام 2015، وهي حالة أي تنظيم يصل إلى مرحلة اليأس العملياتي، ويقوم نشاطه على بقايا المقاتلين الذين نجوا من الهزائم المتتالية، ولم يعد لديه برامج للتجنيد، وهي البرامج التي أرعبت العالم خلال ذروة نشاط التنظيم الإرهابي في أعوام 2014، 2015، 2016.

التقارير التي ترصد نشاط التنظيم الإرهابي خلال الفترة الحالية تكشف عن استمرار إرهابه المتنقل على أكثر من صعيد مع استراتيجيات ونهج جديد يتبعه التنظيم في سوريا والعراق مستغلاً الصراعات الراهنة، في سبيل الإبقاء على وجود له تحت رمال البادية في سوريا والعراق وسيناء.

وقد ذكرت تقارير عدسة الإرهاب في المنطقة العربية -عن الربعين الأول والثاني من العام الجاري 2022 والصادرة عن مؤسسة ماعت بالقاهرة- عن إحصاءات تعكس حجم نشاطه.

في الربع الأول من العام الجاري 2022، تمكن التنظيم من الإبقاء على تواجده جغرافياً في عدد من الدول العربية، حيث استفحل الإرهاب في منطقة سوريا، وتبنت الجماعات الإرهابية هناك مجتمعة 76 عملية إرهابية أي ما نسبته 36.4% من إجمالي العمليات الإرهابية في المنطقة العربية خلال الثلاثة أشهر الأولى من العام.

حل «داعش» في المرتبة الثانية – بعد حركة الشباب الإرهابية في الصومال- ضمن أكثر التنظيمات تنفيذاً للعمليات الإرهابية في المنطقة العربية، وذلك بواقع نحو 47 عملية (23 عملية في سوريا، و21 عملية في العراق، وثلاث عمليات في ليبيا).

أما في الربع الثاني من العام، وبرغم تراجع عدد العمليات التي استهدفت المنطقة العربية، إلا أن التنظيم لا يزال الأكثر تهديداً للاستقرار في المنطقة العربية، وقد تبنى 37 عملية إرهابية (وهو ما تصل نسبته إلى 30% من إجمالي العمليات الإرهابية في المنطقة العربية خلال الربع الثاني)، بواقع 27 عملية في العراق و6 عمليات في سوريا وعمليتين في كل من مصر وليبيا، بينما نفذت الفروع المنتسبة له عمليات أخرى لم يُنسبها التنظيم لنفسه، وعزاها الباحثون إلى مجهولين.
توصيات للمكافحة

ومن بين التوصيات التي طرحها تقرير عدسة الإرهاب الصادر أخيراً بالقاهرة «فرض رقابة دولية صارمة على حركة انتقال التمويل الدولي المقدم إلى الجماعات الإرهابية على النحو الذي يمكّن هذه الجماعات من تنفيذ مخططاتها التخريبية»، إضافة إلى «فرض رقابة دولية صارمة على حركة انتقال الأسلحة والمعدات التي تستخدمها هذه التنظيمات في تنفيذ أعمالها الإرهابية ضد المدنيين والعسكريين في الدول العربية».

والعمل على تعزيز التسامح الديني ومكافحة خطابات الكراهية، بجانب توفير الخدمات الاجتماعية للفئات المستحقة هي حلول جميعها تحد من الظروف التي تعزز الإرهاب، إلى جانب التوسّع في إجراء دراسات علمية وأكاديمية، تحدد أسباب التطرف والإرهاب، وتطبيق نتائجها على أرض الواقع، وإعادة تنقيح المناهج التعليمية، والعمل على تطوير أدوات لمراقبة خطابات الكراهية في وسائل الإعلام والمنصات على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعزيز النظام القضائي في مناطق النزاع، بما يسهم في مكافحة تفشي الإفلات من العقاب، وتعزيز سيادة القانون.

أخبار ذات صله