fbpx
حرب معلومات تحتدم قبل الغزو الروسي المحتمل لأوكرانيا
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

رافقت الصراع المستمر منذ ثماني سنوات في شرق أوكرانيا بين الانفصاليين المدعومين من روسيا والقوات الأوكرانية معركة تضليل إعلامي شرسة بين موسكو وكييف، تحاول كل جهة من خلالها توريط الطرف الآخر في جرائم خطرة.

ويقف مراسل تلفزيوني روسي مرتديا سترة واقية من الرصاص ومعتمرا خوذة قرب ثكنة جيش في يوم مشمس. يسأله صوت من وراء الكاميرا “هل أنت جاهز؟”، يومئ الصحافي برأسه ويبدأ الركض والصراخ بعد سماع أزيز طلقات نارية ويقول في المايكروفون الذي يحمله إن “مجموعة من المخربين” يهاجمون موقعا تدعمه روسيا في شرق أوكرانيا.. هو تقرير يقول ناشروه على تلغرام إنه “كواليس الدعاية الروسية”.

لكن حجم هذه المعركة ونطاقها وصلا إلى مستويات قياسية، فيما تحتشد القوات الروسية عند حدود أوكرانيا ويحذر الغرب من غزو وشيك.

وتزداد أهميتها مع مخاوف من أن يستخدم الكرملين هجوما مفتعلا ذريعة لتنفيذ غزوه الذي يخشاه الغرب.

وقال وزير التعليم الأوكراني السابق ومدير مدرسة موهيلا للصحافة سيرغي كفيت “أرى أن معظم هذه الأخبار المضللة تستهدف في معظمها الجمهور الروسي الدولي”. وأضاف “يبدو أنهم يحضّرون لغزوِ”.

وساهم تطور التكنولوجيا والأدوات المتاحة في العقد الماضي في كشف زيف عدد من التقارير التي كان يمكن أن تمر على أنها صادقة وأصيلة.

وعلى سبيل المثال كشفت أن النداء العاجل الذي أطلقه قادة أوكرانيون انفصاليون للسكان المحليين بالذهاب إلى روسيا الجمعة الماضي لم يكن عاجلا بل سجّل قبل يومين من ذلك.

وقال زعيم الانفصاليين في دونيتسك دينيس بوشيلين في رسالته بالفيديو “سيصدر رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي قريبا أمرا لقواته بتنفيذ الهجوم”.

وأضاف “لذلك نقوم اليوم في الثامن عشر من فبراير بتنظيم عملية إجلاء واسعة النطاق للسكان المدنيين إلى روسيا”.

وأظهرت البيانات الوصفية (ميتاداتا) لتلغرام أنه جرى تحميل رسالة بوشيلين ورسالة زعيم انفصالي آخر في السادس عشر من فبراير، وهو واحد من الأيام التي قالت واشنطن إنه قد يكون موعد الغزو الروسي.

وغرّد الصحافي الاستقصائي مارك كروتوف مع انتشار مخاوف من أن المتمردين كانوا ينقلون الناس حتى تتمكن الدبابات الروسية من الدخول “كل ما يحدث اليوم تم تدبيره بشكل واضح ومن دون أدنى شك”.

وكان محللون من مجموعات مختلفة مثل موقع “بيلينغكات” الاستقصائي الحائز على العديد من الجوائز والذي صنّفه الكرملين على أنه “عميل أجنبي” العام الماضي، منشغلين جدا في الأسابيع القليلة الماضية.

واكتشف “بيلينغكات” وغيره من المواقع التي تحارب التضليل الإعلامي أدلة مرئية تظهر أن سيارة مفخخة قيل إنها استهدفت قائد شرطة انفصاليا كانت مزروعة في مركبة مختلفة تماما.

وعرض الموقع الإلكتروني صورا للوحة تسجيل سيارة قائد الشرطة على سيارة رباعية الدفع من طراز جديد.

وثم بدت اللوحة نفسها مثبتة على بقايا مركبة عسكرية خضراء قديمة فجّرت في موقف سيارات خال الجمعة الماضي.

ولم يصب أحد بأذى لكن التلفزيون الروسي الرسمي بث ما قال إنه اعتراف “جاسوس أوكراني” ضالع في مؤامرة التفجير المزعومة.

أخبار ذات صله