fbpx
عملة تتهاوى وأسعار ترتفع
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

واليوم تواجه بما تسمى حكومة الشرعية  في المناطق الداخلة ضمن سلطتها احتجاجات شعبية على ندرة الوقود وغلاء أسعاره كمظهر بارز على فشل تلك الحكومة في إدارة الشأن العام في تحسين الأوضاع المعيشية لسكان المناطق الخارجة عن سيطرة المتمرّدين الحوثيين.

 

وقبل أيام اندلعت احتجاجات شعبية تنديدا بارتفاع أسعار المشتقات النفطية في عدد من مدن الجنوب ا وبلغت مداها في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت.

وفرضت شركة النفط بحضرموت بدءا من السبت الماضي تسعيرة جديدة للمشتقات النفطية ليصل سعر لتر البنزين إلى 600 ريال يمني بدلا عن 400 ريال ما تسبب في ارتفاع تكلفة المواصلات وارتفاع أسعار المواد الغذائية.

 

وشهدت العملة اليمنية (الريال) على مدى الأشهر الأخيرة في مناطق الشرعية انحدارا مضطردا في قيمتها ما تسبّب بموجة غلاء في أسعار المواد الأساسية، فضلا عن ندرة الكثير منها الأمر الذي أطلق موجة غضب شعبي  محافظة حضرموت شرقا مرورا بالعاصمة  عدن حيث لا يتردّد المحتجون عادة في تحميل حكومة رئيس الوزراء معين عبدالملك مسؤولية تلك الأوضاع متهمين إياها بالعجز والفساد.

 

ويقول مواطنون إنّ أزمة الوقود في مناطق الحكومة الشرعية لا تعود بالأساس إلى ندرة الموارد بقدر ما تعود إلى سوء التصرّف فيها وإهدارها بما في ذلك المساعدات المجزية التي تقدّمها السعودية  في هذا المجال.

وقال محمد اليحيا نائب مدير عام البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن في عدن إن إجمالي قيمة منح المشتقات النفطية التي قدمتها المملكة  بلغ أربعة مليارات و200 مليون دولار. وجاء ذلك بمناسبة وصول دفعة جديدة من منحة مشتقات نفطية مقدمة من السعودية للحكومة  وصلت الأحد إلى ميناء الزيت في محافظة عدن بجنوب البلاد.

وسبقت حكومةُ الأمر الواقع التي يديرها الحوثيون من صنعاء حكومةَ هادي إلى قرار رفع أسعار الوقود، حيث أقرّت في يونيو الماضي زيادة في أسعار بيع البنزين بالمناطق الخاضعة لسيطرتها بنحو ثلاثين في المئة مبررة ذلك بإنه يعود إلى الأعباء الناجمة عن احتجاز التحالف العربي بقيادة السعودية لسفن الوقود. وتشترك مناطق الشرعية مع مناطق سيطرة الحوثيين في أزمة الوقود الحادّة التي تزيد من تعميق المعاناة الإنسانية للسكّان حيث يضطر أصحاب السيارات للانتظار أياما في طوابير تمتد أمام الناظر في بعض محطات البنزين إلى ما لا نهاية.

ولا تتوقّف تأثيرات أزمة الوقود عند ما تسببه من مصاعب للسكان في معيشهم اليومي، لكنّها قد تتحوّل إلى خطر على حياة هؤلاء السكان، كون الوقود ليس ضروريا فقط لطهو الطعام وتسيير وسائل النقل وتشغيل الورشات، بل هو أيضا ضروري لتوليد الكهرباء اللاّزمة لتشغيل المستشفيات التي لا يحتمل الوضعُ الصحي القائم مع تفشي وباء كورونا توقّف أي منها عن العمل، كما أنّ الوقود أساسي في توفير المياه النظيفة إحدى أساسيات الوقاية من الوباء.

وسبق لمنظمة أوكسفام العاملة على تخفيف حدّة الفقر في العالم أن حذّرت من أن يؤدي نقص الوقود الذي طال أمده إلى تعريض الملايين من المواطنين لخطر الإصابة بفايروس كورونا المستجد والأمراض المنقولة بالماء مثل الكوليرا لأن الوقود ضروري لتوفير المياه النظيفة كما يؤثر شح الوقود على إنتاج الكهرباء وتشغيل المستشفيات وحركة النقل.

 

 

وسوم