fbpx
سور الصين العظيم يُلقي بظلاله على منطقة الشرق الأوسط
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

تعكس التحركات الصينية اللافتة في الشرق الأوسط مؤخرا الاهتمام الكبير الذي توليه بكين للمنطقة خاصة في ظل الانسحاب الأميركي منها واستراتيجية واشنطن الجديدة إزاء بعض العواصم الخليجية التي باتت تبحث عن التعاون المباشر مع بكين على غرار الرياض وأبوظبي.

واستهلت الصين العام الجديد بلقاءات دبلوماسية هامة في محاولة لتكريس شراكات في أفريقيا والشرق الأوسط ما قد يثير توجس الولايات المتحدة التي أفرغت الساحة أمام النفوذ الصيني في الشرق الأوسط.

توسيع التعاون

أنهى وزير الخارجية الصيني وانغ يي جولته في شرق أفريقيا في حملة مصممة لتعزيز الوجود الصيني على ساحل البحر الأحمر وترسيخ دور بكين في القرن الأفريقي. وفي الوقت نفسه تعمل الصين على ترسيخ مكانتها كلاعب كبير في الشرق الأوسط وتهدد الهيمنة الأميركية طويلة الأمد في المنطقة.

والسبت أعلن وزير الخارجية الصيني ونظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان بدء تنفيذ اتفاق الشراكة الاستراتيجية لتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين البلدين الذي وقع بينهما العام الماضي وذلك خلال لقاء في ووشي شرق الصين، بحسب بيان لوزارة الخارجية الصينية.

ويقوم الصينيون بتوسيع دائرة مساعدتهم العسكرية للمزيد من دول الشرق الأوسط في وقت يتصاعد فيه التوتر بين المملكة العربية السعودية وإيران، ومع استمرار الولايات المتحدة في إعادة تقييم مبيعاتها من الأسلحة إلى الحلفاء الإقليميين مثل الرياض.

وتعمل الصين على زيادة صادراتها من التكنولوجيا والمعدات العسكرية وهو ما رأى فيه جوزيف دانا، وهو كاتب مقيم في جنوب أفريقيا والشرق الأوسط ومراسل من القدس ورام الله والقاهرة وإسطنبول وأبوظبي “تحولا تاريخيا وجزءا من إعادة صياغة الخطة الجيوسياسية للشرق الأوسط”.

وتابع دانا الذي سبق أن شغل منصب رئيس تحرير “إميرج 85″، وهو مشروع إعلامي مقره الإمارات العربية المتحدة يستكشف التغيير في الأسواق الناشئة أن “الاهتمام الصيني طويل المدى بالشرق الأوسط لا يعد بالشيء الجديد، ولطالما نظرت بكين إلى المنطقة كهدف استراتيجي، باعتبار الصين أكبر مستورد للنفط الخام من الشرق الأوسط في العالم”.

وأثناء المناقشات الساخنة حول الطرح العام الأولي لشركة أرامكو السعودية أعربت الصين عن اهتمامها بأن تصبح مستثمرًا رئيسيًا في أكبر شركة في العالم، وكان من المحتمل أن يسمح هذا الموقف للصين بإحداث تغيير في تجارة النفط العالمية القائمة على الدولار، ولم يُبرم ذلك الاتفاق لكن النية كانت واضحة.

والتحول الحاصل الآن هو في مجال التكنولوجيا العسكرية والشراكة، فوفقا للمنظور التاريخي اعتمدت دول الخليج وإسرائيل على المعدات والتكنولوجيا العسكرية الأميركية، لكن هذا يتغير أمام أعيننا مما يثير استياء واشنطن، فمع مراجعة الولايات المتحدة لمبيعات أسلحة معينة بسبب الصراع الدائر في اليمن غيرت السعودية والإمارات حساباتهما وأصبحتا تفكران في مد جسور مباشرة مع الصين.

وفي الشهر الماضي ذكرت شبكة “سي.إن.إن” أن السعودية بدأت في تصنيع صواريخ باليستية بمساعدة الصين، وقد اشترت المملكة صواريخها الباليستية من الصين أكثر من مرة، لكنها لم تحاول بناء صواريخها بنفسها إلى الآن.

ولم يؤكد الصينيون أو ينفوا ما إذا كانوا ينقلون أي تكنولوجيا صاروخية باليستية حساسة إلى السعودية، وبدلاً من ذلك أشاروا إلى حقيقة أن البلدين يتمتعان “بشراكة استراتيجية شاملة” منذ فترة طويلة، وأن لهما “تعاونا وديا في جميع المجالات، بما في ذلك مجال التجارة العسكرية”.

ومن المحتمل أن يكون التحول نحو التعاون العسكري المفتوح في السعودية قد دفع إسرائيل إلى “وعد” إدارة بايدن بإخطار الولايات المتحدة بأي صفقات جديدة مهمة مع الصين، وتتمتع إسرائيل بتاريخ طويل من التعاون العسكري مع الصين، لكنها كانت تحت “عين الرقيب” حتى وقت قريب، على الرغم من أن الصين هي ثالث أكبر شريك اقتصادي لها.

أخبار ذات صله