fbpx
شعار “ارحل” يطارد الغنوشي من مسجد إلى آخر بضواحي العاصمة تونس
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام، وفي مسجدين مختلفين، يجد رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي نفسه في مواجهة مجموعات من المصلين ترفع في وجهه شعار “ديقاج”، أي ارحل، وهو الشعار الذي كان يرفع خلال احتجاجات 2011 ضد المسؤولين الفاشلين.

وأظهرت أشرطة فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مصلين في مسجد بمحافظة بن عروس يرفعون شعارات ضد الغنوشي ويطالبونه بمغادرة المكان.

وقبل ذلك بيومين رفعت مجموعة من المصلين شعارات مماثلة في وجه الغنوشي بمسجد في جهة الملاسين المحاذية للعاصمة، وهي منطقة في نفس الدائرة الانتخابية التي ترشح فيها رئيس حركة النهضة إلى البرلمان. وكان قد زارها وأطلق في حملته الانتخابية جملة من الوعود من بينها تحويل سبخة السيجومي إلى قطب سياحي، وهو أمر لم يتحقق منه شيء.

وقالت أوساط سياسية تونسية إن رفع شعار “ارحل” في وجه رئيس حركة النهضة هو تأكيد جديد على أن الغنوشي يعيش على وقع تراجع كبير لشعبيته وشعبية حركته وسط اقتناع شرائح واسعة من الشارع التونسي بأن الحركة هي التي تسببت في الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعيشها تونس منذ سنوات.

واعتبرت هذه الأوساط أن هذه الحوادث تُثْبت ما سبق أن أكدته استطلاعات رأي مختلفة أظهرت رئيس حركة النهضة كأكثر شخصية مكروهة في البلاد، وهو ما يعكس غضبا شعبيا على أدائه في رئاسة البرلمان ودوره في تعميق الخلافات السياسية، وخاصة صراعه مع الرئيس قيس سعيد.

وتتضمن هذه الاحتجاجات كذلك إشارات واضحة إلى أن حركة النهضة فقدت تأثيرها الاجتماعي خاصة في الأحياء الشعبية التي ساعدتها على الصعود إلى البرلمان أكثر من مرة.

وأكّد المحلل السياسي رافع الطبيب أن “طرد الغنوشي تم في أحياء شعبية (الملاسين وبن عروس) كانت تمثل ركائز أساسية للإخوان المسلمين، وهي قلاعهم في تونس”.

وأضاف أن “الإخوان قبل 2011 كانوا ينشطون في الأحياء الشعبية، ثم بعد ذلك خرجوا من تلك الأحياء” وسكن قياديّوهم المناطق الراقية، لافتا إلى أن “هذا الخروج اعتبره الناس عملا انتهازيا بعد المسك بزمام السلطة”.

وتابع الطبيب “لقد ضُخّمت صورة الغنوشي من قبل أنصاره وأعدائه على حد السواء، وهو شخص لا يملك الكاريزما ولا يتقن الخطابة بل خدمته الظروف، والآن قرابة 90 في المئة من التونسيين يرفضونه”.

وأشار كذلك إلى وجود بعد عقائدي في ظاهرة طرد رئيس حركة النهضة من المساجد، ويتمثل هذا البعد في “أن الشعب التونسي ملّ من تسييس هذه المساجد لخدمة أجندات معينة، ويريد أن يمارس طقوسه الدينية بعيدا عن السياسة”.

ودون البحْث في أسباب تغير المزاج الشعبي ضد الغنوشي اكتفت حركة النهضة في بيان لها بالاتكاء على نظرية المؤامرة، قائلة إن “جهة غير معلومة قامت بتكليف مجموعة مأجورة لأداء مهمّة محدّدة، انتظرت خروج الغنوشي للاعتداء عليه والإيهام بطرده”.

ولئن اعترض الكاتب والمحلل السياسي محمد ذويب على طرد راشد الغنوشي من المساجد واعتبره “حادثة مدانة ومرفوضة”، إلا أنه أقرّ بأن الخطوة “ردة فعل من التونسيين على ما ألحقته سياسة هذا الشخص ببلادهم وبهم من مآس وكوارث طوال عشر سنوات، وأن ردة الفعل هذه تتماشى مع آخر سبر للآراء يصنف الغنوشي كأكثر شخصية يكرهها التونسيون ولا تحظى بثقتهم”.

وأضاف ذويب” أن الغنوشي “بعد أن فشلت جميع تكتيكاته في العودة إلى المشهد وعدم قبول رئيس الجمهورية للتفاوض معه بدأ يحاول جرّ البلاد إلى التصعيد من خلال ما يطلق عليه في كتاباته اسم “التدافع الاجتماعي”.

 

أخبار ذات صله