fbpx
الحوثيون والهدنة!
شارك الخبر
الحوثيون والهدنة!

سعيد بكران

على الاغلب ان الحوثيين سيقبلون بتمديد الهدنة رغم كل ملاحظاتهم التي وردت على لسان رئيس وفدهم التفاوضي والتي جائت بنبره خالية من الثورية والتصعيد على غير المعتاد .

قبول الجماعة بتمديد الهدنة لايتعلق بالمصلحة المحلية والوطنية لهم بل على العكس تشكل الهدنة لطرف متفوق عسكرياً على الارض شمالاً عبئاً وتظهره ضعيفاً

وتنزع عنه غطاء مواجهة العدوان الذي استخدمه طيلة السنوات الماضية كورقة رابحة شعبياً وغطاء يبرر به كل اجراءاته الداخلية وسبباً لعدم التزامه بأي حقوق مالية وخدماتية للمواطنين القابعين تحت سيطرته .

السبب الاساسي لقبول الحوثيين لتمديد الهدنة يعود لمحور موسكو طهران وحاجة الدولتين للتهدئة مع المملكة العربية السعودية والامارات وحلفائهم في المنطقة .

فموسكو تحتاج لمواقف سعودية واماراتية غير معادية لها وهي تخوض مواجهه مع الولايات المتحدة الامريكية
وهذا ماحدث بالفعل في قمة جدة الاخيرة .

وايران تحتاج ايضاً للتهدئة مع السعودية والامارات وتسعى لتبريد الموقف في المنطقة مع اعدائها حتى تضعف التحركات الاسرائيلية التي تهدد بعمل عسكري ضدها وتؤثر على قدرة اسرائيل في تحشيد خصومها

وقد حصلت على رسالة ايجابية من قمة جدة ايضاً مفادها عدم انخراط السعودية وحلفائها العرب في اي تكتل عسكري لضرب ايران بل وتصريحات اماراتية بعودة السفير والانفتاح على ايران .

وفي الجانب الاخر يحتاج الديمقراطيون في امريكا اي نجاح يقدمونه للناخب الامريكي

وعلى هذا يكون النجاح في تمديد الهدنة هو رغبة مشتركة لمصالح غير مشتركة لجميع الاطراف الدولية والاقليمية

لكنها محلياً مشكلة للحوثيين الذين كانوا على بعد مسافة قليلة من مأرب وليس من مصلحتهم العمل بدون مبرر العدوان داخلياً

ومحلياً ايضاً الهدنة فرصة لطرف الشرعية الجديدة لترتيب اوراقها واستثمار الوقت لاصلاح ملفاتها جنوباً وشمالاً انتظاراً لمرحلة اخرى من الصراع تتغير فيها معطيات الواقع الراهن .

(هل ينجح مجلس الرئاسة واطرافه في ذلك ام لا ؟
هذا امر آخر )

ولأن حاجة الحوثيين للحرب وغطاء العدوان ماسة وعدم تمديد الهدنة والعودة للحرب غير ممكنة حالياً

سيذهب عبدالملك وجماعته للاندفاع نحو حروب صغيرة داخل مناطق سيطرته وسيتشدد لحدوثها
كما يفعل في خبزه بقيفة محافظة البيضاء .

سيتكرر البحث الحوثي عن عدو داخل مناطق سيطرته للابقاء على مبرر نحن نتعرض للعدوان وشرعية الحرب
ولتذكير كل المناطق والقبائل ان اي تمرد سيواجه باقصى درجات القمع وسيكون امر مرحب به يغطي مشاكل الهدنة وتوقف الحرب في الجبهات الاساسية .

هذا مجرد تحليل بالمحصلة المتغيرات في الصراعات معقدة ومتحركة ولاشي ثابت .

أخبار ذات صله