fbpx
“لا أعداء، لا مشاكل”.. واشنطن بوست: كيف تساعد التحالفات الإقليمية في “خفض الضغط” في الشرق الأوسط؟
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

مع انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، بدأت بعض التحولات الطفيفة في الشرق الأوسط بالظهور، حيث تستكشف البلدان شراكات إقليمية جديدة، وتتعامل مع عالم يبدو أن القوة العظمى الرائدة فيه فقدت بعض بريقها.

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، تساعد عمليات إعادة التنظيم الإقليمية هذه على “خفض الضغط” في منطقة تعرضت للتوتر بشكل خطير في السنوات الأخيرة. تحاول الدول بشكل متزايد حل مشكلاتها، من خلال الروابط الاقتصادية الإقليمية، بدلاً من الاعتماد على القوة العسكرية الأميركية. يكمن الخطر في أن بعض الدول قد تلجأ إلى الصين كشريك أمني جديد ، لتحل محل ما باتت تعرف بـ”الولايات المتحدة غير الموثوقة” على حد تعبيرهم.

ومن أبرز المبادرات الدبلوماسية، المحادثات الإيرانية مع كل من السعودية والإمارات، وتقارب الإمارات مع كل من تركيا وقطر. في كل حالة، فان جدول الأعمال المشترك هو التجارة والازدهار الاقتصادي.
وكان المسار الجديد جلياً في خلال الجولة التي قام بها مستشار الرئيس الأميركي جو بايدن للأمن القومي جاك سوليفان الأسبوع الماضي. فقد توقف الأخير في كل من الرياض وأبو ظبي والقاهرة.
ووفقاً لما نقل مسؤولون، ففي كل عاصمة، أعرب المسؤولون عن رغبتهم في الحصول على دعم دبلوماسي وعسكري أميركي، لكنهم أعربوا عن إحباطهم من السياسة الأميركية .

والصراع الشائك، على حد تعبير الصحيفة، يكمن في اليمن، حيث تعمل الولايات المتحدة مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز جروندبرج على خطة سلام جديدة يسمح السعوديون بموجبها للأمم المتحدة بمراقبة ميناء الحديدة ومطار صنعاء. في المقابل، يطالب السعوديون الحوثيين المدعومين من إيران بقبول وقف إطلاق النار، وهو مطلب لم يلبه الحوثيون بعد.
ولطالما اعتبرت الحرب على اليمن كتصفية حسابات بين كل من المملكة وإيران، لذا قد يساعد الانفتاح الدبلوماسي بين الرياض وطهران في الجهود الداعية للسلام. بالفعل، أوقفت المجموعات المدعومة من إيران في العراق الهجمات الصاروخية ضد السعوديين، على الرغم من استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار من الجنوب. ويأمل المسؤولون الأميركيون أن يوفر اجتماع مجموعة العشرين هذا الشهر، الذي ستحضره السعودية، مساحة لإنهاء الصراع الكارثي.
وقاد خالد الحميدان، رئيس المخابرات السعودية، الاتصالات السعودية مع ايران من خلال وسطاء عراقيين. ويقال إن الإيرانيين وسعوا هذه الاتصالات في ظل حكم الرئيس المتشدد الجديد إبراهيم رئيسي. بالنسبة لكلا الجانبين، يبدو أنها مناورة براغماتية: فقد خلص السعوديون إلى أن الولايات المتحدة لن تطيح بالملا، وأن الاستقرار في المستقبل سيتعزز من خلال الاستثمار المتبادل، وبالتالي، استئناف العلاقات الدبلوماسية. ويقال إن الإيرانيين مستعدون لإعادة فتح سفارة في الرياض على الفور.
وتمت صياغة الشعار الجديد في الشرق الأوسط المتمثل في “لا أعداء، لا مشاكل” في الإمارات العربية المتحدة. واستمع سوليفان إلى شرح من الشيخ محمد بن زايد، الحاكم الفعلي للبلاد. فقد أضر انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان الإمارات بشدة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن العديد من أبناء محمد بن زايد قاتلوا في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة هناك.
وقام، بحسب الصحيفة، زعيم الإمارات العربية المتحدة، المنزعج مما يراه على أنه منعرجات متعرجة لا يمكن التنبؤ بها في السياسة الأميركية، بطرح علاج استفزازي. وأشار إلى أن العلاقة المستقبلية للإمارات مع الولايات المتحدة قد تكون أكثر استقرارًا إذا تم ترسيخها باتفاق أمني رسمي، ليس بالضرورة تحالف مشابه لمعاهدة الناتو، ولكن اتفاق يحمل موافقة الكونغرس. ويدرس المسؤولون الأميركيون هذه الفكرة.
تتمتع الإمارات العربية المتحدة بعلاقة ناشئة مع الصين أيضًا. وقال أنور قرقاش، أحد كبار الدبلوماسيين الإماراتيين، في نهاية الأسبوع الماضي إن بلاده كانت قلقة من “الحرب الباردة التي تلوح في الأفق” بين الولايات المتحدة والصين. وتابع قائلاً: “باتت فكرة الإختيار بين الطرفين تطرح إشكالية”.
بالنسبة للشرق الأوسط، الذي عانى من حرب الولايات المتحدة والتي دامت 20 عامًا في المنطقة، كان الانسحاب من أفغانستان بمثابة نقطة انعطاف. لا يزال شركاء الولايات المتحدة التقليديون في اللعبة إلى جانبها، ولكن مع تعديل في التشكيلة.

أخبار ذات صله