fbpx
بكائية تنوح الوطن !
شارك الخبر

كتب – مجاهد القملي.
بلدنا حفرة يسكنها اللصوص
ويتربع على عرشها
من بعيد سدنة فاجرة
مأسورة في جوقة التأزيم
تخطف الضوء
تبدد الأحلام
تضيق الحيل
تلبد الظلام الموحش
تتوشح رتابة المكر
ترتشف رحيق العار
كسجاف يخنق النور
تنتزع كرامة رعيتها
تلوذ بمقامع جرمها
وراء أكمة الهوان
يذهب روح انتمائها
مقابل فسحة مهينة
باذخة السحق الطارئ
ذاتها التي أهينت
وتمرغ أنفها
بخنوع المسكنة
وأستباح أرضها وعرضها
سيد مهترأ يقطن الكهوف
صبيا فاقع الجهل
حد الضحالة والسخف
عديم الرأي والقرار
شائخ بالحماقة
سقيما بالولاية
منبتا لذرة التناحر
ساقيا لسلالة ضامرة
عمت وبائها جغرافية المعمورة
هنا في المدينة الخالدة
عدن المظلمة المغلوبة
المثخنة بجراح ظلمهم
وغباء من افلتوا منهم
يعم الظلام ويسود الندم
تتوقد المعاناة ألما
ينحسر الأمل بخيبة
يطوف الوجدان بخجل
أرصفة الوعود المقيتة
الزفاف النائح ترفا
الناعق عبثا فوق الخراب
بمستوى واقع ملغم
يحنط أطرافه كسحاء
يحكم مصيره دخلاء
وبهم يفيض الصبر
قهرا ومذلة وغبنا
ياترى لماذا استطابوا المقام ؟!
واوغلوا بخبثهم
ذائع الصيت المشين
ديدنهم ومقصدهم
بأن العقاب تاريخ تليد
وجزاء عديم رديف السلاح
بكل مفردات الوجع
يئن الشعب ويحرق
يقتلي على وقود العبيد
وأمراء سطوتهم ذل العزيز
ودهائهم إلغاء دور الأمين
وقتل الهمم وذود الضمير
هدفهم الموت للمحارب
والحياة لتهذيب التنمر
والكفر بدماء الأبطال
وتمجيد الدمى والأوباش
وتقديس وتزكية كروش الانذال
بالزاد والمال والمغانم
وتنزيه السفهاء وتكريمهم
بالظفر بكرسي الحكم
وتقلد وسام القيادة
للدوس على مبادئ الأحرار
وقامات العلم والتنوير
وقيم الصدق والوفاء
ليحلى لهم التنظير والمشاهد
وبخطى ثابتة ينهبون
فتيلهم الهائج بشهية الإبادة
العائم بدهاليز العواقب
وتفاصيل الأزمنة الغابرة
سينكئ جراحهم ذات يوم
مساوئ العذاب الممنهج
وتلدغ عواطفهم قساوة الجرم
لتتجسر المهانة
وتنحسر الأنفة
ويذوق كلا منهم جزاءه
لا أحد غيركم يذل شعبنا
لا أحد غيركم يحتل أرضنا
لا أحد غيركم يزرع بؤسنا
لا أحد غيركم يدلل جهلانا
لا أحد غيركم يهمل أعلامنا
فما بالكم أيها القوم !
هل لكم أن تصحوا ؟
أم أنكم في غيكم تائهون
بالله عليكم إرحلوا
بحق هذا المساء المظلم الحار
ارحلوا ارحلوا
إشعال شموع الفرح
والايذان بقدح وقود
تشفط من أرضنا
كي توقدوا لنا ضوء
مهزلة بهلوانية
لمسرحية باهتة
ضحيتها ملايين
من الناس الغلاباء
القابعين في زنازين
سجنكم وجحيم أرضهم
الملتوي على عنقه حصاركم
ولوا وجوهكم حيث كنتم
عودوا إلى دياركم أيها الصاغرون
لكي يعود عبيدكم منبطحين
ويذوقوا ويلات وبالهم
وسنين عبثهم المعيب
القابض على جمر ضخكم
وأجوركم الحقيرة
أم أنكم تصرون بخبث
لجعل الوطن عكاز
تنهشون به كي تغرفوه
تتلصصون منافذه
لتجرفوا كل مدخراته
لتجففوا كل منابعه
تتمددوا إلى عمق بقاعه
لتقذفوا لشعبنا حفنة من دراهم
دفعة من وقود متبخرة
ترممون بها شرعية مرابضكم
وتنسفون بها كرامة الشعب
وبصيص معيشته الجانحة
تحت خط الفقر وخريطة المجاعة
إلا تبا لساطور الشرعية
المغمد بخاصرة الوطن
المحكم بيد الجزار
فمتى شاء غرس به طعنا
عنفوان الشعب وغليانه
صلابة المقاومة والممانعة
ومتى ماشاء نحر به
انتفاضة الشعب وهديره
ومتى ماشاء جزأ به
عنق الحرية وسبيل التحرر
تبا وألف تب لشرعية فاضحة
ومليون تب لجيران أشد فضحا
وذكريات جنائزية لعينة
فلهما العار والخزي
ولنا الصبر والعزيمة
وقداسة النصر الوليد
وبهما وبه لا نتوه بالوطن
ولا يفلت منا كرامته وعزه
ومشكاته المصونة كجوهرة
مادام فينا عرق ينبض
يتلألأ بين زوايا سياج منيع
وفكي حائط بوابته قرابين
ومذابح أبت إلا أن تكون
برج لعلامة تتوسد الحرية
وشلالات باهظة الثمن
لتاريخ وهوية وطن .
أخبار ذات صله