fbpx
مصر توظف زخم قضايا المناخ في تبيان مخاطر سد النهضة الإثيوبي
شارك الخبر

 

 

يافع نيوز – العرب

حضرت أزمة سد النهضة في زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى ألمانيا خلال مشاركته في مؤتمر “بيترسبرغ للمناخ”، يومي الاثنين والثلاثاء، وبدت هناك مقاربة دبلوماسية تتبناها القاهرة لتوظيف الاهتمام الدولي بقضايا التغيرات المناخية ومحاولة ربطها بالتأثيرات السلبية للسد الإثيوبي على مسائل التصحر والجفاف وزيادة معدلات هذه التغيرات المناخية في أفريقيا وانعكاساتها على الأوضاع الاقتصادية والأمنية.

وقالت الرئاسة المصرية الاثنين إن السيسي والمستشار الألماني أولاف شولتز ناقشا تطورات ملف سد النهضة، واتفقا على أهمية كسر الجمود الحالي في مسار المفاوضات للتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ومتوازن بشأن ملء السد وتشغيله.

ومن الملاحظ أن القاهرة تصر على تكرار العبارات الدبلوماسية ذاتها في اللقاءات الدولية على المستوى الرئاسي والوزاري، وتتعامل مع فشل الاتحاد الأفريقي في إرغام إثيوبيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات بالمزيد من الطرح الدولي للقضية.

وتستفيد القاهرة من حضورها في بعض الفعاليات الدولية ذات الارتباط بترتيب أوضاع الإقليم، أو عبر استعدادها لاستضافة مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي “كوب 27″ في شرم الشيخ خلال نوفمبر القادم من أجل ترويج رؤيتها للحل السلمي لأزمة سد النهضة.

وتواجه مصر صعوبات بالتزامن مع بدء الملء الثالث للسد المتوقع الانتهاء منه خلال الشهر المقبل، بعد انتهاء أديس أبابا من العملية الإنشائية لما يقرب من 90 في المئة، وتحاول شرح النتائج السلبية على مستوى شح الموارد المائية حال لم يكن هناك اتفاق ملزم بين الدول الثلاث (مصر وإثيوبيا والسودان) على الاستخدام العادل لمياه النيل.

وأكد وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي أن القاهرة تقدم طرحها للتعامل مع الموقف الإثيوبي بما يتوافق مع الاهتمام العالمي بقضايا التغير المناخي وآثاره القاتمة على أفريقيا والدول الفقيرة، بشكل يمكن أن يمهد لتكاتف دولي من أجل الحفاظ على الموارد المائية في إطار التعاون المشترك، ولفت النظر إلى سوء استغلال دول المنبع لثرواتها المائية وإمكانية تأثير ذلك على احتياجات دول المصب.

وأضاف في تصريح أن “القاهرة تريد إثبات أن التعنت الإثيوبي لن يحقق فائدة في أي مرحلة والعالم كله قد يواجه مخاطر عديدة في الغذاء والطاقة والتغير المناخي، وفي حال لم يكن هناك تعاون مشترك قد تزداد الأوضاع سوءاً، وستظل الدبلوماسية المصرية تطرح تلك الإشكاليات كي يدرك العالم أن أديس أبابا تسير بشكل مختلف عما يرسمه العالم للدول الأفريقية”.

وأشار إلى أن قضية سد النهضة ستكون حاضرة ضمن الملفات المثارة في مؤتمر “كوب 27″، وأن مصر تجهّز لطرح القضية في إطار حديثها باسم القارة الأفريقية، وحث الأعضاء على اتخاذ إجراءات ضد الدول التي تنفرد بالموارد الطبيعة، وهو ما كان حاضراً أثناء مشاركة الرئيس السيسي في حوار “بيترسبرغ للمناخ”.

ومهدت القاهرة لتلك المقاربة عبر تقرير التنمية البشرية الذي أصدرته الحكومة المصرية بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مطلع العام الجاري، وسلط الضوء على أزمات المياه وأبعادها المختلفة وتأثرها بالتغيرات المناخية وبناء السدود.

وأكد التقرير على أن القطاع الزراعي يستهلك نحو 80 في المئة من إجمالي كميات المياه العذبة المتاحة، ونتيجة للارتفاعات المتوقعة في درجات الحرارة والانخفاضات المحتملة في معدلات هطول الأمطار من المرجح أن يزداد الطلب على المياه للأغراض الزراعية، ما يزيد من مشكلة ندرة المياه، إلى جانب التأثيرات السلبية المتوقعة نتيجة حجز إثيوبيا المياه الواردة إلى دول المصب.

ويتفاوت التدفق السنوي لنهر النيل بنسبة زيادة 30 في المئة ونسبة نقص يمكن أن تصل إلى 70 في المئة، وقد تكون لهذين التغيرين تداعيات خطيرة في ما يتعلق بتزايد مخاطر الفيضان وموجات الجفاف، ما يؤدي إلى انخفاض إنتاج الأغذية وزيادة معدل فقدان الوظائف.

أخبار ذات صله