fbpx
إلى اين انتم ذاهبون.. تحكيم العقل بدل اللعب بالنار

كتب – اللواء قاسم عبدالرب عفيف.
حصلت حادثة لاحد المغتربين من ابناء الشمال القادمين من امريكا في الصبيحة ومثلها كانت حوادث مشابهة على خط العبر او في وادي حضرموت او أماكن اخرى  لكن لم يؤدي  مثل تلك الحوادث الى تجيييش الجنوب ضد الشمال لكن في حالة السنباني نشاهد استغلال هذه الحادثة الجنائية لتجييش الشمال ضد الجنوب واشتركت فيها كل الأطراف الشمالية شرعية وانقلابيين ومغتربين في الخارج ويجري ذلك استباقا لاي تحقيق جنائي لمعرفة ملابسات الحادثة وكأن في الامرشبىء اخر  وفي الوقت الذي كثير من ابناء الجنوب بمختلف توجهاتهم تفاعلوا مع حادثة السنباني وطالبوا بتحقيق شفاف وتطبيق  العدالة لكننا في المقابل لم نرى اَي تفاعل من اي جهة شمالية مع الحوادث التي تخص ابناء الجنوب
   المجلس الانتقالي الجنوبي بادر وأصدر قرار بتشكيل لجنة تحقيق واظهار الحقائق وأي شخص مدان  يتحمل عواقب تصرفه وهناك الكثير من اللجان التي صدرت حتى من الرئيس هادي نفسه مرورا برئيس الوزراء ومحافظ محافظة لحج يعني ان هناك اهتمام خاص بهذه الحادثة بالذات لأسباب كثيرة منها انها حدثت في هذا المكان بالذات وأنها حدثت وعنصر من قوات الانتقالي لها علاقة بالأمر ويمكن لانه كما يقال يملك الجنسية الامريكية وبهذا يعتبر مواطن أمريكي ولابد من ارضاء العم سام  واستعطافه  لكن في نفس اليوم ماتت عجوز جنوبية في منفذ الوديعة بعد ان رأت ابنها يتعرض للضرب  المبرح أمامها من قبل قوات الشرعية القابعة في الرياض وفِي نفس اليوم قتل احد ابناء أرحب في صنعاء على أيدي قوات الحوثي ولم يصدر احدلجنة تحقيق او حتى أدانة او حتى بيان مواساة  لتلك الأسر المغدورة وهناك العشرات من الأسر التي تعرضت للقتل في تعز وإماكن اخرى لم يرف لهذه القوى جفن واحد لتطلق عقيرتها للحشد ضد من قاموا بهذه الأفعال الشنيعة
من الواضح ان قضية السنباني قد تحولت عن مسارها الجنائي الى مسار سياسي ويتم تجييش الشماليين بكل طوائفهم ضد الجنوب والجنوبيين وتلاحمت قواهم المختلفة والمتناقضة في بوتقة واحدة وهو نحو تهيئة ظروف الحرب الأهلية بين الجنوب والشمال وهم لا يتورعون بالدفع نحو هذا الاقتتال بينما بالجنوب مئات  الآلاف من الشماليين يعملون دون ان يتعرض لهم احد من الجنوبيين ولا احد يدري الى اين هم  ذاهبون بالدفع بالأوضاع نحو قاع الهاوية
   ومع الاسف يعتبر استغلال هذه الحادثة سياسيا سيعرض ابناء الجنوب في الشمال الى مخاطر كبيره وخاصة وان بعض العامة يتصرفون دون وعي او دون حساب التبعات الكارثية ونحن نحمل النخب السياسية في الشرعية وفِي الانقلابيين مسئولية ما سيحدث لابنائنا الجنوبيين في الشمال وهذه السياسة المتعبة من قبلهم تعبر عن الإفلاس السياسي وسيقود  الى مزيد من المعاناة لابناء الجنوب والشمال معا وعليهم مراجعة هذه السياسية البائسة والعودة الى حادة الصواب وتحكيم العقل وعدم اللعب بالنار التي ستحرق الجميع وترك الجانب القانوني يأخذ مجراه الطبيعي
 الحرب ليست نزهة وفيها تحدث الكثير من الحوادث المؤلمة والمفجعة وشاهدنا الكثير منها عندما يتخذ قائد  مجنون قرار بضرب التجمعات البشرية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة او إرسال انغماسيين لتفجير انفسهم في تجمعات العسكريين الجنوبيين حيث تعرض الجنوب للكثير منها لكن لم يصدر احد من السياسيين او العسكريين الحنوبيين او حتى من الجنوبيين المنتشرين في أنحاء العالم  اَي تصريح بتجييش الجنوبيين ضد الشماليين ولَم يتعرض اَي شمالي لاي استهداف شخصي جراء تلك الحوادث
       اطالة امد الحرب تزيد من حدة الصراع بل ينحدر الى مجاهيل سحيقة لا احد يدري ما تخبئه الايام القادمة وخاصة وان أفق الحلول مغلقه وان المتحكمين فيها لا يهمهم معاناة الناس وخاصة وقد ذهبت تلك المعاناة لتصيب قوت الناس وخدماتهم ومستقبلهم وما نشاهده في عدن الا صورة من تلك الصور المأساوية التي كانت نتيجة لهذه الحرب الطويلة المدى.
قاسم عبدالرب العفيف