تقرير.. من يصنع الإرهاب لا يمكن أن يحاربه أو يقف ضده
يافع نيوز – درع الجنوب – قائد منصور.
ما تقوم به اطراف معروفة بفكرها وبتأثرها بماضيها وخبراتها العملية من توظيف سياسي للإرهاب وفتح معسكراتها لايواء الجماعات المتطرفة والعناصر الارهابية وتوفير الدعم المادي واللوجستي في محافظات عدة وبالذات في تعز وشبوة ووادي حضرموت والبيضاء وغيرها من المعسكرات في محيط الجنوب وداخله لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها تلك الاطراف عسكريا وتحت اشراف قيادات ارهابية تنتمي الى القاعدة وداعش والى تشكيلات عسكرية معادية للجنوب امثال (أبو محمد المدني): إدريس محسن المرفدي، المسؤول الأمني في يكلا، ونائب الأمني العام في قيفة و(عبادة العدني): صالح عاشور عبود فجيح، قائد كتيبة المدفعية، وامجد خالد قائد لواء النقل التي كشفت التحقيقات انه يتزعم فرق الموت والاغتيالات التي استهدفت مؤخراً العاصمة الجنوبية عدن بعدة عمليات اجرامية جبانة راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى المدنيين والعسكريين وفي مقدمتهم الشهيد اللواء الركن/ثابت مثنى جواس قائد محور العند ومرافقيه.
منذ تحرير العاصمة عدن في 17يوليو 2015 شهدت عدن تنامي مضطرد للجرائم الارهابية وتطور في اساليبها ووسائلها هذا التنامي والتطور يكشف حقيقة استمراء هذه التيارات والاطراف السياسية العاملة تحت عباءة السلطة في استخدام الارهاب كاحد من اسلحتها المتعددة ضد الجنوب وشعبه وقواته المسلحة ولخدمة اجنداتها متجاهلتاً حقائق التاريخ التي تؤكد انقلاب السحر على الساحر وان من يوقد اليوم جذوات الارهاب للنيل من الوطن والشعب الجنوبي من المحتم انه سيحترق بنيرانها.
لا تستطيع تلك الاطراف والقوى اليمنية الانخراط الجاد في مكافحة الارهاب، او بالاصح لن تقدم على كسر سيفها الذي اختبرت فاعليته في الحرب على الجنوب على مدى ثلاثة عقود ، لديها وكما يبدو ثقة بأن الارهاب الذي تصدره وتديره في الجنوب سيبقى طيعا منقادا في يدها ، غير ان خطر تعدد مساراته واوجهه وايدلوجياته واجنداته تتجاوز مهدداته الجنوب ، وهذا ما يتطلب موقفا اقليميا ودوليا حازما.
يكتوي الجنوب بالارهاب ووحدها قواته المسلحة تخوض حربا حقيقة ضد هذه الافة والفكر الدموي الذي لا يعرفه الجنوب إلا بعد غزوه واحتلاله بفتوى تكفيرهية جهادية، يحدث هذا و الكل في منظومة السلطة وقواها اليمنية يتحدث عن مكافحة الارهاب ولا يخلو خطاب لمسؤول منهم في الماضي والحاضر من الحديث او الاشارة عن الارهاب ومكافحته لكن هذه الخطابات النارية الحماسية لا احد يستشعر باثرها في الواقع العملي بل اصبح البعض يرى في مثل هذا الخطابات اشعاراً جديداً لموجة جديدة من الارهاب الموجه ضد الجنوب .. فمن يصنع الارهاب ويستخدمه سياسياً لا يمكن ان يقف ضده او يحاربه حتى وان ادعى ذلك.
إن مصداقية اي طرف او اي تيار سياسي، وكذلك مصداقية الحكومة في مكافحة الارهاب يجب ان تكون مقرونه باجراءات عملية مباشرة بمقدورها تحقيقها وابرز هذه الاجراءات تتمثل بالاتي:-
1_ توفير الدعم المادي واللوجستي للقوات المسلحة الجنوبية والامن فهي القوة الوحيدة التي تخوض معركة حقيقية ضد التنظيمات الارهابية واثبتت بعقيدتها وانجازاتها قدرة شعبنا على حسم معركته مع الارهاب، وشكلت على الارض حليفا صادقا للشركاء الاقليميين والدوليين في مكافحة الارهاب.
2_ اغلاق المعسكرات التابعة للتيارات المطرفة وتمثل وكر وقاعدة انطلاق للجماعات الارهابية حيثما وجدت وايقاف الدعم المادي واللوجستي المقدم لها وتسليم العناصر المتورطة في ارتكاب جرائم ارهابية للعدالة لينالوا جزائهم.
3_ حرف بوصلة معركتهم من اتجاه الجنوب الى الشمال والعمل سوياً الى جانب قوات التحالف العربي لاستعادة العاصمة اليمنية صنعاء من ايدي المليشيات الحوثية الايرانية. 4_ الشواهد اليوم تؤكد ان وادي حضرموت والمناطق المجاورة له اصبحت مسرحاً مفتوحاً لنشاط الجماعات الارهابية والحلقة المركزية في القضاء على الارهاب في هذه المناطق يحتم بالضرورة سحب القوات والمعسكرات الموالية لجماعة الاخوان المتواجدة في حضرموت وشبوة والمهرة وغيرها بحجة حماية حقول النفط والغاز وارسالها الى حيث يجب ان تكون في مواجهة المليشيات الحوثية وفقا لاتفاق ومشاورات الرياض .
5_محاسبة الاطراف السياسية المعروفة بعلاقتها التاريخية مع الارهاب والتي كان ولا زال لها دوراً سلبياً ومؤثراً في مكافحة الارهاب بل وساعدت في تصديره و انتشاره من خلال توفير المظلة السياسية والاعلامية للجماعات الارهابية وحمايتها وصولاً الى اطلاق سراح المعتقلين والموقوفين بتهمة الارهاب البعض منهم تم اطلاق سراحهم بعد استكمال التحقيقات معهم وادانتهم وقبل احالتهم الى القضاء والمحاكم والبعض الاخر تم اطلاق سراحهم اثناء عملية التحقيق.
6_ التصدي للدعم الاعلامي للارهاب وفضح مراميه ومصادره وقنواته الاعلامية التي يتجلى دورها من خلال:-
أ_ تجريم التحريض على الجريمة والقتل والعمل على تسويقها تسويقا سياسيا وتصوير تلك الاعمال الارهابية رد فعل مقاوم ضد ما يسموه انتهاكات اجهزة الامن وقياداتها.
ب_ الوقوف بحزم امام سياسة إثارة الثقافة والسلوكيات العصبوية الضيقة واتخاذها منطلقاً لاذكاء جذوات الفتن والصراعات الداخلية وخلق بيئة مواتية لنشاطات وجرائم الجماعات الارهابية ومن ثم تسويقها للرأي العام باعتبارها تصفية حسابات داخلية .
ج_ إتخاذ اجراءات حازمة ضد ممارسة الارهاب الفكري في ابشع صورة لاسيما ضد المؤسسات والوحدات العسكرية والامنية الجنوبية المناط بها حماية الامن ومكافحة الجريمة والارهاب وتصوير مهامها الوطنية القانونية والعسكرية في ملاحقة وضبط المجرمين والارهابيين باعتبارها اعتداء وانتهاك للحقوق ويتجلى ذلك بوضوح في اداء الكثير من وسائل الاعلام المعادية للجنوب وفي خطابها السياسي الموجة لتبرير الجريمة والدفاع عن القتلة والمجرميين التي تؤكد التحقيقات ضلوعهم المباشر وغير المباشر وتسويقة للرأي العام باعتبارهم ابرياء وضحايا تعسفات امنية.
د_ ان اخطر الادوار التي يمارسها هذا الاعلام تتجلى في تظليل وتزييف وطمس او تشوية الوقائع والاحداث والجرائم الارهابية وكذلك ادوار ووظائف المؤسسات الامنية بهدف تجهيل الرأي العام بالحقائق والمعطيات وتزييف قناعاته ومواقفه من هذه الجرائم.. فحين يستشهد رجال الامن في اي مواجهات مع العناصر الارهابية نجد هذا الاعلام يصورهم معتدين على المواطن ونال جزائهم وحين يقتل المجرم يضفي عليه هذا الاعلام صفات النبل والشرف والقداسة الوطنية وبانه قتل بغياً وعدواناً على يد رجال الامن.
ان مكافحة الارهاب بقدر ماهي مهمة وواجب ملزم للحكومة وسلطاتها ومؤسساتها المختلفة هي ايضاً بالقدر ذاته مهمة وطنية جماهيرية تقع على عاتق كافة افراد المجتمع.