fbpx
العامان 1994م و2013م 27 أبريل الخزي و27 أبريل الغضب

في سياق المخطط المعادي للعرب والمسلمين جرى تفكيك جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وجيش جمهورية العراق وتجري حاليا وبشراسة محاولات غير مسبوقة لتفكيك جيش مصر وجيش سويا غبر إخوان واشنطن وتل أبيب عبر أنظمة بترولية في المنطقة والهدف من وراء ذلك هو ضمان أمن إسرائيل ولو كانت هناك قوى حية وشريفة في بلاد العرب والمسلمين لجنبوا شعبوهم ويلات هذا المخطط القذر و لفكروا بعقلانية في حل مشكلة الشرق الأوسط ومحورها القضية الفلسطينية، بحيث تراعي مصالح الفلسطينيين واليهود حتى تتفرغ شعوب المنطقة للتنمية الشاملة بما في ذلك محو الأمية الأبجدية والأمية الثقافية المعششة في صفوف العرب والمسلمين وقطع دابر الانتهازيين والمنافقين المتمترسين وراء الإسلام لأن شر البرية من اتخذت الإسلام غطاء لمصالحها الدنيوية الضيقة.

وفي ذلك الإطار وجد الجنوب نفسه أمام تآمر القوى الشيطانية المتنفذة وحلفائهم من الجنوبيين والعرب الأفغان الذين عملوا في جنح الظلام على إسقاط الجنوب لبدء تنفيذ مخطط الفيد القذر الذي أتى على الأخضر واليابس، حيث نهبت نسبة لا يستهان بها من أراضي الجنوب أدخلت أصحابها العرابدة عالم المليارات وشهدت صنعاء طفرة كبيرة من حيث الطرقات (التي كانت ترابية عند قيام دولة الوحدة)، والجسور والكباري ونهبت ثروات الجنوب ومعظم المنشآت الصناعية والخدمية والسياحية ونهبت أرصدة الحكومة في بنوك عدن والعملية معروفة عند الراسخين في العلم ناهيكم عن إقصاء المدنيين والعسكريين من وظائفهم وبرزت على السطح مفردة (خليك في البيت).

ارتبطت قضية الوحدة بين الشمال والجنوب بعد كل جولة قتالية على الحدود, وبعد تحقيق الوحدة خططت القوى الشيطانية المتنفذة في الشمال لمسلسل اغتيالات استهدفت جنوبيين وشماليين ارتبطوا بالحزب الاشتراكي وتبعتها الأعمال الإجرامية التي استهدفت أفرادا لتنتقل إلى طور أكبر استهدف وحدات عسكرية وفي فبراير 1994م  استهدف اللواء الخامس مشاة التابع للرئيس علي ناصر محمد وفي 27 أبريل من العام نفسه تم الزج بالفرقة الأولى مدرع (قوامها قوام جيش) في اشتباك مدمر ضد اللواء الثالث مدرع وقاد المعارك علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الذي زعموا أنه نصير ثورة 21 فبراير في الشمال والذي نقل وينقل سرا مقدرات الفرقة إلى مخابئ تابعة للقبيلة في مناطق متفرقة من أرض حاشد.

واصلت القوى الشيطانية المتنفذة في شمال الشمال حربها على الجنوب وفي 4 مايو 1994م دفعوا بقوة من الحرس الجمهوري والأمن المركزي ومرتزقة من أفراد القبائل قدم شيوخهم فواتير تفجر أوضاع واستهدفوا في عدوانهم لواء باصهيب وكان من أقوى الوحدات العسكرية في الجنوب والذي أبلى بلاء حسنا في مواجهات مع جيش الشمال قبل الوحدة واخترق أفراده كل الخطوط الدفاعية ودخل مناطق الشمال كعادته في حربي 1972 و1979م.

كانت القوى الشيطانية المتنفذة في شمال الشمال يوهمون العالم بأنهم دعاة سلم وأنهم يمدون أيديهم للسلام ، أما شمالهم (وما أدراك ما أهل الشمال)، فقد كانوا يحملون الخناجر للطعن في الظهر وفي ذلك السياق الذي تحدث عنه الإمام الشوكاني تم نقل المعارك إلى الجنوب ولم يجرؤوا على التقدم لأنهم ليسوا أهلا له فقام بالمهمة نيابة عنهم أشاوس الجنوب الذين مهدوا لهم الطريق ليبدؤوا مسلسل العبث في الجنوب.

أعد الجنوبيون العدة لمواجهة المسلسل القذر للقوى الشيطانية المتنفذة في شمال الشمال فأعلنوا بيان لقاء التسامح والتصالح في مقر جمعية ردفان الخيرية الاجتماعية بحي عبدالعزيز عبدالولي بالمنصورة في 13 يناير 2006م ثم خرج المتقاعدون العسكريون إلى الشارع في 27 مارس 2007م، وكسروا حاجز الخوف وحقق الجنوبيون تراكما كميا ونوعيا. كان صالح يسخر من شيء اسمه (الحراك) ومن قصة اسمها (قضية الجنوب) وأصبح الحراك أمرا واقعا وأصبحت القضية الجنوبي أو قضية شعب الجنوب أمرا واقعا على الأرض ومرارة في حلوق صالح وعلي محسن صالح وحميد الأحمر ومن لف لفهم.

كعادة شعب الجنوب قويا في مبادراته ومسيراته وتجمعاته ومليونياته، أعلن عن مليونية سادسة في يوم السبت 27 أبريل 2013م، وسماها يوم الغضب اليوم الذي لعنه شعب الجنوب بعد أن لعنته السماء والذي أفتى فيه منافقون قاتلهم الله بجواز استباحة دماء الجنوبيين وجاءت الفتوى بأبيات قول الشاعر (لك إلا ما شاءت الأقدار واحكم فأنت الواحد القهار).. وجاء رد ولي النعمة بأن أنعم عليهم بالدولار الأمريكي.

الخزي والعار ليوم 27 أبريل 1994م والنصر وأكاليل الغار ليوم 27 أبريل 2013م ولا نامت عين للجبناء.