fbpx
زيارة بايدن إلى جده، ما هي الاهداف؟

كتب/ علي عبدالله البجيري
مع استمرار الحرب الأوكرانية تطرح العديد من التساؤلات حول ابعادها وتاثيرها وانعكاساتها على العلاقات بين دول العالم ومصالحها المتبادلة. ففي غمرة هذه الحرب وأحداثها المتلاحقة وفي خطوة استباقية، قرر الرئيس الإمريكي جون بايدن، تحريك الاوضاع في الشرق الاوسط، لوضع حد لأية تأثيرات يمكنها ان تخلق تقارب بين دول المنطقة ودولة الإتحاد الروسي، موليا الأهمية القصوى لايجاد تحالف وشراكة بين دول المنطقة بما فيهم اسرائيل، تحالف كفيل بان يضمن التأييد الكامل للولايات المتحدة في موقفها تجاه الحرب الروسية الأوكرانية. حيث قرر الرئيس الامريكي بان يلتقي بقيادات دول المنطقة مجتمعة في مدينة جدة، تطمينا لقياداتها، وتاكيدا على مكانة أمريكا الدولية بعد الانتكاسات المتوالية التي منيت بها سياستها الخارجية مؤخرا، والتي افقدتها ثقة الكثيرين من حلفائها الدوليين. هكذا ياتي لقاء جده القادم بقادة دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والاردن ليندرج في إطار ضمان التاييد الكامل للولايات المتحدة والحيلولة دون إنجرار تلك الدول الى الموقف الروسي والصيني كقوى صاعده. فالرئيس الامريكي سوف يستخدم سياسة الترغيب والتهديد في زيارته تلك، ولا يستبعد أن يسمع القادة الخليجين والعرب تكرار ما سبق وأن قاله الرئيس السابق بوش الإبن (من ليس معنا فهو ضدنا).

الرئيس الأمريكي يحمل معه الملفات التالية: ضمان ضخ المزيد من النفط لتغطية حاجة أوروبا الغربية وثبات الاسعار،تاكيد التزام تلك الدول لتنفيذ العقوبات الأمريكية الاوربية على روسيا، الهدنة في اليمن والوصول الى حل نهائي للحرب اليمنية، الاتفاق النووي مع إيران، بالإضافة إلى ملفات مبيعات الأسلحة، والاهم من هذا وذاك هو تطبيع علاقات تلك الدول مع دولة إسرائيل وإمكانية انشاء حلف دفاعي اسرائيلي عربي تحت اشراف الولايات المتحدة الأمريكية.
والسؤال الابرز هو هل زيارة الرئيس بايدن للمملكه تستهدف “ترميم علاقاتها مع تلك الدول”، أم أنها ستسير على خطى سياسة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب “ادفعوا مقابل حمايتنا لكم”. هذا ما سيتضح من نتائجها، والتي تأمل قيادات تلك البلدان بان تمنح نوعا من المرونة والاستقلالية في اتخاذ القرار، لاسيما بعد ان أصبح الوضع السياسي والعسكري الأمريكي مضعضع عما كان عليه في السابق بحسب صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية، حين اكدت على انه «ربما يكون المشهد الأكثر حزناً في العالم هو رؤية أفول القوة العظمى لهذا العصر».

تحليل مبني على حقائق واحداث من الماضي والحاضر للسياسة الأمريكية، فالثقة بالسياسة الأمريكية اصبحت محل إعادة نظر، بل إن بعض الدول تدرس البدائل لضمان مصالحها واسقلالية قرارها.

الموضوع الاهم بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي هو أمنها واستقرارها، هذا ما يدفع بتلك الدول الى التوجس من المعلومات المسربة بشان نوعية الصواريخ الحوثية التي تستهدف المملكة من انها في الأصل صواريخ أمريكية، وان هناك توجه امريكي لدعم الحوثي على حساب المملكة السعودية، وفقا لحسابات دولية تخدم المصالح الأمريكية الأوربية، منها..استمرارية الولاء لأمريكا والغرب وسياسات الناتو في الصراع الدولي والاقليمي،أن تظل دول مجلس التعاون مجرد مخزون نفطي وغازي وسوق تجارية للمنتجات الأمريكية والغربية، بما فيها مبيعات الأسلحة. واستمرارية تدفق الأرصدة السيادية الخليجية إلى البنوك والمؤسسات المالية الأمريكية والغربية.

الخيارات المتاحة أمام دول المجلس قليلة طالما وارصدتها تحت السيطرة الأمريكية، خاصة بعد ما اقدمت الإدارة الأمريكية بمصادرة الأموال الروسية، فما حدث لروسيا يمكن تكراره مع دول الخليج وغيرها من دول العالم ، من حق دول المجلس الخليجي ان تعمل على وضع سياسة تحمي مصالحها وأن تستثمر اموالها في بلدانها اولا ومحيطها العربي ثانيا و عدم اعتمادها على القطب الأمريكي الغربي، والانفتاح على التعددية القطبية الوليده روسيا والصين والهند، القطبية اصبحت خيار سياسي واقتصادي وضمان استثماري ومالي، وهذا ما أكده الرئيس الروسي بوتين: بأن العمل جار على إنشاء عملة احتياط دولية على أساس سلة عملات مجموعة “بريكس”

على هذه الخلفية جائت زيارة ولي عهد المملكة السعودية لمصر والاردن وتركيا لاستشفاف الرؤية وتنسيق المواقف قبل زيارة بايدن، فهل سيتم مراجعة محاضر ملفات زيارة الرئيس السابق ترامب، وحصوله على 460 مليار دولار.وما هو إذا ثمن زيارة بايدن إلى جده ؟
ختاما.. هل زيارة بايدن للمملكه تعكس تغيّر نهج الإدارة الأمريكية تجاه المنطقة من خلال “ترميم علاقاتها مع الدول المحورية” وعلى رأسها الرياض، أم أنها ستسير على خطاء سياسة ترام” ادفعوا مقابل حمايتنا لكم وسيرو في ركب سياستنا بما يخدم مصالحنا” لا نستبق الأحداث فالأيام القليلة القادمة ستكشف التوجهات والسياسات