fbpx
أدلة موثقة على استخدام كيماوي في سوريا
شارك الخبر

واشنطن- وكالات:

كشف دبلوماسيون ومسؤولون رفيعون في الأمم المتحدة أن كلاً من بريطانيا وفرنسا أبلغتا المنظمة الدولية بأن لديهما دليلاً موثوقًا حول استخدام أسلحة كيميائية في سوريا. ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن المسؤولين، قولهم إن فرنسا وبريطانيا وجهتا رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أبلغتاه فيهما بأن بحوزتهما دليلاً موثوقًا على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا في أكثر من مناسبة منذ ديسمبر الماضي. وأوضح المسؤولون أن الجانبين الفرنسي والبريطاني ذكرا في رسالتيهما أن عينات من التربة ومقابلات مع شهود بالإضافة إلى مصادر من المعارضة السورية تؤكد استخدام أسلحة كيميائية تؤثر على الأعصاب في كل من حلب وحمص وربما في دمشق.
وذكرت أن دبلوماسيين أوروبيين يعترفون بأن القوات السورية تعرضت لمواد كيميائية في حلب في 19 مارس الماضي، ولكن مصدرها لم يكن مجموعات الجيش الحر بل “نيران صديقة” إذ أطلقت قوات سورية قذيفة أخطأت الجيش الحر وأصابت قوات تابعة للنظام السوري. وكانت السلطات السورية قد اتهمت مقاتلي الجيش الحر بإطلاق صاروخ كيميائي ضد المدنيين في حلب، ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة العشرات بجروح، وهو ما نفته المعارضة. وطالبت الحكومة السورية بإجراء تحقيق في المسألة، وقد شكلت بعثة تحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سوريا غير أنها لم تباشر مهامها بعد. من جانب آخر أكد مسؤول أمريكي كبير أن وكالات الاستخبارات الأمريكية تحقق فيما إذا كان النظام السوري استخدم أسلحة كيميائية في حربه ضد مقاتلي الجيش الحر.
وقال المسؤول إن معلومات محددة تفيد بأن مادة كيميائية “مشبوهة جدًا” ربما تكون استخدمت في المعارك الأخيرة في سوريا، ولكن أجهزة الاستخبارات ما زالت تحقق في صحة هذه المعلومات ولم تصل إلى خلاصة جازمة تمكنها من إثبات صحتها من عدمها. وأضاف أنه من المحتمل أن تكون هناك أسلحة كيميائية استخدمت بشكل محدود و”موضعي” جدًا، وليس على نطاق واسع. والأسبوع الماضي أكد دبلوماسيون في الأمم المتحدة أن الدول الغربية لديها “أدلة صلبة” على أن السلاح الكيميائي استخدم في النزاع السوري مرة واحدة على الأقل. وأفادت شهود عيان ومقاتلون من الجيش الحر أن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم مواد كيميائية سامة للأعصاب في كل من مدينة حلب ومحيطها وفي حمص كذلك، وربما أيضًا في دمشق. وأوضح المسؤول الأمريكي أن المعلومات التي أوردتها باريس ولندن تحقق فيها واشنطن ببالغ الجدية.
غير أن مسؤولين آخرين وخبراء يؤكدون أن الأوضاع الميدانية تجعل من الصعوبة بمكان التحقق من صحة هذه الادعاءات. ورفض وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي الرد على سؤال في مجلس الشيوخ عما إذا تم استخدام أسلحة كيميائية في النزاع الدائر في سوريا، ليعززا بذلك الشكوك حول هذا الموضوع الذي قالت عنه واشنطن إنه “خط أحمر”. وخلال جلسة استماع أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ قال وزير الدفاع ردًا على سؤال لأحد أعضاء اللجنة إن “وكالاتنا الاستخبارية هي الأقدر على أن تقول ما نعرفه وما لا نعرفه أعتقد أن هذا الأمر يجب بحثه في جلسة مغلقة”.
بدوره وردًا على سؤال طرحه عليه السناتور جون ماكين عما إذا كان نظام الرئيس السوري بشار الأسد قد استخدم أسلحة كيميائية ضد معارضيه أجاب الجنرال ديمبسي أن هذا الأمر تحدثت عنه “معلومات نشرت في وسائل الإعلام”، مضيفًا “لا يمكنني أن أقول أي شيء آخر خلال هذه الجلسة”. غير أن هيجل شدد على أن الموقف الرسمي لإدارة الرئيس باراك أوباما لم يتغير، مؤكدًا أنه “إذا ما استخدم الأسد والذين يأتمرون به الأسلحة الكيميائية أو أخلوا بواجباتهم بضمان أمنها، فسوف تترتب على ذلك عواقب وسوف يتحملون المسؤولية”.

أخبار ذات صله