مقالات للكاتب
أحمد سعيد كرامة
هل من يدير بنك عدن المركزي يريد بنا وبالبنك خيرا أم شرا مستطيرا ، إستراتيجية إنزال الألف الريال طبعة قديمة بهذه الصورة والالية يعتبر خطأ إستراتيجي فادح وجسيم ، سندفع ثمنه لعدة سنوات قادمة أيضآ .
اغراق السوق المحلية بالطبعة القديمة كرواتب سيتم سحبها بعدة طرق أولا بأول ، أكانت تلك الطرق والوسائل معتادة كشراء المواد الغذائية والاسماك واللحوم والخضروات ، والمسيطر على هذه القطاعات المختلفة وغالبيتهم من التجار الشماليين في عدن والمناطق المحررة الجنوبية ، أو بطريقة البيع المباشر من قبل بعض المواطنين للصيارفة والسماسرة بعد استلامهم لتلك الطبعة الكبيرة كرواتب ، و مقايضتها بالطبعة القديمة الكبيرة بالطبعة الجديدة الصغيرة مع هامش ربح ضئيل لان العرض كبير بالسوق .
هناك حلان برأيي للاستفادة من أخر فرصة قد تنعش القدرة الشرائية للمواطنين :
# الحل الأول :
أن يقوم البنك ولمدة محدودة بسحب العملة اليمنية الجديدة الصغيرة واستبدالها بالطبعة الكبيرة وهذا شبه مستحيل مع إثنين ترليون طبعة جديدة بالسوق المحلية ، ويحتاج إلى وقت أطول ، ومن نتائج تلك الخطوة الحد من سحب الريال اليمني بصورة هستيرية واستنزافية من قبل عملاء التحويلات المالية ، كما نعلم أن عمولة التحويل إلى مناطق سيطرة مليشيات الحوثي قد فاقت 70% بعض الأحيان من قيمة المبلغ المحول ، وبالتالي يحاول المحول ضخ مزيد من الأوراق المالية المحلية من المناطق المحررة لشركات التحويلات لكي يصل المبلغ المستهدف للمستفيدين .
إنزال الطبعة القديمة بصورة مدروسة وفق رؤية ودراسة مزمنة سيقوم بتخفيض عمولة التحويلات إلى 1% تقريبا كالعادة أو أكثر بقليل بعد إلزام شركات التحويلات باعتماد تعرفة مناسبة ، يتذرع الكثيرين من تجار الخضروات وغيرهم بفارق قيمة الريال بين الشمال والجنوب مما أنعكس سلبا على القدرة الشرائية للمواطنين ، شراء تلك السلع بالطبعة القديمة سيساهم في انهيار أسعارها ، وستتساوى القيمة في الجنوب كالشمال .
مع المزيد من طباعة القديمة وبأرقام قديمة في المناطق الجنوبية المحررة واحلالها بدلا عن الصغيرة لن يسبب في أي ارتفاع جديد للعملات الأخرى أمام الريال اليمني كحل مؤقت .
# الحل الأخر والذي سيسبب نكسة ونكبة وانهيار تسونامي للاقتصاد الشمالي الهش ، هو الاحتفاظ بالطبعة الكبيرة وعدم انزالها للسوق المحلية مطلقا كرواتب أو استبدال واحلال ، أن من سحب عشرات المليارات من الطبعة القديمة للالف الريال وغيرها سابقا هم بعض من كبار شركات الصرافة والبنوك التجارية في عدن لغرض جني أرباح مهولة ليس إلا ، كيف تمت وتتم عملية تهريب تلك الكميات المهولة من المليارات من المناطق الجنوبية والشرقية إلى شمال الحوثي ، سؤال يحتاج لألف إجابة وتفسير ؟
بنفس طريقة وآلية تهريب ملياراتنا الطبعة الكبيرة من الجنوب إلى الشمال ، ستستخدم تلك الطريقة مع ابرام اتفاق مصلحي مع مافيا سوق العملات بالجنوب ، من خلال إتفاق يفضي إلى تخصيص نسبة معقولة لمافيا تهريب العملات من وإلى الجنوب .
ستقوم تلك المافيا بشراء الدولار والريال السعودي وغيرها من العملات الأجنبية المتداولة من سوق عملات المناطق الشمالية الخاضعة لسيطرة الحوثي بنصف سعرها المتداول في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة ، وبالتالي سنسبب أزمة خانقة وشحة للعملات الأجنبية والإقليمية مما سينعكس سلبا على سوق العملات بالشمال من خلال تسونامي انهيار الريال اليمني هناك وارتفاع أسعار الصرف إلى مستويات كارثية .
سيضطر التجار والمستوردين ورجال الأعمال والمسافرين وغيرهم من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي إلى القدوم إلى عدن حاملين معهم طبعتهم وطبعتنا القديمة لشراء الدولار والريال السعودي وغيرها من العملات الأجنبية والإقليمية بسعر الضعف في عدن وباقي المحافظات الجنوبية المحررة ، وبالتالي ستعود إلينا ملياراتنا الطبعة الكبيرة أضعاف مضاعفة ، وسينعكس ذلك على استقرار وثبات الريال اليمني أمام باقي العملات مؤقتا .