خامنئي يواجه اتهامات بتعمد قتل الشعب الإيراني
شارك الخبر
خامنئي يواجه اتهامات بتعمد قتل الشعب الإيراني

 

يافع نيوز – العرب.

تصاعدت الاتهامات التي يواجهها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بشأن سوء إدارة أزمة وباء كورونا حيث اتهمه ولي العهد السابق رضا بهلوي بارتكاب مذبحة متعمدة بحق الإيرانيين.

 

ودعا بهلوي منظمة الصحة العالمية إلى فتح تحقيق مع السلطات الإيرانية في “المذبحة المتعمدة للشعب على يد النظام لاسيما خامنئي وذلك لسوء الإدارة والجرائم المتعمدة للحكومة والأكاذيب بشأن وباء كورونا الذي يواصل تفشيه”.

 

وأشار في رسالة بعثها إلى منظمة الصحة إلى “سوء إدارة النظام في التعامل مع الأزمة الصحية”، متهما النظام بـ”الأكاذيب وارتكاب جريمة القتل المتعمد بحق الإيرانيين”.

 

واحتوت رسالة بهلوي على دعوة إلى رئيس منظمة الصحة العالمية تادروس أدهانوم للتحقيق في قرارات مثل “حظر خامنئي للقاحات الأميركية والبريطانية بحجة نظريات المؤامرة السخيفة (…) ورفضه أيضا المساعدة من منظمة أطباء بلا حدود”.

 

وجاء ذلك بعد أن فرضت الحكومة الإيرانية السبت إجراءات إغلاق مؤقتة في محاولة للحد من تزايد الإصابات والوفيات اليومية الناتجة عن الفايروس، مع السعي لزيادة وتيرة التلقيح في أكثر دول الشرق الأوسط تأثرا بجائحة كوفيد – 19.

 

وكان خامنئي قد حظر قبل 7 أشهر استيراد بعض اللقاحات الأجنبية، وخاصة الأميركية والبريطانية الصنع مثل لقاحات فايزر وموديرنا، معتبرا أن “لا ثقة بها”، رغم أن إيران هي الدولة الأكثر تضررا بالوباء في الشرق الأوسط.

 

رضا بهلوي: النظام ارتكب جريمة قتل متعمدة بحق الإيرانيين

 

ومنذ أشهر بات خامنئي في مرمى الاتهامات بشأن تدهور الوضع الصحي في البلاد التي تواجه كذلك صعوبات اقتصادية خاصة بعد قراره المذكور حول اللقاحات وهو ما دفع العديد من المحامين إلى إعلان عزمهم رفع شكاوى بحق المرشد الأعلى.

 

والأحد تواترت أنباء بشأن اعتقال خمسة محامين بعد كشفهم عن خطط لمقاضاة خامنئي بعد “التقصير” في مكافحة الوباء الذي فتك بأرواح الآلاف من الإيرانيين.

 

ويأتي ذلك بعد تسلم المحافظ المتشدد إبراهيم رئيسي السلطة رسميا في البلاد وغلام حسين محسني منصبيهما كرئيسين للسلطة التنفيذية والقضائية، ما يثير المخاوف من موجة جديدة من الضغط على المحامين ونشطاء حقوق الإنسان.

 

وتواجه إيران منذ يونيو الماضي موجة خامسة من تفشي كوفيد – 19 سببها متحورة دلتا شديدة العدوى وهي الموجة الأشد منذ رصد الفايروس في البلاد في فبراير 2020.

 

وبعد تسجيل أكثر من حصيلة قياسية للإصابات والوفيات في أغسطس، قررت الهيئة الوطنية لمكافحة كوفيد – 19 إغلاق الدوائر الحكومية والمصارف والنشاطات غير الأساسية في البلاد.

 

ووفق أرقام وزارة الصحة سجلت إيران وفاة 97208 أشخاص من أصل أكثر من 4.38 مليون مصاب بالفايروس. وسبق لمسؤولين محليين التأكيد أن الأرقام الرسمية تبقى ما دون الفعلية، حيث أعلنت وزارة الصحة عن ارتفاع عدد المناطق شديدة الخطورة إلى حوالي 360 مدينة، ووصف أطباء وضع بعض تلك المدن بـ”الرهيب”، حيث بلغ عدد الوفيات اليومية في إحداها 210 حالات.

 

والأحد سجلت البلاد رقما قياسيا جديدا في عدد الوفيات بالوباء حيث تخطت حاجز الـ600 وفق ما أعلنت وزارة الصحة.

 

وآلت إيران إلى هذا الوضع الكارثي، وفق خبراء، نتيجة لسوء إدارة النظام للأزمة الصحية، حيث انتقد كثيرون تراخي السلطات في اتخاذ قرارات حاسمة للحد من تفشي الوباء.

 

والعام الماضي رفعت السلطات إجراءات الإغلاق على الرغم من تفشي الوباء معللة ذلك بالأزمة الاقتصادية، حيث خيرت استئناف الأنشطة التجارية على صحة الإيرانيين مما أدى إلى “الكارثة”.

 

واشتكى مسؤولون من التأثير السلبي للعقوبات الأميركية على استيراد اللقاحات، لاسيما لجهة تعقيدات إجراء عمليات لتحويل الأموال لشرائها.

وبدأت حملة التطعيم الوطنية في فبراير، إلا أنها تمضي ما دون السرعة المأمولة. وتأمل السلطات بتسريعها خصوصا في ظل انتقادات عن تأخر انطلاقها ومحدودية اللقاحات والضغط الذي يواجهه القطاع الصحي.

 

وسعيا منها لتعويض نقص اللقاحات المستوردة، عملت إيران على تطوير لقاحات محلية. وأعلنت السلطات في الفترة الماضية منح موافقة طارئة لاستخدام اثنين منها، أحدهما “كوو إيران بركت”، على رغم أن الكميات المتوافرة لا تزال محدودة.

 

ووفق أحدث أرقام وزارة الصحة تلقى أكثر من 14.7 مليون شخص جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، بينما لم يتلق سوى 3.8 مليون الجرعتين اللازمتين، من عدد السكان الذي يناهز 83 مليونا.

 

وشدد الرئيس الإيراني خلال اجتماع لهيئة كورونا السبت على الحاجة إلى “60 مليون جرعة لقاح للسيطرة على الفايروس”، وفق ما نقل عنه الموقع الإلكتروني للرئاسة.

 

وكان خامنئي اعتبر الأسبوع الماضي أن مكافحة الفايروس باتت أولوية “مستعجلة”، داعيا إلى تسريع توفير اللقاحات المستوردة والمحلية، وذلك بعدما حظر استيراد اللقاحات المصنعة في الولايات المتحدة وبريطانيا معتبرا أن “لا ثقة بها”.

أخبار ذات صله