fbpx
قراءة في دلالات إنسحاب القوات السعودية

كتب – خالد سلمان.

*إنها ليست حجر دومينو بل إنها حجر واقعة،  من التدخل غير المحسوب بمسطرة إستراتيجية ، إلى الإنسحاب وجعل الحلفاء في حالة إنكشاف سياسي عسكري أمام الحوثي.
* كلما تقدمت الآلة العسكرية الحوثية، قابلها في الطرف الآخر تقليص حجم المشاركة السعودية في الحرب، وصولاً إلى الإنسحابات المتتالية من عتق وعدن ، الأمر الذي يخلط الأوراق  والحسابات ، ويجعل قراءة مثل هكذا خطوات ،مفتوحة على مزيد من الإرباك وضبابية الإستنتاج.
ولكن يبقى الراجح أن الإنسحاب بتوقيته السياسي، وبتزامنه مع زيارة المبعوث الإمريكي لعدن والمنطقة ،وكذا المبعوث الأممي، يرجح إحتمالية أن تكون مغادرة القوات السعودية وقبلها الإماراتية ، قد جاء مقروناً بصفقة كواليس غير واضحة المعالم للمتابعين ، عنوانها الرئيس توفير إنسحاباً آمناً، مع تحقيق بعض الأهداف السعودية ذات الصلة بأمنها، لا بمسوغات التدخل وهو إسقاط الإنقلاب ، وعودة الشرعية الفائضة اليوم عن اي تسوية قادمة، كطرف وازن وشريك.
* إثنان مضاران من هذا الإنسحاب :
شرعية هادي إذ تضعها عملية رفع اليد السعودية  عن دعمها عسكرياً ،أمام مصيرها الكارثي المحتوم في حربها مع الحوثي.
والإنتقالي الذي وإن كان لا يراهن عسكرياً على إنحياز السعودية إلى صفه ،في حال إندلاع مواجهة مصبرية مع الشرعية ، إلا ان وجود هذه القوات يمثل رادعاً سياسياً ،لضبط تفاعلات الإحتقان ،ورسم خطوط الصراع البيني مع الشرعية في الحدود الآمنة وغير النزقة وخارج سياق الحرب الشاملة جنوباً.
* الأنتقالي صعّد بدوره بعد إنسحاب السعودية من عدن ، وذكّر بأهمية تنفيذ إتفاق الرياض ببنوده المتعددة ،من إنسحاب القوات وتعيين المحافظين وتوريد العوائد إلى البنك المركزي، وتفعيل هيئات مكافحة الفساد ووقف التعيينات الآحادية ، وتحميل الحكومة مسؤولية تردي الخدمات، وصولاً إلى التلويح بورقة الإنسحاب من حكومة المناصفة.
هذا التصعيد الإنتقالي يحيلنا إلى مشاعر الإحباط، والشكوك الآخذة بالتزايد حول ما إذا كانت السعودية مازالت متمسكة بإتفاق الرياض، بذات الحماس كمدخل لخلق جبهة موحدة ضد الحوثي ، ام إن مثل هكذا إتفاق بات من الماضي ، وعلى اللاعبين المحليين إدارة رقعة شطرنج الصراع، منفردين وخارج ضابط إيقاع إقليمي ، يحدد مسار الأحداث ويتحكم بمآلاتها.
* كل شيء في حرب اليمن صار عبئاً على الجميع ،على السعودية وعواصم القرار والمجتمع الدولي ومنظومة الإخلاق ، ما يجعل إيقافها في خانة الأولويات ،اياً كانت الجهة الرابحة ،طالما إنها اي هذه الجهة المنتصرة ، على إستعداد لصون مصالح المتداخلين في الحرب، وفي المقدمة حدود وأمن السعودية.
* الإنسحاب السعودي يمكن تسميته إنسحاباً من موقع ضرب النار ، حيث لا يبدو هزيمة كاملة، ولكنه في ذات الوقت لا صلة له بالنصر، وأن لهذا الإنسحاب فواتيره وضحاياه، من الأفراد وحتى المشاريع السياسية والمكونات  .
نعم هناك تداعيات لما بعد الإنسحاب.
#خالد_سلمان.