fbpx
الفئات الأشد فقراً ضحايا للحرب في تعز!
شارك الخبر

يافع نيوز – عاصم الخضمي
“الحرب ضاعفت من معاناتنا وأشقي على عائلتي المكونة من 10 أفراد من خسف الأحذية بحق الأشياء الأساسية” بهذه الكلمات اختصر فارس علي (35 عاماً) قصته وما خلفته الحرب من معاناة.

نزح فارس مع عائلته من مدينة تعز جراء الحرب، إلى مدينة التربة بمديرية الشمايتين في محافظة تعز، وقبل الحرب كان خسف الأحذية يدر عليه مالاً يلبي به كل احتياجات الأسرة، أما الآن أصبح بالكاد يوفر الأشياء الأساسية حسب تعبيره.

فارس هو واحد من الفئات الأشد فقراً أو ما يطلق عليهم بالمهمشين الذين يحرمون في اليمن من الوظيفة العامة، وتعد أبرز المهن التي يمارسونها، خسف الأحذية والحمالة وتنظيف الشوارع والسيارات وجمع النفايات، وغيرها من المهن التي يعتبرها المجتمع اليمني دونية، فيما تمتهن الكثير من نسائهم وأطفالهم التسول.

النزوح

وأدت المعارك التي اشتعلت في مدينة تعز، إلى نزوح كثير منهم إلى مناطق أخرى، وتشير المسؤولة بفريق طوارئ النازحين الممول من صندوق الأمم المتحدة للسكان أمة الله عبدالله لـ”منصتي 30″ أن هناك حوالي 500 أسرة مهمشة بالشمايتين نزحت من مدينة تعز.

تدمير السابق

“عملت الحرب على تدمير ما بني في السابق لبعض الأسر الغير المتسولة وعادت للتسول مجدداً”، بهذه الكلمات تحدثت لـ”منصتي 30” الناشطة الحقوقية مسك المقرمي عن وضع المهمشين في تعز.
تنشط مسك في مجال الدفاع عن حقوق المهمشين وتشغل نائبة رئيس الاتحاد الوطني للفئات الأشد فقراً (المهمشين) لقطاع المرأة، وتدير جمعية كفاية لتنمية المرأة والدفاع عن حقوقها وتوفير العون لهن لدى المحاكم وتمكينهن ورفع مستوى وعيهن بالقرارات الأممية حسب حديثها.
وتفيد أن الحرب في تعز تسببت بقتل وإصابة عدد منهم، وهجرتهم وجعلت بعض النازحين يسكنون في المقابر، وتعرض بعضهم للمضايقات في آماكن النزوح، وتم تجنيدهم واستخدامهم كدروع بشرية.

وتشير إلى تعرض المرأة المهمشة للعديد من الانتهاكات، بينها الاغتصاب والقتل والإصابة، وأجبرت الكثير من القاصرات في النزوح على الزواج.
وتذكر المقرمي أن صوتهم قبل الحرب كان مسموعاً ويجدون من ينصف لهم، أما بعد غياب الدولة ومؤسساتها، غيبت حقوقهم كغيرهم من أبناء الوطن ومورست عليهم العنصرية المركبة بسبب تفشي ظاهرة حمل السلاح.
وتفيد مؤسسة الحقوق المتساوية في تقرير موله الاتحاد الأوروبي أن هناك أدلة على أن أعضاء مجتمع المهمشين يواجهون صعوبات في الحصول على تعويض قانوني عند تعرضهم للعنف أو غير ذلك من السلوك غير القانوني، وأن هناك أدلة على أن النازحين من فئة المهمشين أكثر عرضة بشكل خاص للتمييز.

آثار الحرب

ويشير مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية في تحليل له أنه لم تعانِ فئة مجتمعية يمنية من آثار الحرب الحالية مثل المهمشين الذين يعدون أدنى طبقة اجتماعية يمنية من حيث المكانة، وقد واجهت قروناً من التمييز والاستغلال والفقر.
ويلفت أن آثار الحرب المفرطة على المهمشين، زيادة الفقر والتشرد وانعدام الأمن الغذائي، وأدى الانهيار الاقتصادي وخسارة مصادر العيش الناجمين عن النزاع إلى خلق منافسة على الوظائف ذات الأجور المتدنية والتي كانت في السابق مخصصة للمهمشين.
ويضيف المركز أنه لا توجد إحصائيات رسمية عن عددهم، لكن الأمم المتحدة أفادت أن هناك حوالي 3.5 مليون مهمش في اليمن.
ووفقاً لدراسة أعدتها منظمة اليونيسيف قبل اندلاع الحرب عن المهمشين، أشارت إلى وجود مستويات عالية من الفقر، مقترنة بمستويات منخفضة من القراءة والكتابة والتسجيل في المدرسة، وأن الظروف المعيشية للأسر سيئة للغاية والوصول إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية بشكل عام منخفض جداً.
وحسب الدراسة هناك واحد فقط من بين كل خمسة أشخاص بعمر 15 عاماً أو أكثر يمكنه القراءة أو الكتابة، و 9٪ من المهمشين يسجلون أطفالهم عند الولادة، ما يجعل نقص شهادات الميلاد عقبة أمام الالتحاق بالمدارس، وأن اثنين من كل خمسة منازل بها مرحاض.

تدخلات إنسانية

يعد المهمشون أكثر فئة تعاني من الفقر، وأدت الحرب في 2015 إلى توقف أكبر صندوق ضمان حكومي يقدم المساعدات المالية للفقراء، وعملت منظمة اليونيسيف على توزيع حوالات نقدية لـ10 ألف أسرة أكثر فقراً بتعز وصنعاء حسب ما جاء بموقع المنظمة الإلكتروني.
وأبرز الحلول لدمج المهمشين في المجتمع وفقاً للمقرمي، هو تعليم الأطفال والنساء وصقلهم وتدريبهم بمهارات وحرف أخرى، ونقلهم من المساكن المخصصة لهم (مكونة من الكراتين والأكواخ)، لأنها تمنع عنهم الثقافات الجديدة ومنع أطفالهم من العمالة والتسول، وتفعيل قانون التجريم والتحريم العنصري وتحقيق العدالة.

وسوم