الكوارث الطبيعية تفاقم الضغوط على أردوغان قبل سنتين من الانتخابات
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

يواجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المزيد من الضغوط بسبب سوء التعامل مع الكوارث الطبيعية التي تضاف إلى أوضاع اقتصادية صعبة، ما يهدد حظوظه في الانتخابات المقرر تنظيمها في العام 2023. وتسببت فيضانات غير مسبوقة منذ عقود في مصرع 27 شخصا على الأقل شمال تركيا.

 

والجمعة زار أردوغان إحدى المدن الأكثر تضررا لأداء الصلاة على نية الضحايا، متعهدا بتقديم مساعدة حكومية لا ترضي معارضيه الذين يطالبون باستباق هذه الكوارث، خاصة أن الحرائق التي شهدتها البلاد سلطت الضوء على فقدان الإمكانيات اللازمة لمجابهة مثل هذه الكوارث.

 

ونشرت الوكالة الحكومية المسؤولة عن إدارة الكوارث الطبيعية، حصيلة أولية تفيد بمصرع 25 شخصا في محافظة كاستامونو المطلة على البحر الأسود، وقضى شخصان آخران في محافظة سينوب المجاورة، وهناك عدد غير محدد من الأشخاص في عداد المفقودين.

 

وجاءت هذه الفيضانات التي تسببت فيها أمطار قوية ليل الثلاثاء – الأربعاء، في وقت لا تزال تركيا تتعافى من الحرائق الضخمة التي نشبت في وقت سابق.

 

ويرى عدد كبير من العلماء أن الكوارث الطبيعية مثل تلك التي تتوالى في تركيا، قد تصبح أكثر تواترا وشدّة.

 

وبدا أردوغان حزينا أثناء تأديته الصلاة على أرواح الضحايا أمام بضع مئات من السكان في مدينة كاستامونو التي غمرتها المياه. وقال أمام الحشد “سنقوم بكل ما بوسعنا كدولة بأسرع ما يمكن، وننهض من تحت الرماد”، مضيفا “لا يمكن أن نعيد المواطنين الذين فقدناهم، لكن دولتنا لديها الوسائل للتعويض على أولئك الذين فقدوا أحباءهم”.

 

بعد سلسلة الكوارث الطبيعية المتكررة التي ضربت تركيا، كثف العديد من السياسيين والجمعيات ضغوطهم على أردوغان

 

ولم تنجح رسائل أردوغان في إنهاء حالة الغضب لدى الأهالي، بسبب سوء تعامل السلطات مع الكارثة.

 

وقالت أرزو يوجل، التي فقدت أثر ابنتيها وأهل زوجها إثر انهيار مبنى سكني، “قالوا لنا فقط أن نضع سياراتنا في مكان آمن، لأن النهر قد يفيض. لم يقولوا لنا أنقذوا حياتكم وحياة أبنائكم”.

 

وأضافت وهي تجهش بالبكاء “لو تمّ تحذيرنا، لغادرنا في أقلّ من خمس دقائق (…) لم يُطلب منا إخلاء” المبنى.

 

وصرّح وزير الزراعة والغابات بكر باك دميرلي “إنها كارثة لم نعش مثلها منذ 50 أو مئة عام ربما”.

 

وفي مواجهة ارتفاع منسوب المياه، اضطرت فرق الإغاثة إلى إجلاء 45 مريضا من مستشفى في منطقة سينوب.

 

وأظهرت مشاهد بثّتها قنوات التلفزة وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عملية إجلاء قرويين في مروحية، بعدما لجأوا إلى أسطح منازلهم.

 

وانهارت جسور عدة إثر انزلاقات أرضية.

 

وتتوقع مصلحة الأرصاد الجوية تواصل هطول الأمطار في المناطق المتضررة في سائر أيام الأسبوع.

 

وتشهد المناطق التركية المطلة على البحر الأسود بشكل متكرر فيضانات. وفي الشهر الماضي، قضى ستة أشخاص في ريزي في شمال شرق البلاد.

 

وبعد هذه السلسلة من الكوارث الطبيعية المتكررة التي ضربت تركيا، كثف العديد من السياسيين والجمعيات ضغوطهم على أردوغان كي يتخذ تدابير جذرية من أجل الحد من انبعاثات غازات الدفيئة.

 

وتركيا من بين الدول النادرة التي لم تتبن اتفاق باريس للمناخ المبرم عام 2015.

 

وقبل عامين على انتخابات تبدو صعبة بالنسبة إلى الرئيس التركي الذي تراجعت شعبيته وحزبه العدالة والتنمية بسبب الصعوبات الاقتصادية وغيرها، تمثل الكوارث الطبيعية تحديا آخر.

 

وأثناء زيارة للمناطق المنكوبة بسبب الحرائق في أواخر يوليو، أثار أردوغان الغضب عندما رمى للناجين أكياس شاي من حافلة، إذ إن منتقديه رأوا في ذلك مؤشرا على انعدام التعاطف مع المنكوبين.

أخبار ذات صله