مقالات للكاتب
أحمد سعيد كرامة
ما دفعني لكتابة هذا المقال في ساعة متاخرة بعد منتصف ليلة البارحة ، هو الإتصال الذي أتاني من مدير عام مرفق حيوي وهام للغاية في عدن ، أعطاني الحق بنشر إسمه وصفته ولكني رفضت كون مأساته مأسات وضع نعيشه جميعا .
أصيبت زوجته بكورونا دلتا الهند الفتاك والخطير للغاية ونسأل الله عز وجل أن يمن عليها وعلى جميع مرضى المسلمين بالشفاء العاجل ، والدلتا المتحور الفتاك يحتاج فيه المريض إلى كميات كبيرة من اسطوانات الأوكسجين على مدار الساعة ، بواقع من 40 إلى 50 أسطوانة أكسجين سعة 400 يوميا .
يحدثني المدير بحرقه تصل إلى حد البكاء والنحيب ، أنه لديه القدرة المالية على شراء تكلك الكمية من الاسطوانات ، ولكنه يواجه صعوبة بالغة بالحصول عليها في عدن ، المأساة أن الطلب على اسطوانات الأوكسجين زاد عن المعروض ، بسبب محدودية إنتاج معامل ومصانع الأوكسجين في عدن .
وقال كيف وضع وحال محدودي الدخل والفقراء اذا أصيبوا بهذا الوباء الفتاك والخطير للغاية ، تخلت عنا دول العالم بسبب أنها لا تريد أن تحرج المملكة العربية السعودية في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة ، وللأسف الشديد لم تقم السعودية بواجبها الإنساني والأخلاقي في عدن ، تمنيت لو أن المجلس الإنتقالي الجنوبي المفوض من قبل شعبه الجنوبي أن يولي ملف التعليم والصحة جل أهتمامه ، من خلال إنشاء صندوق مالي للتعليم والصحة للنهوض بهما من هذا الوضع الكارثي المزري ، الذي فاقم من معاناة ومأساة الشعب الجنوبي بمختلف فئاته .
فعلا نعيش وضع كارثي وماساوي بسبب إنهيار مستوى الخدمات إلى مستويات كارثية لم نشهد لها مثيل بتاريخنا ، ومنها قطاع الصحة الذي يعتبر الملف الأهم على مستوى حكومات العالم أجمع .
السيد رئيس الوزراء ، السيد وزير الصحة العامة والسكان ، السيد محافظ محافظة عدن ، السادة المواطنين ، وصلنا إلى قمة الاستهتار واللا مبالاة وعرضنا ونعرض حياة المواطنين إلى خطر شديد ، من خلال الاستهتار بالجانب الوقائي للعائدين عبر المنافذ البرية والبحرية والجوية .
شددنا وحرصنا على صحة المغادرين وكأننا نرسلهم إلى أوطاننا ، وتساهلنا وقصرنا وأستهترنا بالقادمين وكأننا نرسلهم إلى أوطانهم ، الدفعة الأولى من العائدين العالقين في الهند إلى مطار عدن الدولي لم تخضع للحجر الصحي في عدن وفق القواعد والنظم المعمول بها دوليا ، ولهذا ضرب متحور دلتا كورونا العاصمة عدن قبل المحافظات الأخرى ، وكانت نسبة الوفيات العليا من نصيب عدن للأسف الشديد .
درهم وقاية ، خير من قنطار علاج .