fbpx
هانس غروندبرغ مبعوث رابع في مسيرة الفشل الأممية
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

في مشهد بالغ التعقيد وفي ظل مسار سياسي معطل في بلد يعاني من آثار سبع سنوات من الحرب وأكثر من عقد من الأزمة المتصاعدة، أعلنت الأمم المتحدة رسميا عن تعيين الدبلوماسي السويدي هانس غروندبرغ مبعوثا خاصا إلى اليمن، خلفا للدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث الذي تم تعيينه وكيلا للشؤون الإنسانية للأمين العام للأمم المتحدة، بعد مهمة وصفت بالمتعثرة والفاشلة في حلحلة الملف اليمني وتمرير خطة شاملة لوقف إطلاق النار.

 

اختيار مبعوث ينتمي للاتحاد الأوروبي يحمل رؤية الاتحاد للحل في اليمن، يبدو اعترافا ضمنيا من قبل لندن وواشنطن اللتين كانتا تتوليان إدارة الملف، بتسليم الملف اليمني للاتحاد الأوروبي، ما يعني استمرار النهج غير الواقعي في التعامل مع الأزمة اليمنية خلال الفترة القادمة.

تعيين جاء، كما يقول مراقبون، كنتيجة مباشرة لفشل الضغوط المزدوجة التي قادها المبعوثان الأممي والأميركي إلى اليمن لدفع الجماعة المتمردة المدعومة من إيران للقبول بخطة تلبي بعض الاشتراطات القديمة التي ظل الحوثيون يشهرونها في المحافل الدولية وجولات الحوار.

 

ويعد اختيار مبعوث ينتمي للاتحاد الأوروبي ويحمل رؤية الاتحاد للحل في اليمن، اعترافا ضمنيا من قبل لندن وواشنطن اللتين كانتا تتوليان إدارة الملف، بفشل جهودهما لإحلال السلام، وتسليم الملف اليمني للاتحاد الأوروبي، ما يعني استمرار النهج الرومانسي وغير الواقعي في التعامل مع الأزمة اليمنية خلال الفترة القادمة.

ومع انتهاء مسيرة بنعمر، عينت الأمم المتحدة الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوثا خاصا إلى اليمن، والذي تكللت مسيرته الدبلوماسية في اليمن بعقد مشاورات الكويت في العام 2016 التي استمرت قرابة المئة يوم وكانت بحسب مراقبين أقرب الفرص لإحلال السلام في اليمن، بالنظر إلى الضعف العسكري والاقتصادي الذي كان يعتري الحوثيين في تلك الفترة، قبل أن يتراجعوا عن توقيع الاتفاق في اللحظات الأخيرة وفقا لإحاطة أدلى بها ولد الشيخ الذي تعرض في وقت لاحق لرفض حوثي وصل حد إطلاق النار على موكبه ورفض استقباله في مطار صنعاء من قبل الجماعة الحوثية.

أما تعيين الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث مبعوثا أمميا إلى اليمن في العام 2018 فقد مثّل مرحلة جديدة في جهود الوساطة الأممية، حيث عمل غريفيث وفقا لرؤية بريطانية تجاه الملف اليمني، بعيدا عن تأثيرات دول الإقليم التي كان لها دور ملموس في تحركات وجهود المبعوثين السابقين بنعمر وولد الشيخ.

 

واتسمت فترة غريفيث بالاتفاقات الجزئية التي لم تطبق على أرض الواقع ومن أبرزها اتفاق السويد الذي وقع في ديسمبر 2018  وتسبب في إيقاف معركة الحديدة، وتلت هذا الاتفاق الشكلي جولات أممية عديدة ولقاءات حول ملفات جزئية لم يفلح خلالها غريفيث في تفكيك بعض تعقيدات الأزمة اليمنية التي أنهى مسيرته معها بتقديم خطة شاملة لوقف إطلاق النار واستئناف المشاورات السياسية ودعم واشنطن والاتحاد الأوروبي، لكنها تعثرت نتيجة الرفض الحوثي المستند على التحولات العسكرية والسياسية .

لا يبدو أن وضع المبعوث الأممي الرابع إلى اليمن سيكون أفضل حالا من سابقيه، بالنظر إلى حجم التعقيدات المحلية والإقليمية والدولية المتصلة بالملف اليمني التي سترافقه.

 

فعلى الصعيد المحلي يواصل الحوثيون تصعيدهم العسكري، ونحو الأراضي السعودية التي يستمرون في استهدافها بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية، مدفوعين بحسابات بعضها قائم   وارتباك المجتمع الدولي وخصوصا الأميركي تجاه الملف إلى جانب حسابات أوسع مرتبطة بمصالح طهران وتعزيز حضورها في مفاوضات استئناف الاتفاق النووي التي تجري في فيينا.

 

ومما قد يزيد من صعوبة عمل غروندبرغ استنفاد الدول التي كانت تعد فاعلة في هذا الملف كل جهودها للضغط وتسوية الأرضية أمام الجهود الأممية والدفع بخيارات التسوية السياسية، وفي مقدمة ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين مارستا خلال الفترة الأخيرة من عمل المبعوث السابق غريفيث ضغوطا هائلة.

 

 

وسوم