fbpx
تقرير يكشف معاناة مديرية بكاملها بلحج.. لماذا تمارس قيادة المحافظة إجراءات تعسفية ضد المسيمير؟
شارك الخبر

 

يافع نيوز – تقرير- أحمد مطرف

المسيمير .. رمز الصمود في زمن التحدي والمواجهات (مدينة الصمود والتصدي) كما وصفها الصحفي والإعلامي المعروف محبوب علي عام 1972م أثناء زيارتة لها آنذاك، بعيداً عن المناكفات السياسية والتمترس خلف ملذات الذات ..

نطرق باب المعاناة والحرمان التي ظلت مديرية المسيمير ولازالت تعاني منه، تردي الاوضاع وغياب الخدمات العامة، وصارت المعاناه فيها طويلة الأمد، فمنذُ انطلاقة الثورة وسقوط السلطنة الحوشبية على يد الثوار من الجبهتين القومية والتحرير، ومروراً بمرحلة مابعد الثورة آبان حكم الحزب الاشتراكي، ثم مرحلة أعلان الوحدة اليمنية ومابعد حرب صيف 94م، وتحديداً في عهد نظام صالح، وصولاً الى عام 2015م وأجتياح ميليشيات الحوثي وصالح أرض الجنوب وتحرير مناطق الجنوب ومنها مديرية المسيمير الحواشب ، طوال تلك السنوات الماضية، وإلى يومنا هذا ونحن على أعتاب العام الميلادي 2021م، ومروراً بتلك المراحل وتحولات الأحداث لم تشهد مديرية المسيمير أي تطور يواكب دورها ورصيدها النضالي، فالأنين والمعاناة والحرمان ونقص الخدمات مستمرة، ولايتسع الخوض في تراجيديا الأحداث التي مرت بها مديرية المسيمير سياسيا وعسكريا وعاصرتها في تلك المراحل .

 

*ما أشبهه الليلة بالبارحة!

مديرية المسيمير .. وعلى أمتداد 300 قرية تقع فيها، لاتوجد دلالات او شواهد تؤكد إقامة مشروع تنموي عملاق على أرضها يميزها من حيث التطور والنماء، صحيح يوجد في المديرية مصنع أسمنت الوطنية وهذا المشروع الاقتصادي العملاق للآسف لم يساعد في نهوض واقع المديرية، وكل ماتحصل علية المديرية من ملايين كعائدات رسوم النظافة تورد لصالح صندوق النظافة والتحسين بالمديرية، يتم العبث به باسم مشاريع وهمية ومتعثرة، بالاضافة الى القرصنة التي فرضتها قيادة المحافظة السابقة وتخصيص نسبة 10% من إيرادات الصندوق لصالحها من حصة المديرية، بطريقة مخالفة للقانون والى اليوم والمحافظة تمارس العبث باموال وإيرادت المديرية والتدخل في شؤونها وعدم السماح للمديرية بصرف اي مبلغ مالي إلا عبرها وبموافقتها، لماذا يمارس مع المديرية هذا الاجراء دون بقية المديريات؟ الاسباب واضحة اهمها وابرزها “تسونامي” الفساد الذي أحدث أعصاراً خلف الدمار الشامل للمديرية ..

تميزت مسيمير الحواشب بمواقف رجالها الشرفاء وتاريخها النضالي المشرف في مختلف المراحل التاريخية، وأبرزها مرحلة الحرب الضالمة الذي تعرض لها الجنوب عام 2015م، ومنذُ ذلك الحين، وبعد تحرير المديرية من مليشيات الحوثي وصالح، وهي أهم المراحل المفصلية في تاريخ بلاد الحواشب، ومن خلالها شعر أبناء مديرية المسيمير بأنهم نفظوا غبار السنين الماضية وتنفسوا الصعداء، بعد تحقيق النصر وتحرير المديرية، وأستقبال مرحلة جديدة كفيلة بإنهاء المعاناة والحرمان التي عانت منها مديرية المسيمير وافتقارها أبسط المشاريع الخدمية والتنموية والقضاء على الفساد، ولكن سرعان ما تضاءل هذا الشعور واضمحل ..

 

*أزمة مياه خانقة:
مديرية المسيمير البالغ عدد سكانها مايقارب 60 الف نسمه لم يلاقي سكانها ماء يشربونه، هي تعاني أزمة مياه الشرب منذُ سنوات ولم تسيتطيع السلطة المحلية أنهاء هذة المشكلة، ووضع دراسات وحلول ومعالجات تنهي هذة المعاناة ، أعتمد سكان المدينة بعاصمة المديرية في السابق على بئر تم حفروها في السبعينات في عهد الرئيس الراحل ( سالمين) وهذة البئر أصابها النضوب والجفاف، وانتهاء عمره الافتراضي، بعد ذلك أجتهد مدير مشروع المياه بالمديرية وسعى بمتابعة مشروع بديل وتم حفر بئر يدوي انقاذي بدعم من محافظ المحافظة وتم تشغيله بمنظومة الطاقة الشمسية بدعم من أحدى المنظمات الداعمة وتوجد مضخة سابقة يتم تشغيلها بجانب الطاقة الشمسية في نفس المشروع ، ولكن ظلت أزمة المياه قائمة بسبب التوسع العمراني التي شهدته المديرية والانفجار السكاني في العاصمة بعد تزايد معدل النزوح فيها، يوجد خزان مائي واحد فقط لايغطي حاجة سكان المدينة من الماء، والمدينة بحاجة الى أكثر من خزان وبئر لسد حاجة السكان من مياه الشرب، لاسيما والمياه متوفره بحسب دراسات سابقة .

 

*مناطق يحاصرها الجفاف:

ثلاثة مراكز في المديرية تعاني الجفاف وتصارع العطش وهي: حبيل حنش، الدريجة، نعمان، تلك المناطق التي أهلك سكانها العطش ، بسبب نضوب مياه الآبار فيها ، وهي تقع شمال مديرية المسيمير ، اي في الشريط الحدودي لجبهة حبيل حنش ، وتعاني هذة المناطق خلال السنوات الأخيرة أزمه مياه خانقة، حيث يظطر سكانها لجلب مياه الشرب من مناطق مجاوره وبعيدة ، باسعار باهضة الثمن قد تصل الى عشرون الف ريال يمني سعر الوايت، بينما تضررت المزارع وتعرضت الاغنام للنفوق، وسبق وناشد اهالي تلك المناطق السلطة المحلية في المديرية تطالب إنقاذهم من هذة الازمة ولكن السلطة لم تحرك ساكن، وعاجزه بأن تضع الحلول والمعالجات لهذة المشكلة التي ستنهي معاناة المواطنين في هذة المناطق المتناثرة على الشريط الحدودي مع محافظة تعز اليمنية .

 

*فساد مالي وإداري:
مديرية المسيمير .. تعاني فساد مالي وإداري منذُ سنوات ماضية، وأشارت تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة محافظة لحج تم نشرة في عدد من الصحف يوضح الاستيلاء وتسهيل الإستيلا على اموال صندوق النظافة والتحسين وتورط عدد من المدراء والمسؤولين السابقين الذين تعاقبوا على المديرية، حيث بلغ حجم الفساد الذي تعداء مئات الملايين، تمثلت في واقعة الاستيلاء وتسهيل الاستيلاء على المال العام، ويكمن الفساد في مشاريع الطرقات وشراء آليات باسم صندوق النظافة والتحسين بالمديرية وتم الاستحوذ عليها من قبل مدراء سابقين للصندوق ومدراء عموم المديرية وشخصيات متنفذة في المحافظة، حيث أهدرت مئات الملايين، الفساد المالي في مديرية المسيمير متجذر ويمارس بشكل أكبر في مشاريع الطرقات سوائاً تلك المشاريع سابقة قبل عام 2015 م اوجديدة ومنها مشروع رصف عقبة مدينة المسيمير مشروع متعثر وفاشل بامتياز والاعمال الذي نفذها المقاول لاتساوي الملايين الذي صرفت له مايقارب 65 مليون، نموذج أخر من الفساد القائم في المديرية، مشروع شق طريق جول مدرم – النخيلة، هو الآخر من المشاريع التي أهدرت فيه عشرات الملايين من أموال صندوق النطافة والتحسين المدينة بمديرية المسيمير، أضافة الى صفقات شراء معدات تابعة لصندوق النظافة والتحسين بالمديرية وتم الاستحواذ والاستيلاء عليها .

 

 

*ظلام دامس:
يعاني سكان مديرية المسيمير حرمان مشروع الكهرباء العام، واصبح غياب هذا المشروع الحيوي حديث الساعة لدى الاهالي وشغلهم الشاغل وحلمهم الذي بات صعب المنال، شاءت الاقدار ان تمنح مديرية المسيمير الفرصة بالحصول على هذا المشروع الحيوي، وفعلاً تم ربطها بالتيار الكهربائي العام من محافظة تعز اليمنية، قبل أندلاع الحرب في عام 2015 م، حيث ظلت هذة الفرصة مهددة بالاخطار، فقد تاثرت كهرباء المسيمير باضرار الحرب وتوقفت كلياً عن التشغيل، ولهذة اللحظة ومديرية المسيمير تعاني حرمان الكهرباء ويعيش سكانها في ظلاام دامس، وتضررت شبكة الكهرباء جراء الحرب، ولم تستطيع السلطة المحلية بالمديرية إيجاد الحلول والبدائل ولو بالحد الادنى من توفير مولدات تغطي مركز العاصمة، فقط نشاهد صرف الملايين بحجة نزول الفرق الهندسية لوضع الدراسات اما خدمة الكهرباء في خبر كان، مد الكهرباء وتحويلها من كهرباء عدن بدلاً عن محافظة تعز اسوتاً بباقي مديريات محافظة لحج، مسألة فيها نظر! اذاً الحلم أصبح كابوساً يؤرق حياة المواطن في مديرية المسيمير، ويضاعف من معاناته ردحاً من الزمن .

 

*الاتصالات خارج الخدمة:
وتضررت خدمة الاتصالات التلفون الارضي في مديرية المسيمير، ومنذً أن شهدت المديرية حرب عام 2015 م خرجت المديرية عند دائرة خدمة الاتصالات، اما خدمة الإنترنت لم يتم دخولها المديرية نهائياً، وتعرض الكابل العام الرابط المديرية بالمحافظة لاضرار أخرجت المديرية عن الخدمة، فيما تعرض مبنى الاتصالات للاقتحام من قبل أحد المواطنين، بداعي ملكية الارضية الخاصة بالمبنى، ومنذُ ذلك الحين والمديرية في حرمان من هذة الخدمة وأنقطاع اتصالات التلفون الأرضي فيها .

*عدم وجود مقر للسلطة المحلية؟:
مديرية المسيمير تعاني ضعف البنية التحتية، حيث تفتقر المديرية الى عدم توفر مبنى السلطة المحلية في المديرية، تمارس فية عملها بشكل أعتيادي، وتقوم بواجبها على أكمل وجه، بل أن المصيبة أغلب مباني المكاتب التنفيذية في المديرية مقتحمة بما فيها مكتب المدير العام للمديرية، مرت السنوات وهذة المشكلة لم تلاقي الحل، اي عذراً يعفي السلطة المحلية بمديرية المسيمير مما يحصل، واقع إدراي هش، زاد من معاناة المواطنين، نطمح بأن تكون في مديرية المسيمير إدارة تقود دفة البلاد الى مصافي التطور مثل باقي مديريات المحافظة، كون مديرية المسيمير تمتلك من الموارد المالية التي تغنيها وتساعدها في النهوض والنماء، متى ماوجدت الإدارة التي تتمتع بالنزاهة والإخلاص لتربة هذة المديرية، و القادرة على صنع التحولات العظيمة .

المسيمير حالها فيضً من غيض، وواقع لم يكتب له النجاح والتصحيح، فقد أستبشر الأهالي في المديرية في بداية قدوم المحافظ اللواء احمد عبدالله التركي على رأس المحافظة، ولكن سرعان ماتبددت تلك الآمال وتحولت الانظار بمقدار أستمرار واقع المديرية محلك سر ..

لم تستطع قيادة المحافظة إحداث أي طفرة او تغيير في واقع المديرية ، وإنتشال واقعها الخدمي والتنموي، حقيقة يجب أن يدركها المحافظ التركي، مديرية المسيمير كانت تراهن في أن يتغير واقعها ويتوقف مسلسل الفساد في عهد التركي ولكن هيهات، صُدم اهالي مديرية المسيمير ولم يتغير من الواقع شي، بل زادت الطين بله والعبث باسم المشاريع ، مُررت مئات الملايين من خزينة الدولة، والمديرية كما هي تعاني الحرمان والإهمال، وغياب المشاريع والخدمات .

 

*بصمات المخلصين:
هناك بصمات صنعتها جهود المخلصين من أبناء المديرية منهم من فارق الحياة وأخرين لازالوا على قيد الحياة، مشروع سفلتة طريق خط عقان- المسيمير نفذ قبل عام90م كان بجهود الشخصية المناضلة والوطنية المهندس علي صالح غالب مدير الطرقات محافظة لحج سابقاً، ومشروع المياه القديم نفذ في عهد الرئيس الراحل سالم ربيع علي، وكان منجز أستفاد منه سكان العاصمة طيلت خمسون عاماً والفضل يعود بعد الله تعالى لجهود الشهيد المناضل محمود عباس فارع الحوشبي، عندما كان مديراً لمالية محافظة لحج والفقيد الشيخ محمد عبدالله ناصر الحوشبي والمناضل صالح محمود هاشم آنذاك، حيث كان المشروع منحة للمركز الثاني الشعيب في عام 1973م آنذاك، وتم تحويله للمركز الثاني المسيمير وقد عرضهم هذا الاجراء للمسألة والسجن حينها .

في عام 2015 م وفي خضم المواجهات التي شهدتها المديرية واشتداد المعارك الحربية مع مليشيا الحوثي وصالح، نتذكر دور المقاومة الجنوبية محافظة الضالع والتي شارك فيها من مختلف مناطق الجنوب بقيادة القائد العام للمقاومة الجنوبية القائد المناضل عيدروس قاسم الزبيدي حينها، حيث عملَ القائد عيدروس الزُبيدي على تشغيل مستشفى العاصمة ورفده باطباء وجراحين، وتم تشغيل غرفة العمليات الجراحية والآشعة واستقبال المرضى والجرحى ورغم ظروف الحرب وقلة الامكانات، لم تكون حائل امام حنكة القائد وإصراره وعزيمتة ودوره الإداري الناجح غيرت من واقع المديرية، وشهد مستشفى المسيمير الريفي نقله نوعية ساهمت في إنتشال الوضع الصحي الذي كانت تعاني منه المديرية والجبهة، وتكللت تلك الجهود بتحقيق النصر والتحرير وطرد المحتل من مليشيا الحوثي واعوانها، وبعد التحرير ذهب هذا المنجز ادراج الرياح، تم سرقت الاجهزة وتوقيف العمليات واغلاق غرفة العمليات، وغرفة الأشعة وبقي الحال كما هو في السابق الى يومنا هذا .

شهدت مديرية المسيمير الكثير من الاحداث والمنعطفات وكانت مدينة الصمود والتصدي في مختلف المراحل، قدمت قوافل من الشهداء، وسجلت حضوراً لافتاً، ولكن هذا الحضور الثوري والرصيد النضالي لم يؤهلها لتصبح محطة الانظار لدى الاخرين، من حيث التطور والنماء والإستفادة من الاخطاء السابقة، مؤخراً منحت المديرية فرصة استغلال عائدات جبايات التهريب المشتقات النفطية اسوتاً بباقي المديريات في محافظة لحج، إلا أن هذة الفرصة لم تصنع الخير والاستفادة من مئات الملايين التي تذهب جيوب الفاسدين والمتنفذين، وخلفت هذة الممارسات تداعيات محبطة وأفرزت واقعاً غير آمنً، بحيث لم يستغل هذا المورد ويخصص لصالح المديرية، بل العكس تماماً يستفاد منه فئة محددة، ايضا تم رفد السلطة المحلية بنسبة 20% من تلك الإيرادات التي تقدر بالملايين، تضاف للاموال التي تورد لصالح المديرية من عائدات صندوق النظافة والتحسين بالمديرية من مصنع أسمنت الوطنية الواقع في مديرية المسيمير محافظة لحج، السؤال الذي يطرح نفسة في ضل الفساد القائم في المديرية أين ستذهب كل هذة الاموال؟؟

وحرمت المسيمير خلال السنوات الماضية بفعل سوء الإدارة مبنى السلطة المحلية الشبيه بمبنى السلطة المحلية في مديرية الملاح، كما حرمت المديرية ايضاً من مشروع بناء المعهد الفني بعد ان وضعت له الدراسات ، مشروع شبكة عامة الصرف الصحي مركز عاصمة المديرية هو الاخر وضعت له الدراسات، مشروع قناة عبر الشياح الزراعي من المشاريع المتعثرة في المديرية بتكلفة تقدر مئات الملايين، لم يستكمل العمل في هذا المشروع الهام، وتسبب في حرمان أراضي زراعية واسعة من الري والإستفادة من مياه السيول خلال المواسم الماضية .

 

أخبار ذات صله