fbpx
اللهم لا تؤاخذنا

امسك بالقلم لا أدري عن ماذا ساكتب بالضبط، لكنني أشعر برغبة قوية في الكتابة، بالطبع هناك الكثير من المواضيع التي يمكن ان اسهب فيها، الا ان الموانع والحواجز تحول بيني وبين ما أريد في انعكاس لصراع العقل مع المشاعر والرغبات، فمقولة “ليس كل شيء يمكن أن يقال ” لاتفارقني، وقاعدة المصالح والمفاسد تقيدني.

 

تتزاحم المواضيع امامي حتى اعجز عن الاختيار، أعن عظمة شعبي الأبي الذي جعلنا نلهث كي نلحق به في ساحات النضال فأعجزنا وكلما اعتقدنا أننا بتنا ضليعين في فهم القضية وتداعياتها وواقعها فنتوقع أمورا نعتقد انها قراءة للواقع يأتي شعب الجنوب فيقول : يابن الجنوب أجننت ؟ الم تعرف شعبك بعد كل هذه الاعوام ؟ لا والله اننا لن نحبط وتوقعاتك بأن نفتر أو تتراجع عزيمتنا بسبب خلاف هنا أو هناك أو بسبب وقوف المجتمع الدولي ضدنا لن يكون لها وجود على أرض الواقع، والميدان بيننا يمم وجهك الى خورمكسر وتمعن في الجمع وراقب الوجوه والاكف والبطون الجائعة والهامات الشامخة وستعرف انك لم تصل بعد الى مرتبة تؤهلك كي تجاري عظمة هذا الشعب، هنا أسلم وأعترف بالقصور ولا أملك الا ان أقول :”ياشعب الجنوب ما اعظمك !!، ثم اتساءل كيف لو توفر لهذا الشعب من الاموال والامكانات الاميرية ماتوفر لغيره ؟ كيف لو أيده العالم باكمله كما يحدث مع ثورات اخرى تدميرية لم تستطع أن تحافظ على سلميتها اياما ؟ ماذا كنت ستصنع ياشعب الجنوب ؟

 

عن ماذا ساكتب إذا ؟ أعن تجار الثورات وأنذالها والمتمصلحين والمتاجرين بدماء الشهداء والاقصائيين والمصنفين للناس حسب أهوائهم ومصالحهم؟ بالطبع لا – حتى الان على الاقل – من باب ان اولئك لابد من وجودهم في اي ثورة ومع ان المشكلة انهم تمكنوا من بعض المفاصل الهامة وسيطروا عليها الا اننا نعمل بمبدأ الاخوان المسلمين القائل نسكت عن بعضنا بعضا ونستر على اخواننا .

هل اكتب عن ماسمي برؤية حزبي المؤتمر والاصلاح اليمنيين للقضية الجنوبية ؟ والله لا استطيع لانني كلما قرات تلك الرؤيتين انفجر ضاحكا من سذاجة أولئك الاوغاد كاتبي الرؤيتين واقول هؤلاء لايستحقون حتى أن نقرا ما تقتات به أقلامهم النجسة من تزييف وتضليل فاضح وواضح يكشف لشعب الجنوب مرة أخرى سواءتهم وعوراتهم فافضل أن اغض الطرف عن تلك العورات حتى لا اؤذي عيني.

 

هل اكتب عن بلاد عربية تدمر وتسحق ويقتل ويشرد اهلها ويذبح شبابها وتباع نساؤها في اسواق النخاسة بدعوى الثورة وتقصف اراضيها من الطائرات الاميركية التي يرسلها اصلا خدام بني صهيون ونحن نصفق ونهلل ونؤيد لان إعلام الاعداء سيطر على عقولنا وأقنعنا ان تدمير كل شيء بما فيها الانسان والاوطان واستدعاء الاعداء لفعل ذلك لاباس به مادام الهدف هو تغيير شخص أو نظام فاسد. يا أمة ضحكت من جهلها الامم مقولة لازالت تطبق علينا ، من كان ليتصور ان نرى كل هذا التدمير في دول عربية فنصفق؟ من كان يتصور ان نرى طائرة غربية تقصف دولة عربية فنؤيد ونبارك؟ من كان ليتخيل ان نسمع فتاوى تبيح للكافر قتل المسلمين وتدمير بلدان اسلامية بكاملها وذبح الناس بدعوى الثورة؟ اللهم مالا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .

وللحديث بقية