fbpx
من همش ابين ؟

 

كتَبَ / صلاح السقلدي

حين كنا نقول- وما زلنا- أن وجود مسئول جنوبي على رأس السلطة اليمنية لا يعني إنصافا للجنوبيين ولا انتصارا لهم أو استعادة لحقوقهم، بما فيها الحقوق المطلبية ناهيك عن السياسية كما كان وما يزال يسوّق لذلك البعض،كان هذا البعض يصر على عناده وتضليله على عوام الناس. ليقيننا بأن هذا المسئول الجنوبي سواءً أكان رئيس جمهورية أو ما دونه لن يتصرف من موقعه كجنوبي، ولا القوانين التي يحتكم لها والتي اوصلته لمنصبه تسمح له بالتصرف بجهوية أومناطقية ،وإلا سيطير رأسه من فوق كتفيه كما حدث لسلفه، فهو أولا ًوأخيرا مسئولا على كل اليمنيين، وإلا لما سمعنا اليوم ان محافظة أبين التي ينتمي لها الرئيس السابق هادي(عشر سنوات بالرئاسة) ومعه قيادات كبيرة بالدولة اليمنية محافظة مهمشة تعيش حياة الحرمان. فأن كانت محافظة الرئيس بهذا البؤس فكيف بباقي المحافظات الجنوبية الأخرى التي ليس لها رئيسا ولا حتى وزيرا يسندها إن كانت الجنوببة بمناصب يمنية تطعم جائع وتستر عاري؟.
فهل أفادت أبين جنوبية هادي ومنصبه؟ قطعاً لا. أبين كباقي محافظات الجنوب ظلت على الهامش من عام 94م. فمن تكسب باسمها من ذلك العام لم يفدها بشيء. والحديث اليوم عن تهميشها كانه وليد اليوم وان من يهمشها هو مجلس انتقالي قيل عنه انه ولد ميت وأنه مجرد اداة بيد الغير هو حديث المخادعين وزُراّع الفتن الغارقون في خصم من الخصومة الشخصية والقابعون في مغارة المناكفات السخيفة.
فإن كان هادي ورجاله بكل امكانيات الدولة الهائلة التي كانت معهم والصلاحيات والدعم الكبير الذي كان معهم قد عجزوا عن انصاف أبين وانتشالها من وضعها او توظيف شبابها واستيعابهم بوظائف الدولة فكيف بعيدروس الزبيدي ومجلسه الانتقالي المحشور بين قوى شمالية تتآمر عليه وبين خطاب جنوبي يوسعه شتما وسخرية،ونخبة انتقالية تقوض جهوده من حيث تزعم انها تشد عضده، وهو بالكاد يستجدي ابوظبي والرياض رواتب جنوده،فهل مثل هذا يقوى على توظيف عشرات الآلاف من أبين وغير ابين؟. فما عجز عنه هادي بكل الهيلمان الذي ظل يملكه لن يحققه الزبيدي العالق في كومة كبيرة من التحديات والمهدد بالعودة الى جبال الضالع ثانية.

فمن الذي همش أبين طيلة ربع قرن؟ وجعل معظم شبابها يئن تحت وطأة البطالة؟ ومن جعل من جبالها ووهادها مرتعا وملاذا للجماعات المتطرفة وساق شبابها لمحرقة التطرف طيلة عقودة مضت؟
ومن جعل من أبنائها وقودا للحروب طيلة السنوات الماضية،وآخرها في مأرب لتحصد منهم المئات؟،ومن الذي يجهزهم اليوم لمحرقة جديدة تحت اسم المظلومية والتهميش وعنوان اليمن السعيد؟.

الخلاف مع الانتقالي لا يعني اختلاق الافتراءات وتغييب الحقائق.. فأبين ليست الضحية الوحيدة بالجنوب منذ عقود حتى يتم اليوم استغلال اوجاعها لمقاصد خبيثة وينبش باسمها الماضي الجنوبي الاليم،فالوجع الجنوبي واحد، والجاني واحد،لكن البعض على عينيه غشاوة وفي أذنيه وقرا لا يريد أن يتقبل الحقائق كما هي، فهو يستهويه نكأ الجراح واثارة الضغائن بحسب الطلب.