fbpx
طالبان تستبدل الكلاشنيكوف الروسية ببنادق أميركية
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

تحوّل مقاتلو حركة طالبان من بندقية كلاشنيكوف الروسية ومشتقاتها المفضلة لدى الميليشيات بسبب تصميمها القوي إلى استخدام البنادق الأميركية التي غنموها خلال معركتهم السريعة للسيطرة على أفغانستان.

 

وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرتها حركة طالبان على مواقع التواصل الاجتماعي وأماكن أخرى مقاتلين يحملون بنادق من نوع إم.4 وإم.16 الأميركية التي وجدوها ملقاة على الأرض من قبل وحدات الجيش الأفغاني أو غنموها منهم أثناء استسلامهم. كما أظهرت المشاهد الاستيلاء على عربات مصفحة وتجهيزات ومعدات عسكرية.

 

وتعد الأسلحة الآلية الأميركية أكثر دقة ولديها مدى أكبر من بنادق كلاشنيكوف من طراز AK-47 روسية الصنع، ولكن بمفردها قد لا توفر قدرة إضافية كبيرة في ساحة المعركة، ولذلك عملت طالبان على الدعاية والتضليل وعقد الصفقات في معركتها الأخيرة للاستيلاء على السلطة.

 

ويقول غرانت نيوزهام، وهو عقيد متقاعد في مشاة البحرية الأميركية “قد يكون من المفيد امتلاك بعض الأجهزة إذا كنت تبحث عن ترهيب أمراء الحرب المنافسين (…) لقد قاموا بعمل جيد إلى حد ما مع ما لديهم بالفعل”.

 

وينظر إلى صورة الأسلحة أميركية الصنع في أيدي حركة طالبان بعد هزيمة الجيش الأفغاني الممول من الولايات المتحدة بمليارات الدولارات على أنها دعاية للمتمردين.

 

83 مليار دولار أنفقتها الولايات المتحدة في محاولة لبناء قوات مسلحة أفغانية حديثة

وأنفقت الولايات المتحدة نحو 83 مليار دولار في محاولة لبناء قوات مسلحة أفغانية حديثة تكون على صورة جيشها، لكن في الشق العملي تم الاعتماد بشكل كبير على المساندة الجوية وشبكة اتصالات متطورة في بلد لا يمكن سوى لثلاثين في المئة من سكانه الاستفادة من توافر متواصل للطاقة الكهربائية.

 

وأسلحة الكلاشنيكوف في أفغانستان عبارة عن نسخ متشابهة وبقي بعضها من الاحتلال السوفييتي الذي دام عشر سنوات وانتهى في العام 1989. وصنع السلاح الروسي لأول مرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية بناء على تصميم ألماني، ومنذ ذلك الحين يتم تصنيع البندقية الهجومية وأصبحت شائعة حول العالم في ترسانات الحكومات والجماعات المتمردة على حد سواء.

 

ويمكن أن تبقى الأسلحة الأميركية التي غنمتها طالبان لسنوات بسبب وفرة الإمدادات من الذخيرة، حيث طلقة 5.56 ملم التي يطلقها سلاح إم.16 متاحة لمالكي الأسلحة المدنيين.

 

ويقول ضابط متقاعد آخر من مشاة البحرية الأميركية لوكالة رويترز إن “حلفاء طالبان لن يواجهوا أي مشكلة في توفير قطع غيار لأي نظام مشاة”.

 

وعملت الحركة الإسلامية المتشددة على جمع السلاح من المدنيين منذ فرض سيطرتها على العاصمة كابول. ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول في الحركة أن مقاتليها بدأوا جمع الأسلحة “من الناس الذين احتفظوا بها من أجل السلامة الشخصية”.

 

وزوّدت واشنطن الجيش الأفغاني المنهار بمعدات مثل الطائرات العسكرية والمسيّرة والمروحيات والعربات المصفحة والمناظير المخصصة للرؤية الليلية، وصولا إلى تزويده في الآونة الأخيرة بالنسخة الأحدث من مروحيات “بلاك هوك” الهجومية.

 

Thumbnail

لكن عناصر القوات الأفغانية الذين يفتقد العديد منهم للخبرة في بلاد لا تمتلك البنية التحتية اللازمة لاستعمال معدات عسكرية متطورة، لم يبدوا أي مقاومة جدية في مواجهة عناصر طالبان الأقل منهم عددا والذين يملكون تجهيزات عسكرية أقل شأنا. وهو الأمر الذي تسبب في النهاية في هزيمة هذه القوات وتبخرها من أرض المعركة.

 

وواجه الرئيس الأميركي جو بايدن انتقادات لاذعة على خلفيّة سوء إدارته الانسحاب، مع مسارعة الولايات المتحدة إلى إخلاء سفارتها الكبيرة بعد شهر فقط على تقليل الرئيس الأميركي من احتمال انهيار الحكومة الأفغانية بسرعة.

 

ووفق المفتش العام في هيئة إعادة إعمار أفغانستان (سيغار) جون سوبكو، كانت ثمة مبالغة في تقدير قدرات القوات الأفغانية من قبل الولايات المتحدة.

 

ويوضح أنه في كل مرة حاول فيها إعداد تقييم للجيش الأفغاني “كان الجيش الأميركي يغيّر المعايير، ويجعل إظهار النجاح أسهل. وفي نهاية المطاف عندما لم يعد بإمكانهم القيام حتى بذلك، صنّفوا التقييم سريا”. ويتابع “كانوا يعرفون مدى سوء الجيش الأفغاني”.

 

وأورد التقرير الأخير للهيئة الذي رفع إلى الكونغرس الأميركي أن “أنظمة الأسلحة المتطورة، العربات والتجهيزات التي استخدمتها القوات الغربية، كانت تفوق قدرات القوات الأفغانية الأمية وغير المتعلمة إلى حد كبير”.

 

أخبار ذات صله