fbpx
الأستاذ هدار العفيفي شخصية تربوية وثقافية أتسمت بالنضال الوطني والعطاء التربوي
شارك الخبر

كتب – الأستاذ صالح شيخ سالم
ولد المرحوم هدار زين علي العفيفي عام 1946م في منطقة {القارة} عاصمة يافع ورمزها التأريخي  .
نشأ وترعرع هدار في أسرة كريمة ، وهي أسرة والده زين بن علي العفيفي وعمه حسين علي العفيفي  ، والذي جمعهما سكنآ وأحدآ في {القارة} ..
تمتاز هاتان الأسرتان بالكرم والتواضع والأخلاق الرفيعة وحسن الجوار مع كل سكان قلعة القارة بمختلف أطيافها خاصة والعديد من الأسر من يافع وغير يافع عامة ..
عاش الأستاذ هدار بداية طفولته في منطقة القارة .. وبدأ بالحصول على تعلم القراءة والكتابة في الكتاب ما كانت تسمى (بالمعلامة) حتى أجاد القراءة والكتابة وحفظ بعض السور من القرآن الكريم، وكان القائمين عليها في تلك الفترة (آل الحريري) ثم أنتقل للدراسة النظامية في جعار مع أسرته بعد وفاة والده برفقة الأخ الأكبر له الشيخ حمود زين علي العفيفي والأخ الأوسط الأستاذ /  علي زين علي العفيفي الذي عمل مدرسآ لمادتي الجفرافيا والتأريخ والذي تم تعيينه في المدرسة الشمالية جعار عند أفتتاحها في العام الدراسي ٦٨/ ٦٩م والذي برز في عمله في التدريس وربطته علاقات طيبة جدآ مع الجميع  .. ومايزال الأستاذ علي بنفس الخلق الرفيع حتى اللحظة  .
نسأل الله أن يمد في عمره ،
 وكذلك باقي أفراد الأسرة  ..
 لقد تأثر المرحوم بأخيه الأكبر الشيخ حمود زين الذي كان من أفضل الشخصيات الوطنية المتنورة والتي تحظى بحب وتقدير وإحترام الجميع  ، بحيث كان حكيمآ ومثقفآ يحب القراءة والأضطلاع وتتبع أخبار مصر والوطن العربي متاثرآ بحركات التحرر العربية في عهد الرئيس جمال عبدالناصر  ، وكان من أكثر القراء للصحف والمجلات المصرية منها صحيفة الأهرام ، ومجلة روزليوسف ، والمصور  ،وآخر ساعة ، وكلها مجلات مصرية بل أنه كان يحصل على بعض هذه المجلات بواسطة (البريد الجوي) كمساهم مشترك.
والبريد الجوي في تلك الفترة كان وسيلة من وسائل الاتصال يقوم عبره نقل الرسائل الخطية والطرود من دولة إلى أخرى ، توضع عليها الطوابع البريدية التي تحدد من قبل كل دولة ،  وقد كانت توجد له مكاتب بريدية في المحافظات والمديريات،،
وما تعريجنا على بعض المحطات في حياة الشيخ حمود شقيق الأستاذ هدار الأكبر  إلا لنبين الوسط المثقف والمتعلم الذي نشأ فيه الأستاذ هدار .. وحتى والدته الكبيرة في السن كانت تجيد القراءة والكتابة.
كان للأستاذ هدار نشاطآ متميزآضمن التجمعات الطلابية، وتربطه علاقات أكثر من طيبة مع زملاءه .
وفي مرحلة الشباب بعد الأستقلال التحق الأستاذ هدار زين العفيفي بسلك التدريس وتم تعيينه رسميآ في ٢٤/ ١١/ ١٩٧١م
في المديرية الغربية المركز الثاني رصد بمؤهل تعليمي(الشهادة المتوسطة)، وتم توزيعه ولأول مرة على مدرسة «الخط الأحمر» الحنشي التي كانت تتكون وضعيتها بذلك العام الدراسي٧١/ ٧٢م من الصف الاول + الصف الثاني إبتدائي وعدد الطلاب فيها ٣٧ طالبآ، وقد مكث فيها عاماً دراسياً واحداً فقط ثم انتقل إلى مدرسة (الشعلة) رخمة نظرآ لحاجة المدرسة التي كان يديرها بذلك العام الأستاذ عبدالله محمد قاسم، وفي ذلك العام تم تثبيت طلاب الصف السادس إبتدائي لخضوعهم للأمتحانات التجريبية والوزارية لإكمال مرحلة التعليم الإبتدائي، وكان عدد الطلاب بالمدرسة بذلك العام (٢٦٩طالب و ٢٩ طالبة)، لكنه لم يستمر بها فترة طويلة  بحيث تم إعادة تعيينه في مدرسته الأولى (الحنشي) ليواصل عمله التربوي فيها ثم انتقل مطلع العام الدراسي ٧٥/ ٧٦م إلى مدرسة (القارة) ليشغل وظيفة مديراً للمدرسة، واستمر عاماً دراسياًَ ونصف العام.
كان الأستاذ هدار نشيطاً ومبرزاً في عمله ومحبوباً عند زملاءه ورؤساءه وطلابه وأولياء أمور الطلاب بالمنطقة لإخلاصه في عمله وعلاقاته الإجتماعية المتميزة وروحه الطيبة.
لم يحصل الأستاذ هدار على  أي مؤهل علمي جديد ، لكنه التحق بالعديد من الدورات المنهاجية والصيفيات في السلم التعليمي الحديث، فقد التحق بدورة المناهج التعليمية الحديثة للمدرسة الموحدة ذات الصفوف الثمانية للسلم التعليمي الجديد(طريقة ومادة) تخصص لغة عربية وبعض المواد الأخرى الذي عمل على تدريسها.
 ترك الأستاذ هدار معالم تربوية طيبة في المدارس الذي عمل فيها في مناطق يافع، وكان من المؤسسين الأوائل ورائداً من رواد التعليم في المدارس الآنفة الذكر  .. وقد حصل على العديد من رسائل الشكر والشهائد التقديرية من المدارس، ومن الجهات التربوية، كما أن الأستاذ هدار كان يتميز بقوة الإنتماء ليافع وشقوف للعمل في مدارسها، ونتيجة تغير ظرفه الإجتماعي والإرتباط بزوجة وأولاد تم نقله إلى مديرية خنفر «المديرية الجنوبية سابقآ» ليعمل في مدارسها، فتم تعيينه في أول مدرسة بخنفر وهي المدرسة الكويتة جعار ثم مدرسة الثورة جعار ثم مدرسة بدر جعار ثم المدرسة الشمالية جعار (مدرسة صالح خميس) ثم مدرسة عبدالرحمن الغافقي الحصن ثم عمل وكيلاً لمدرسة با خبيرة جعار حتى أنهى فترة خدمته، وتم إحالته للتقاعد في العام 2006م بعد حياة زاخرة بالعطاء والنضال التربوي متنقلآ بين المدارس الحنشي/ رخمة/القارة/، وعددآ من المدارس في كل من جعار، والحصن، متمسكا بمهنته التربوية إضافة إلى قيامه بمهام إدارة مدرسية، معاصراً خلال مسيرة حياته  التربوية لعدداً من المناهج التعليمية، والمراحل الدراسية.
تستلم أسرته راتباً شهريآ تقاعدياً مبلغ (١٠٥٠٠٠) ريال فقط، وهذا الراتب لايتناسب مع ماقدم من جهد وعطاء بحيث حرم مثل غيره من التربويين من التسويات والعلاوات السنوية واستراتيجية الأجور.
الأستاذ هدار متزوج وأب لعدد من البنين والبنات تحلى بعلاقات طيبة مع الجميع وعملآ دؤوبآ حتى نهاية خدمته.
تميز الأستاذ هدار بالأمانة والوفاء، وربى أولاده على تلك الصفات الحميدة والأخلاق الرفيعة وظل بتلك القيم حتى توفاه الله في أواسط العام الماضي 2021م، يرحمك الله يا أبا إيهاب ويسكنك فسيح جناته.
تحية وتقدير لكل من وافانا ببعض المعلومات والوثائق من أقارب أسرة المرحوم الأستاذ هدار، وتحية شكر وتقدير وإجلال للإستاذ الفاضل والمرجعية التربوية المتألقة والمتميزة بالأصالة التربوية والإبداع الفني والمهني، وذات السعة المعلوماتية، والدقة الأرشيفية، الذي وافانا بالعديد من المعلومات الأرشيفية والوضعيات التعليمية في المدراس الذي عمل بها الأستاذ هدار آن ذاك، الأستاذ الفاضل (طاهر حنش احمد السعيدي ).
« شخصيات تربوية يتناولها منتدى القارة التربوي بيافع م/ أبين»
أخبار ذات صله