مصر الغاضبة من نشر مسيّرات تركية في قبرص لن تلجأ إلى التصعيد
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

أثارت استضافة قاعدة جوية في قبرص الشمالية لطائرات تركية دون طيار غضب مصر التي تعتبر الخطوة استفزازا من شأنه أن يرفع مستوى التوتر في منطقة شرق المتوسط، ورغم ذلك تستبعد أوساط مصرية أيّ تصعيد مصري ضد أنقرة في الوقت الحالي.

 

وتشهد العلاقات التركية – المصرية جمودا بعد انتكاسة محادثات كانت تهدف إلى تطبيع العلاقات المتوقفة بين البلدين منذ الإطاحة بنظام الرئيس الراحل محمد مرسي التي أعقبها انتقال عدد كبير من قيادات الإخوان إلى تركيا للإقامة فيها.

 

وتفاخر زعيم القبارصة الأتراك الانفصاليين إرسين تاتار على شاشة التلفزيون التركي في وقت سابق من هذا الشهر بأن طائرات بيرقدار تي بي 2 في القاعدة الجوية غيجيتكالي ستكون أسرع بكثير من الطائرات في القواعد الموجودة بتركيا لتفقد المنطقة حتى ساحل مصر.

 

ووصف مسؤول مصري الخطوة التركية بأنها آخر حلقة ضمن سلسلة “إجراءات أنقرة الاستفزازية” التي تتطلب “رد فعل حازم” من المجتمع الدولي، وخاصة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

 

أحمد قنديل: التصعيد نتيجة لحالة الإحباط التي تسيطر على المباحثات بين البلدين

 

وأضاف المسؤول المصري لوكالة أسوشيتد برس “إنه أمر مقلق إلى جانب الإجراءات الأخرى في قبرص وليبيا والبحر الأبيض المتوسط ​، لن تؤدي هذه الاستفزازات إلا إلى المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة”. وشدد على أن “هذه الخطوة تعزز فكرة أن تركيا لن تُردع من خلال البيانات، لكنها بحاجة إلى إجراءات من الدول المعنية”.

 

وتنشر تركيا أسلحة ثقيلة وأكثر من 35 ألف جندي في شمال قبرص منذ انقسام الجزيرة على أسس عرقية في عام 1974 عندما غزت القوات التركية الثلث الشمالي من قبرص ردا على انقلاب أنصار الاتحاد مع اليونان. لكن نشر الطائرات دون طيار وفّر لتركيا قدرة هجومية أوسع عززت المخاوف الإقليمية.

 

ورغم أن هذه الاستفزازات تُقلق مصر إلا أن مراقبين يستبعدون أي تصعيد مصري ضد تركيا خلال هذه الفترة باعتبار أن العلاقات بين الطرفين مجمدة حاليا وهناك اتفاق على تجنب التصعيد المتبادل مباشرة إلى أن يتمّ التوصل إلى تسوية للملفات الخلافية.

 

ويرى متابعون أن التصريحات المصرية بمثابة رسالة إلى المجتمع الدولي تحذّره من أن المزيد من الليونة إزاء تركيا سيعرّض قواه لاستفزازات أكبر في المنطقة، وعلى الدول الغربية تبني مواقف صارمة تجاه أنقرة لأن جزءا من تصرفها الجديد يقيس مدى رد الفعل الأوروبي والأميركي ومدى تأثير انشغالهما بملفات إقليمية أخرى مثل الملفيْن الأفغاني والإيراني.

 

ويرى هؤلاء المتابعون أن “خطوة شمال قبرص ترمي إلى تخفيف الضغوط على تركيا في ليبيا بشأن خروج قواتها والمرتزقة ومحاولة تمديد وجودها لخلق واقع يصعب تغييره، والتشديد على أن تركيا مصممة على تثبيت أقدامها عنوة في شرق المتوسط”.

 

ويضغط المجتمع الدولي وقوى إقليمية وأطراف ليبية كي تسحب تركيا قواتها من ليبيا وهو ما ردت عليه بالرفض في أكثر من مناسبة.

 

وتختبر الاستفزازات التركية علاقة القاهرة بحليفتيها قبرص واليونان حيث سيزداد التوتر بينهما وبين تركيا ما سيعيد الشراكة المتوسطية بين الدول الثلاث إلى دائرة الضوء، ولتجنب هذا الاختبار ستحاول مصر رمي الكرة في الملعب الأوروبي. وتقف مصر إلى جانب اليونان وقبرص ضد تركيا في قضية التنقيب عن الغاز شرق المتوسط.

وفي يناير 2019 تم الإعلان عن تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط ومقره الرئيسي في القاهرة. ويهدف المنتدى إلى إنشاء سوق غاز إقليمية في منطقة شرق المتوسط وتحسين العلاقات التجارية وتأمين العرض والطلب بين الدول الأعضاء.

 

وجاء الاتفاق على تأسيس المنتدى خلال قمة ثلاثية جمعت الرئيس القبرصي نیكوس أنستاسیادس والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني أنطونيس ساماراس.

 

وأكد رئيس وحدة الدراسات الدولية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أحمد قنديل أن تركيا تحاول إثبات حضورها في منطقة شرق البحر المتوسط وتستهدف تعزيز قدرتها على إثارة التوتر في أي لحظة بالمنطقة، وأشار إلى أن التصعيد الجديد يعبر عن رغبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إنهاء فترة الهدوء التي مرت بها المنطقة على مدار الأشهر الماضية.

أخبار ذات صله