يافع نيوز – منوع
ففي شقة صغيرة بشارع مسجد الرحمن بمنطقة عين حلوان في القاهرة، تزوجت ليلى رمضان البالغة من العمر 23 عامًا، وكان حفل زواجها قبل 55 يومًا.
وبينما كانت تحلم مع زوجها ببناء أسرة وحياة سعيدة، سرعان ما دبت بينهما المشاكل وأصبحت عصبية بصورة شديدة، مما جعل زوجها يشكو إلى أهلها، الذين اختصروا الأمر في أنها “ممسوسة من الجن”، بدلًا من البحث عن علاج للمشاكل الأسرية.
واجتمع أهل العروس مع زوجها، وعقدوا العزم على إحضار شخص نصحهم به أحد أبناء المنطقة وأكد لهم أنه يعالج مثل هذه الحالات، وأنه “سيخرج الجن” من جسد العروس الضحية.
فارس عصام زوج الضحية، قال إنه تزوج منذ شهرين، وتفاجأ بدخول زوجته في نوبات تشنج وحالة نفسية صعبة، وأنه بدلًا من عرضها على طبيب، فقد ذهب بها إلى أشخاص أكدوا أنها “ممسوسة”، مما جعله يلجأ لـ”العلاج الروحاني”، على حد تعبيره.
وأضاف: “كانت الساعة لا تتجاوز الثانية ظهرًا، عندما حضر الدجال -الذي لا نعرف عنه إلا أنه سيدنا الشيخ- إلى شقتنا، وبعدما عرضنا مشكلة زوجتي عليه، وأنها كانت تعاني من حالة نفسية وعصبية ودائمًا تدخل في نوبة بكاء شديدة، بدأ الدجال في بعض طقوس الشعوذة، بحجة طرد الجن من جسدها، فأصيبت زوجتي بحالة هياج شديد، فقام الدجال بتقييدها بالحبال وضربها بشكل مبرح باستخدام عصا خشبية، حتى فارقت الحياة”.
“إلحقونا.. البنت قاطعة النفس”.. بهذه الصرخات المتتالية، كانت استغاثة والدة الضحية، وخلال لحظات عجت المنطقة برجال شرطة يبحثون عن هوية الدجال. هكذا كان المشهد المأسوي الذي يلخص الجريمة البشعة، وفق رواية عصام.
الزوج الذي يعمل سائقًا في شركة، استطرد قائلًا: “عندما انتهى الدجال من ضربها بالعصا وفقدت الوعي، رفض نقلها إلى المستشفى، قائلًا إنها تعرضت للإغماء فقط لأن الجن خرج من جسدها، مؤكدًا أنها بعد ساعة لا أكثر ستستعيد وعيها”.
المفاجأة التي كشفها أهل المجني عليها، هي أنهم لم يعلموا بخبر وفاة ابنتهم، إلا بعد وصول الأجهزة الأمنية والقبض على المتهم، حينها صرخت والدة الضحية: “بنتي ماتت من اللي عملته فيها.. منك لله”.
قبل هذه الكارثة كانت أسرة رمضان تعيش حياة كريمة لا يعكر صفوها شيء، بالإضافة للسيرة الطيبة وحسن الخلق، حسب شهود عيان بالمنطقة.
الشرطة ألقت القبض على الدجال وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيق، بينما تم تشريح جثة العروس للوقوف على أسباب الوفاة، ثم تشييع جنازتها في مشهد يلخص حال البعض: “ومن الجهل ما قتل”.