fbpx
الزبيدي من الخيار الواحد إلى الخيارات الأربعة

كتب – خالد سلمان.
حديث رئيس الإنتقالي لقناتي الحدث والعربية يوم أمس الخميس ، فيه الكثير مما يستحق التوقف أمامه، هناك تغيير في النظر لماهية الصراع، ومغادرة التخندق الذهني حول هدف واحد ، وتخفيف إن لم يكن إنها اللغة الحدية ضد الشمال ، والذهاب خطوة أبعد في الإلتزام بتحريره ،مع عدم إسقاط حق الجنوب في إستعادة دولته ،في حدود ما قبل عام ٩٠ بكامل حدودها الجغرافية غير المنقوصة.
تجديد هذا الموقف الإنتقالي يحيلنا إلى البحث عن ضمانات ما بعد دحر الإنقلاب ، هل هو رؤية منفردة  لقيادة الإنتقالية ، أم  نتاج مشاورات مع التحالف تحت عنوان تحرير الشمال مقابل إستقلال الجنوب؟.
في السياسة ليس كل شيء يُقال علناً ،،لكن من الطبيعي أن مثل هكذا طرح لرئيس الإنتقالي ليس حرثاً في الفراغ، بل له مايدعم حيثياته في مفاوضات الكواليس.
الأهم من ذلك، أن الإنتقالي يغادر مربع تمترسه القطعي غير قابل للتفاوض ،حول إستعادة دولة الجنوب، بعيداً عن كل المشاريع البديلة المطروحة لحل القضية الجنوبية،  ليقدم نفسه في حديث الزبيدي بصفة مغايرة، أكثر مرونة وإنفتاحاً على المقاربات المطروحة، والذهاب حد القول بإقرار آلية الحل وهو الإستفتاء (وهي مفردة كان طرحها، يستوجب التخوين والنبذ وقطع الصلة مع الإنتماء للقضية، من قبل صقور القيادات بل وحتى الحواضن الشعبية ) ، وتقديم كل المشاريع الأربعة للمواطن الجنوبي، ليقرر أياً منهم يراه  مناسباً  لتطلعاته في صياغة كيانه الدستوري القانوني.
كنا من خلال متابعاتنا لحوارات قادة وقواعد الإنتقالي هناك تجريم لأي محاولة لإعمال تنشيط العقل والتفكير خارج سرب إستعادة دولة الجنوب ، وشيطنة الوسائل الديمقراطية ، ومخاوف ذات صلة بالتغيرات الديمغرافية.
الآن ومن خلال حديث رئيس الإنتقالي يوم أمس ،نرى قدراً كبيراً من إعادة قراءة المشهد ، والقول أننا منفتحون على المشاريع الأربعة:
 الدولة المستقلة ،
ودولة الإقليمين
وخيار الأقاليم الستة
 ، أو الإبقاء على شكل الدولة المركزية
 ، وأن من سيقرر ذلك هو المواطن الجنوبي عبر صندوق  عبر الصندوق وليس بالقوة القهرية.
هل هو تراجع إلى الوراء؟
هل هو نتاج ضغوط إقليمية؟
في تقديرنا إنها المرونة السياسية ،التي تعيد توصيف الراهن وتبدلات موازين القوى  والنفاذ إلى قلب  التفاعلات الوطنية وما فوق الوطنية  ، مرونة تضع عربة المصلحة خلف قطار الحل المطروح، لا أمامه ،  مرونة لا تخلو من شجاعة مؤسسة على الحامل العسكري، وإنجازات القوات الجنوبية في الميدان العسكري ، مع عدم إستبعاد أن التشبث بخيار  من وجهة نظر أحادية متصلبة في ظل ممانعة إقليمية، لن ينتج حلاً متوافقاً عليه، وفي التفاوض لا يوجد كاسباً واحداً، بل شركاء يتقاسمون المكاسب ويصبغون الحلول المتوازنة.
دولة جنوبية أم إتحادية أم العودة لشكل الدولة الواحدة أم إقليمان  ، خيارات يحسمها المواطن الجنوبي ونتائج الميدان العسكري ، مع ضمانات الإقليم،  وآليته كما جاء في حديث الزبيدي الإستفتاء.
هل هو خروج عن النص التعبوي وتغيير المواقف ؟
أتصور تعدد الأدوات يمنحك مساحة أوسع للمناورة والحركة،وطيف الخيارات يعزز الفكرة ولا يلغيها.
#خالد_سلمان.