fbpx
العاصمة عدن و الخروج من عنق الزجاجة :

د.عبدالمجيد العمري

مع جمال هذه المدينة الفاتنة؛ ونقاء نسيمها ؛ وسحرها الأبدي؛ إلا أن ما تشهده العاصمة عدن من تدفق كبير لرؤس الأموال وتوسع عمراني مهول وحركة تجارية منافسة يسير في سياق غير اقتصادي بل ومضر ويعتبر عمل مشوه للآتي :

1_ لا يستطيع العيش حياة كريمة في هذه المدينة الا 20% على الأكثر؛ وذلك بسبب الغلاء الفاحش وسقوط مهوي للريال؛ وهذا يسبب خلل إجتماعي وأخلاقي؛ وجرف لمدنية هذه المدينة.

2_ تدفق المال في غالبيته في العقار والعمران؛ لذا تجد سعر الأراضي مبالغ فيه بدرجة كبيرة بسبب تنافس التجار؛ وهذا يخنق المدينة التي تعاني من ترهل لخدمات البنية التحتية القديمة مع عدم تطور يذكر لسبع سنوات خلت.

3_ غياب للمشاريع الصغرى والمتوسطة والأعمال المهنية والحرفية الحكومية والخاصة ؛ مع غياب توظيف للكادر الأكاديمي وهذا يضع طبقة الشباب وهم الأكثر في وضع مأساوي يتجه للمخدرات والأعمال الأجرامية.

4_ توجه كثير من الخريجين كذا المتخصصين إما إلى الأحزمة الأمنية التي تعرضت لعقوبة التحالف بوقف الرواتب؛ وإما لمنظمات العمل المدني التي تعتبر وضع استثنائي ؛ وضع حرب؛ وكل هذا مؤشر أن العاصمة عدن لمن تخرج من عنق الزجاجة بعد.

5_ المسار السياسي للعاصمة عدن مسار تصادمي؛ فالمحافظ الذي لا يستطيع تطوير المحافظة محسوب على الإنتقالي؛ وإيرادات المحافظة تورد للبنك المركزي الذي تتحكم فيه الشرعية؛ فأولويات العمل الاقتصادي ( السياسة المالية) متبيانة؛ لذا تجد سباق وتنافس لاستنفاذ السيولة المرصدة في البنك المركزي؛ وفق أجندة تصادمية؛ وهو ما عجل بسقوط الريال اليمني.

6_ بعد مجال العقار تأتي محلات الصرافة الأكثر انتشارا في المدينة؛ وهذا ينم عن غياب تام لدور البنك المركزي في ضبط العملة؛ وامتلاك التجار القدرة على التداول متجاوزة أبجديات السياسة النقدية؛ ومتجاوزة حتى تعويم الدولار؛ وجعل العملة اليمنية سلعة رخيصة بفعل تكتلات التجار القائمة على الجشع.

7_ الجامعات تعتبر الحلقة الأضعف؛ فمخرجات التعليم منذ 2011 لم تعرف سوق العمل؛ وهذا نذير شؤم يضع المدينة في مراحل مخيفة من هدم للمعالم الأكاديمية التي تميزت بها هذه المدينة من السبعينيات.

8_ غياب التدريب والتأهيل للشرط والأحزمة وتقادم جيل كامل كان يمتلك أدوات القيادة والعمل المهني بعدم الاستفادة منه؛ وولادة جيل جديد يفتقر لأبجديات العمل الأمني.

والخلاصة : وضع المدينة السياسي والاقتصادي والأمني يعتبر الأسوأ ومعالجة هذه المشاكل يفتقر أولا لإرادة سياسية وتوافقات خارجية وعمل داخلي نوعي ومختلف وهذه المعطيات تحتاج قيادة استثنائية وهي ما لا توجد حتى اللحظة.