fbpx
جريمة معسكر العند
د عيدروس نصر
كل المحطات والمواقع الإخبارية والصحافية تشير إلى أن الجماعة الحوثية هي من يقف وراء جريمة معسكر العند التي جرت صباح اليوم الأحد ٢٩ أغسطس ٢٠٢١م والتي ذهب ضحيتها قرابة المائة من أبطال قوات العمالقة بين شهيد وجريح.
لم تعلن الجماعة الحوثية مسؤوليتها عن هذه الجريمة، وهذا لا يبرئها بالضرورة من الوقوف وراء الجريمة.
لست في مقام التحليل والتركيب وتفكيك ألغاز العملية لكن ما يمكن تأكيده في هذا المقام هو إن هذه العملية تؤكد أزلية الصراع بين الجنوب وأعدائه الطامعين في إعادة احتلال أرضه وحرمان من حريته ومصادرة حقه في اختيار طريقه المستقبلي المستقل.
البيانات والتصريحات والإدانات الصادرة عن بعض أقطاب الشرعية لا تؤكد بالضرورة أن قائلها يعنيهم ما جرى في العند اليوم، وحتى يؤكدون صحة ما يقولونه فإننا ننتظر منهم أن يبرهنوا جديتهم من خلال أفعال ملموسة أهمها
١. تصعيد المواجهة الميدانية الجادة مع الجماعة الحوثية ودحرها من المواقع التي حصلت عليها بما يشبه الهدية في محافظات مأرب والجوف والبيضاء ونهم شرقي العاصمة صنعاء.
٢. سحب القوات الشمالية من شبوة وشرقي أبين وحضرموت والمهرة بموجب اتفاق الرياض وتوجيهها نحو نقاط التماس مع الحوثيين لخو١ معركة تحرير صنعاء إن كانوا ما يزالون يرغبون في تحريرها.
٣ وقف أعمال القمع والتنكيل التي تمارسيها سلطات الشرعية تجاه رجال المقاومة الجنوبية والناشطين والمواطنين الجنوبيين في محافظة شبوة والانصراف للمواجهة مع الحوثية.
أما بيانات التضامن مع الضحايا وإدانة الاعتداء والتنديد به فهو عمل يمكن أن تقوم به المنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية وكذا السفارات وممثليات الدول الشقيقة والصديقة وليس السلطة المعنية بحماية أرواح الناس وصيانة قيمة الوطن والأرض والإنسان.
بدون ذلك تظل البيانات والتصريحات والتهديدات أشبه بدموع التماسيح التي تذرفها بعد أن تلتهم فرائسها.
رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته، والهمنا واهلهم وذويهم الصبر والسلوان.
وشفى الجرحى وعجل بعافيتهم.
وألف لعنة على القتلة والمجرمين والمتخاذلين الأفاقين
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك