كتب – غازي العلــــــــوي.
لم أكن أتصور أن ينبري نفر ممن كنا نطلق عليهم اسم “قيادي جنوبي” للوقوف ضد دعوة الحوار (الجنوبي – الجنوبي) التي أطلقها المجلس الانتقالي الجنوبي، وأصدر الرئيس عيدروس الزبيدي – رئيس المجلس – بشأنها قرارا بتشكيل لجنة للحوار الجنوبي ضمت أبرز الشخصيات والكوادر الجنوبية .
بكلمات جوفاء وبعبارات منمقة أطل علينا رئيس ما يعرف بـ”المؤتمر الوطني لشعب الجنوب” المقيم في الخارج محمد علي أحمد بذلك البيان، الذي باعتقادي بأن لا فرق بين ما احتواه وبين مضامين خطابات جماعة الحوثي وإيران وقطر بتشبيهها لدول التحالف العربي بالدول الطامعة واتهامها بأنها (عملت على تحويل أتباعها والموالين لها إلى عبيد وأدوات تتحرك وفق مصالحها، حيث أصبحت تستخدمهم وفق سياستها ونهجها العدواني والتدميري ضد شعبنا وأرضنا بل ضد كثير من الدول العربية وشعوبها الحرة).
أي منطق هذا؟ وأي مبرر لرفض دعوات الحوار الجنوبي الجنوبي والجلوس على طاولة واحدة لترميم البيت الجنوبي وتعزيز اللحمة الجنوبية والنسيج الاجتماعي وضم كل الأفكار والآراء في إناء واحد يصب في الأخير بمصلحة شعب الجنوب والدفع به نحو هدفه المنشود في تقرير مصيره واستعادة دولته، والذي للأسف أصبح البعض يتغنى به لخدمة مصالحه ومصالح أعداء الجنوب في الداخل والخارج.
لعمري إن فقرة ادعاء محمد علي أحمد بأن الدعوة للحوار الجنوبي يجب أن تكون حسب قوله (معبرة عن المصلحة الحقيقية لشعب الجنوب وقضيته وهدفه في الحرية وتقرير مصيره وليس وفق مصلحة دولة من دول الإقليم أو أدواتها المسؤولة عما يعانيه شعبنا؛ لأن الهدف منها فقط تثبيت مصالح الطامعين وأدواتهم وتغطية جرائمهم) ما هو إلا محاولة لذر الرماد على العيون وخدمة لمصالح من يسيرون بفلكه ويسبحون بحمد أعداء الجنوب من جماعة الإخوان في الشرعية وأتباع قطر وتركيا وإيران.
عن أي مصلحة حقيقية يتحدث مثل هؤلاء؟ وعن أي أسس ومنطلقات للحوار يريدون بعد أن ظل الانتقالي لسنوات يدعوهم للحوار والإسهام في بناء مرتكزاته؟ وعن أي ضمانات ودول إقليمية يريدها ابن علي وأتباعه للحوار بين أبناء الوطن الواحد الذي قدم قوافل من الشهداء والجرحى للوصول إلى ما نحن عليه اليوم؟ هل يريد ابن علي العودة بناء إلى نقطة الصفر بعد أن تجاوزنا المسافات الطوال وأصبحنا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق هدفنا المنشود؟
دعوا المجلس الانتقالي يسير بقافلة الجنوب إلى بر الأمان واتركوا المزايدات والشعارات الجوفاء التي لم تعد تنطلي على شعبنا الجنوبي الذي عانى ما عانى من الويلات والصراعات والحروب وما زال يواجه عدوًا يتربص بنا ويستخدم كل الطرق والوسائل لضربنا وإعادة احتلال وطننا الجنوبي.