fbpx
سوريا تذكرة عبور لروسيا نحو الشرق الأوسط
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

رسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صورة جديدة لبلاده في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتمكن رجل المخابرات السابق من إعادة ترميم بيته داخليا ثم الانطلاق نحو إقامة علاقات خارجية متوازنة ومتشابكة في آن.

ولا تبدو السياسات الخارجية الروسية توحي بأن هناك عودة إلى حقبة التوترات مع دول المنطقة إبان الاتحاد السوفييتي أو خلال فترة تولي بوريس يليسين الحكم قبل تنحيه لصالح بوتين.

استطاع الرئيس الروسي تحقيق اختراقات واسعة في علاقات بلاده على الصعيد الدبلوماسي والاقتصادي والاستراتيجي مع الدول العربية من بينها الخليجية. وتمكن بفضل حنكته وحضوره القوي من استغلال حالة التراخي الأميركي والتراجع في بعض الملفات الملحة من أجل تعزيز نفوذ روسيا بشكل واسع، فضلا عن وجود انسجام عربي وخليجي مع تلك الرغبة والهادفة إلى تنويع التوازنات والتحالفات مع القوى الكبرى.

وتسود حالة من عدم اليقين حول نهج إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن منطقة الشرق الأوسط، خاصة أنها لم تتضح بعد في ما يخص القضايا الساخنة على صعيد التهديدات الإيرانية والميليشيات التي تزداد خطورة بشكل واسع، بالإضافة إلى طبيعة التحالفات القائمة ومدى جدية الإدارة الجديدة في الحفاظ عليها وتطويرها.

وتقول مؤسسة “عرب دايجست” الاستشارية في تقرير حول الاستراتيجية الروسية في ضوء قراءة النهج الأميركي في المنطقة “إن روسيا عززت وبرعت في إقامة علاقات إيجابية وفعالة مع كل قوة إقليمية كبرى في الشرق الأوسط والدول الأصغر بينهما”.

وتضيف المؤسسة الاستشارية أن روسيا استطاعت أن “توازن علاقات جيدة مع إسرائيل وإيران وتخلق توازنا جيدا في علاقاتها بكل من إيران والسعودية أو تركيا ومصر، وقد تمكنت من ذلك خلال لحظات الأزمة الشديدة”، على غرار أحداث الإطاحة بالرئيس الإخواني في مصر والحرب السورية والأزمة القطرية.

وتوضح أن تلك التحركات “كانت أكبر قوة لبوتين، حيث كانت له القدرة على التعامل بمرونة مع الجميع واستخراج الصفقات الاقتصادية واكتساب النفوذ الدبلوماسي مع كل تلك القوى”.

البداية من سوريا

 

 صموئيل راماني: روسيا قادرة على لعب دور حاسم في تغيير نتيجة الصراع

يرى الباحث صموئيل راماني، الزميل غير المقيم في منتدى الخليج الدولي، أن “سوريا كانت نقطة البداية للظهور الحديث لاستراتيجية روسيا في الشرق الأوسط” باعتبار أن العلاقة بين البلدين كانت رمزا لمكانة موسكو الأوسع في المنطقة.

ويقول راماني، في حوار مطول مع مؤسسة “عرب دايجست”، إن “روسيا أظهرت للمنطقة بأسرها أنها قادرة على لعب دور حاسم في تغيير نتيجة الصراع في الشرق الأوسط، وقد أدى ذلك إلى رفع مكانة روسيا كقوة عظمى يمكنها أن تغير قواعد اللعبة في الإعداد العسكري”.

وشهدت العلاقات بين دمشق وموسكو توترات في تسعينات القرن الماضي بسبب نزاع ديون مستمر يعود إلى الحقبة السوفييتية، مما أدى إلى تقييد بعض الشراكات القديمة مع ليبيا واليمن وغيرها من البلدان، ويرى راماني أن تلك التوترات “كانت أحد أعراض فك الارتباط الأوسع مع الشرق الأوسط”.

لكن في العام 2005 وبعد ثورة الأرز في لبنان في أعقاب اغتيال رفيق الحريري، وجد الرئيس السوري نفسه وحيدا وكان يكافح من أجل توطيد علاقات سوريا مع شركاء دوليين، ودخلت روسيا لإنقاذه باعتبارها القوة العظمى الوحيدة التي كانت مستعدة لذلك.

ويقول الباحث في هذا السياق إنها كانت “لحظة رمزية تميزت بعودة روسيا كقوة معادية للغرب وكقوة عظمى صاعدة في الشرق الأوسط”، مشيرا إلى أن تدخلها في سوريا خلال الحرب الأهلية جاء لتأكيد هذا الدور.

ويضيف أن روسيا حققت عددا من الفوائد من التدخل في سوريا كان الأول ماديا يتعلق بقاعدتين في البحر المتوسط هما طرطوس، التي كانت مجرد منشأة لإعادة الإمداد قبل الحرب وتم تحديثها الآن إلى الحد الذي يمكن الاحتفاظ فيها بالقاذفات النووية، وهناك قاعدة حميميم، وهي قاعدة جوية رئيسية.

ويرى الباحث السياسي أن فوائد التدخل الروسي كانت عميقة جدا، حيث استطاع بوتين حشد الروس حول هذا التدخل عبر الحديث عن انتشار التطرف في سوريا وحقيقة أنهم كانوا يواجهون داعش والتمرد والتطرف، وأظهر لهم أنه كان يتخذ إجراء حاسما ضد التهديد الإسلامي المتطرف العابر للحدود، وهو أكثر الأشياء التي يخشونه منذ الحروب الانفصالية في الشيشان.

وكانت روسيا، التي أنفقت 2 مليار دولار كحد أقصى سنويا في سوريا مقابل إنفاق التدخل العسكري الإيراني ما يصل إلى 30 مليار دولار على الأرض لدعم الأسد، في خط المواجهة متقدمة على إيران في معظم عقود إعادة الإعمار الأولية سواء في الفوسفات أو النفط أو الزراعة، ويرى الباحث أن هذا الأمر هو “الاستثنائي” في المعادلة.

ويقول راماني إن الأزمة السورية أظهرت بشكل كبير “تحديث الجيش الروسي، لأن إظهار أن الأسلحة الروسية تعمل بشكل فعال في سوريا سواء أنظمة الدفاع الصاروخي بانتسير-إس1 أو إس-300 أو الطائرات المقاتلة، سيجعل استغلالها ممكنا في جميع أنحاء الشرق الأوسط”، خاصة أن أطرافا مثل مصر أصبحت على استعداد لشراء المقاتلة سو-35 وتركيا تفكر في شراء تلك الطائرات.

مصلحة في ليبيا

document.addEventListener( 'wpcf7mailsent', function( event ) { if( "fb_pxl_code" in event.detail.apiResponse){ eval(event.detail.apiResponse.fb_pxl_code); } }, false );