fbpx
نيويورك تايمز: استراتيجية بايدن مع الصين تواجه مقاومة على طاولة المفاوضات
شارك الخبر

يافع نيوز – متابعات

وسط سعيها لإدارة علاقة تزداد توترا مع الصين، وضعت إدارة بايدن استراتيجية لمواجهة بكين في نقاط الخلاف، مع ترك الباب مفتوحاً للتعاون ضد التهديدات العالمية، ولكن اليوم، وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، بدا أن الصين أغلقت الباب أمام فكرة تعاون البلدين في يوم وتصادمهما في اليوم التالي.

 

بدأت المحادثات مع نائبة وزير الخارجية ويندي آر شيرمان، أعلى مسؤول إداري يزور الصين حتى الآن، بوابل من الانتقادات العامة من الجانب الصيني، وانتهت بعلامة قليلة على أن القوتين المتنافستين كانتا أقرب إلى تضييق خلافاتهما.

 

وقالت شيرمان في مقابلة عبر الهاتف بعد الاجتماعات: ”العلاقة بين الولايات المتحدة وجمهورية الصين الشعبية معقدة، ونتيجة لذلك، سياستنا معقدة للغاية، ونعتقد أن علاقتنا يمكن أن تتسامح مع هذا الفارق الدقيق“.

 

2021-07-3142290_1610820651

وقالت إن الاجتماعات التي عقدت في مدينة تيانجين بشمال شرق الصين غطت نطاق الخلافات بين البلدين، كثير منها حاد ومثير للجدل ويصعب حلها ببساطة.

وتشمل هذه الخلافات قضايا حقوق الإنسان، وتضاؤل الحريات السياسية في هونغ كونغ وما وصفته شيرمان بـ ”الأعمال المروعة التي تحدث في شينجيانغ“، ذات الأغلبية المسلمة بغرب الصين، حيث يتم زج مئات الآلاف من المسلمين في معسكرات الاحتجاز ومراكز التلقين.

كما أشارت شيرمان إلى مطالب الصين بشأن تايوان، وعملياتها العسكرية في بحر الصين الجنوبي، والاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة ودول أخرى إلى الصين الأسبوع الماضي بالتورط في اختراق أنظمة البريد الإلكتروني لشركة مايكروسوفت وربما هجمات إلكترونية أخرى.

وقالت: ”مساعدة وزارة أمن الصين للمجرمين على اختراق مايكروسوفت وربما شركات أخرى، أمر خطير للغاية“، مضيفة أن العديد من الدول انضمت إلى الولايات المتحدة في القول إن ”مثل هذا السلوك غير مسؤول على الإطلاق، ومتهور وليس له مكان في عالمنا“.

ومن جانبها لم تقدم الصين أي تنازلات علنية، قائلة إن الولايات المتحدة ليس لها الحق في إلقاء محاضرة على الحكومة الصينية أو أي شخص آخر. وحتى قبل أن تنتهي شيرمان من اجتماعاتها، أصدرت وزارة الخارجية سلسلة من 6 بيانات لاذعة من المسؤول الأول الذي التقت به، شيه فنغ، نائب وزير الخارجية الذي يشرف على العلاقات مع الولايات المتحدة، اتهم فيها شيه الولايات المتحدة بارتكاب إبادة جماعية ضد الأمريكيين الأصليين وإفساد الاستجابة لوباء فيروس كورونا، ما أودى بحياة 620 ألف أمريكي.

2021-07-image-25

ووفقا لملخص لتعليقاته التي أرسلتها وزارة الخارجية الصينية إلى المراسلين يوم الاثنين قبل أن يخرج الأمريكيون لتقديم تقاريرهم الخاصة، قال شيه لشيرمان إن سياسات إدارة بايدن مجرد ”محاولة مستترة لاحتواء الصين وقمعها“.

وقال شيه للمسؤولة الأمريكية: ”يبدو أن الحكومة كاملة والمجتمع بأسره يشن حملة لإسقاط الصين“.

 

وبحسب نيويورك تايمز، يبدو أن اجتماعات شيرمان تقدم أحدث مقياس لكيفية عمل استراتيجية إدارة بايدن، ولكن حتى الآن، لم تفعل شيئا يذكر لاحتواء سلوك الصين. وسلطت تصريحات شيه الضوء على الغضب الذي يتصاعد في الصين تجاه الولايات المتحدة، ما يقوض فرص تحقيق المبادرة الحالية لأي تقدم.

 

وبعد اجتماع ثانٍ مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي، أشارت شيرمان إلى أن الجانبين ناقشا المشاكل العالمية والإقليمية التي يمكن للحكومتين التعاون فيها، بما في ذلك قضية كوريا الشمالية والانتشار النووي، وقالت إنها لم تقدم أي تقدم ملموس، ولكنها لم تأت إلى المحادثات متوقعة نتائج فورية.

 

وقالت: ”كنا صريحين مع بعضنا البعض في مجالات الاختلاف الكبير، وأجرينا مناقشات موضوعية للغاية، وتبادلنا بعض الأفكار في المجالات التي لدينا فيها مصالح مشتركة، وسيتعين علينا أن نرى إلى أي مدى ستتقدم هذه المناقشات“.

احتواء الخلاف

وقال درو طومسون، المدير السابق للشؤون الصينية في وزارة الدفاع الأمريكية، إن الهدف الأساسي وراء زيارة شيرمان هو ضمان ألا تتحول حدة الخلافات إلى مواجهات خطيرة.

وأضاف طومسون، وهو الآن باحث في كلية لي كوان يو للسياسة العامة بالجامعة الوطنية في سنغافورة: ”تتخذ بكين نهجا متطرفا تجاه العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، وتصدر قوائم بالمطالب، وتصر على عكس سياسات وإجراءات واشنطن“.

وحذر: ”لقد تحول الهدف الأساسي لواشنطن إلى تعميق فهم مواقف الصين، وتقليل احتمالية سوء الفهم، وتجنب سوء التقدير الذي قد يؤدي إلى صراع مباشر“.

وفي حين عمل بايدن على تجنب الخلاف الأيديولوجي المحتدم مع الحزب الشيوعي الصيني الذي اتبعته إدارة ترامب في عامها الأخير، ظلت العلاقات متوترة.

وحاولت واشنطن تجنيد الحلفاء في جهود الضغط على بكين بشأن العديد من هذه القضايا، وسافرت شيرمان أيضا إلى اليابان وكوريا الجنوبية ومنغوليا كجزء من جهود الإدارة الجديدة لإعادة بناء العلاقات الإقليمية التي كانت متوترة في عهد ترامب.

قلق صيني

ومن جانبها شعرت الحكومة الصينية بالقلق من دعوات من الولايات المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وآخرين لإجراء تحقيق جديد في ما إذا كان الفيروس التاجي قد تسرب من مختبر في الصين، ما أدى إلى تفشي الوباء.

 

وفي الأسبوع الماضي، قال المسؤولون الصينيون إنهم ”صُدموا للغاية“ من اقتراح منظمة الصحة العالمية إلقاء نظرة جديدة على نظرية تسرب الفيروس من المختبر، وذلك بعد أن أشار تقرير المنظمة في مارس الماضي إلى أن الأمر مستبعد للغاية.

 

وقالت شيرمان إنها ضغطت على الصين للتعاون مع التحقيق الدولي في انتشار كوفيد-19، وشرحت: ”سأتركهم يتحدثون عن أنفسهم، لكن من وجهة نظري، لم أحصل بالتأكيد على الإجابة التي أردتها أو كنت أتمنى الحصول عليها“.

ويبدو أن لهجة الصين العدائية تأتي من القمة، حيث أشار زعيم البلاد، شي جين بينغ، إلى نفاد صبره من انتقادات ومطالب واشنطن، لاسيما بشأن ما تعتبره بكين قضايا داخلية مثل هونغ كونغ وشينجيانغ.

 

وردت بكين على العقوبات المفروضة بشأن هونغ كونغ وشينجيانغ بفرضها عقوبات ضد السياسيين الغربيين والجماعات الحقوقية والأكاديميين.

وقال شي في خطاب ألقاه في الأول من يوليو، في ذكرى مرور 100 عام على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني: ”لن نقبل أبدا محاضرات متعجرفة لا تطاق من هؤلاء الأساتذة“.

 

أخبار ذات صله