منشأة بلحاف.. وأطماع إخوان اليمن
كتب – أحمد سعيد كرامة
منشأة بلحاف لتسييل وتصدير الغاز الطبيعي ، هي أصل من أصول شركة توتال الفرنسية حاليا ، معظم حصة اليمن من الغاز بيعت لكوريا الجنوبية لعشرات السنين ولم يتبقى لنا سوى الفتات ، غاز المنشأة يأتي من مأرب وليس من شبوة كما يوهم بن عديوا الناس ويلبس عليهم ، ولا يمكن تشغيل المنشأة بدون الخبراء الفرنسيين .
شركة توتال هي صاحبة الحق الحصري بطلب إستلام المنشأة من الإماراتيين والقدرة على إعادة تشغيلها مرة أخرى ، وأجزم انه إذا تقدم الفرنسيين بطلب إستلام المنشأة من القوات الإماراتية لن تتردد الإمارات بتسليم المنشأة خلال مدة وجيزة لترتيب عملية الإنسحاب .
الهجوم الإعلامي غير المهني والأخلاقي على التواجد الإماراتي في اليمن من قبل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وأداته باليمن حزب الإصلاح أضر كثيرا بمصلحة الوطن وأمنه القومي ، لن تجازف الإمارات بخسارة مكانتها وسمعتها المحلية والإقليمية والدولية من أجل تفاهات جزيرة سقطرى أو ميناء عدن وباب المندب .
ولن تتورط القوات الإماراتية بأن تجعل منشأة غازية فرنسية كسجن أو معتقل كما تدعي قنوات أبواق الإخوان المسلمين في اليمن وقطر وتركيا ، خسرنا الإمارات العربية المتحدة في جنوب اليمن بسبب إخوان اليمن ، وخسرت مأرب أمنها وإستقرارها ووجودها بعد إنسحاب الإماراتيين منها ، الكل دفع ثمن باهظ جدآ بعد خروج الإمارات من اليمن ، وغادرت الإمارات معظم الأراضي الجنوبية والشمالية ولم تأخذ معها سوى قلوب معظم الجنوبيين وحسن السيرة والسلوك والأخلاق .
لا يخفى على أحد بالداخل والخارج أن اليمن ليست بحالة حرب بالوكالة فقط ، بل هي بؤرة صراع مستمرة وساحة مفتوحة لتنظيمات إرهابية مختلفة ، ومن تلك المناطق التي تعتبر معقلا رئيسيا للتنظيمات الإرهابية محافظة شبوة .
يسرد لسان حال التنظيم المحلي للإخوان المسلمين فرع اليمن محافظ شبوة مغالطات ترتقي لمستويات قياسية من الكذب والتدليس على عامة الشعب ، من أجل تحقيق أهداف حزبية بالسيطرة على منشأة بلحاف الفرنسية الإستراتيجية ، علما بأن بلحاف ليس ميناء تجاري أو سمكي أو نفطي يسهل تشغيله ، بل منشأة لتحويل الغاز من صفته الغازية بواسطة عمليات التبريد إلى الحالة السائلة لسهولة مضاعفة الكميات المنقولة لتصديرها .
مغادرة خبراء وعمال المنشأة كان بسبب إرتفاع نسبة المخاطر بالمنشاة بحسب تصنيف وكالات السلامة الدولية وشركات التأمين والنقل البحري على مستوى العالم ، وإمتناع معظم شركات الملاحة البحرية العالمية من نقل جميع شحنات الغاز الطبيعي المسال من منشأة بلحاف بشبوة إلى كوريا الجنوبية والعالم .
الحملة الإعلامية الشرسة على الإمارات العربية المتحدة وقواتها المرابطة بمنشاة بلحاف الغرض منها إزاحة الإماراتيين من المنشأة لإعادة السيطرة عليها من قبل فرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين في اليمن ، وقرب سقوط مأرب وحصارها سرع بخطة ضرورة السيطرة على المنشأة كمورد مالي هام بعد خسارة مأرب .
هناك مؤشرات فرنسية لإعادة تشغيل المنشأة لتصدير الغاز الماربي عبر بلحاف لكن لا أحد يعلم متى وكيف ، وبالتالي عدم السيطرة الفعلية على المنشأة من قبل الإخوان يعني عدم القدرة على الاستفادة من غاز مأرب الذي يسيطر عليه الإخوان حاليا ، حتى وإن سيطر الحوثي على مأرب فهو بحاجة ماسة لإتفاق شراكة مع من يسيطر على منشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال في بلحاف .
تقدم القوات المسلحة الإماراتية في بلحاف وشبوة خدمات جليلة من خلال حماية مصالح الدول الغربية العظمي كفرنسا وغيرها الاتي يمتلكن مصالح حيوية إستراتيجية ممثلة بشركات التنقيب عن النفط الخام والغاز الطبيعي المسال ، ومنشأة بلحاف التي إستثمرت بها شركة توتال الفرنسية مبلغ يفوق 5 مليار دولار .
لن تسلم القوات المسلحة الإماراتية منشاة بلحاف لغير الفرنسيين وحكومة يمنية موثوق بها ، وبضوء أخضر دولي مدعوم بمشروع قرار فرنسي ستضطر لقصف قوات لعكب وبن عديو إذا أصروا على إستفزاز القوات المسلحة الإماراتية في بلحاف .
الغريب بالأمر أن معسكر العلم الخاضع للقوات المسلحة الإماراتية وقوات النخبة الشبوانية يقع بقلب شبوة وتحديدا بين عتق والعقلة الغنية بالنفط ، ولم يطلب بن عديوا من الإماراتيين الإنسحاب منها ، بينما بلحاف تقع على أخر حدود شبوة الإدارية مع حضرموت.