fbpx
جهود المجلس الإنتقالي في معالجة انهيار العملة:

د.عبدالمجيد العمري

ما قام به القائد عيدروس من إجتماعات مكثفة لجمعية الصرافين مع اللجنة الاقتصادية يعتبر عمل مسؤول ويحسب للمجلس؛ من المهم بناء إطار عام لاتفاقيات وعمل مشترك ؛ مع أن ثمراته غير واضحة لكنه مؤشر جيد ورسالة مهمة.

يدرك المجلس الإنتقالي أنه لا يمتلك سيطرة على البنك المركزي؛ لكنه يمتلك بعض الأدوات التي يمكن استخدامها لتوقيف النزيف؛ أما المعالجات الجذرية فتحتاج تدخل البنك المركزي ذاته.

نعتقد أن جزء كبير من مسببات إنهيار العملة لا يرجع للقواعد الاقتصادية بل يرجع لمضاربات الصرافين؛ ودليل ذلك أن عدد محلات الصرافة يفوق الصيدليات؛ وهذا الخلل يمكن معالجته بالرقابة والمتابعة والعقوبات ومنع تحويل العملة الصعبة وسحب الترخيصات؛ وهو ما يمكن القيام به من قبل الحزام الأمني والأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية.

تعتبر العملة شريان حياة للشعب اليمني شمالا وجنوبا؛ وينبغي أن تكون في منأى عن أي صراع سياسي؛ ومن الأخلاق أن لا يجعل قوت الناس وسيلة للأطماع والمصالح السياسية الضيقة.

توقيف تصدير النفط والغاز؛ وسرقة الوديعة السعودية؛ والفشل المتكرر للبنك المركزي؛ والطباعة المستمرة للعملة بدون مقابل احتياط نقدي؛ وتراكمات من الإهمال والتسيب كل هذه عوامل أدخلت العملة في موت سريري بطيء.

عدن تعتبر قلب الاقتصاد النابض؛ ويمكن منها بناء نواة جديدة لاقتصاد حر ومتين؛ وهذا يقع على عاتق رجالات الاقتصاد؛ والخبراء في مجال التنمية والاستثمار ؛ وبدون منح هؤلاء قيادة الملف الاقتصادي سنظل نهيم في دائرة مفرغة.