fbpx
موجة تشدد حوثية تطال الصور على مغلفات الملابس النسائية في متاجر صنعاء
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

قامت مجموعة من المسلّحين التابعين لجماعة الحوثي بمصادرة المئات من الصور لنساء على علب ومغلفات ملابس داخلية وأحرقتها في مناطق من العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة المتمرّدة بذريعة أنّها “غير محتشمة” حسبما أفاد تاجران ومسؤول محلي الأربعاء.

 

وجاء هذا الإجراء ضمن توجّه ملحوظ من قبل الجماعة الدينية التي تتّبع المذهب الزيدي نحو المزيد من التشدّد في فرض تعاليمها على السكّان، جسّدته مؤخّرا في منع الغناء في مناطق سيطرتها، وفي إخضاعها عارضة أزياء لـ”المحاكمة” في صنعاء. وتستهدف تلك الإجراءات المتشدّدة النساء على نحو استثنائي.

 

وقال محمد العليمي صاحب متجر للملابس النسائية لوكالة فرانس برس “صادرت وزارة التجارة جميع الصور النسائية من متجري بحجة أنها عارية وتخدش الحياء”.

 

الحوثيون يتهمون عارضة الأزياء انتصار الحمادي بارتكاب “فعل مخل بالآداب” وحيازة المخدرات وهي موقوفة في سجن بصنعاء

 

وأكّد تاجر آخر يُدعى عمر الوصابي أنّ الحملة استهدفت “جميع المحلات التجارية المتخصّصة ببيع الملابس النسائية وصادرت جميع الصور النسائية والمقدّرة بالمئات وأحرقتها والسبب أنّها عارية ولا يجوز عرضها”.

 

ومن جهته ذكر مسؤول حوثي فضّل عدم الكشف عن هويته أنّ “السلطات في صنعاء أمرت بالنزول مؤخرا الى المحلات التجارية النسائية ومصادرة الصور النسائية المخلة بالآداب بعدما أشعرت أصحاب المحلات بإزالتها”. وتابع “نحن مجتمع محافظ ولدينا عاداتنا وتقاليدنا ومثل هذه الصور فيها قلّة حياء”.

 

لكن العديد من المسؤولين الحوثيين انتقدوا الإجراء وبينهم عضو المكتب السياسي عبدالملك العجري الذي كتب على تويتر “نطالب السلطات المحلية بأمانة العاصمة ضبط أصحاب التوجيهات التي تسيء تفسير الهوية الإيمانية وتحملها معاني غريبة عنها”.

 

وقد يحيل هذا التباين في الموقف من مسألة صور النساء على مغلّفات الألبسة على ما يسميه البعض صراع أجنحة داخل جماعة الحوثي بين شقّ متشدّد أكثر ارتباطا بإيران وهو الأكثر تمكّنا من مقاليد السلطة، وآخر أقل نفوذا ويوصف بالمعتدل.

 

وخلال العام الماضي صادر الحوثيون أحزمة الخياطة التي ترتديها شابات فوق فساتينهن. وقبل ذلك أُجبر المقهى النسائي الوحيد في صنعاء على الإغلاق. وصدرت أوامر لصالونات تصفيف الشعر برفض القصات التي تعتبر خارجة عن المعهود، وكذلك بمنع الاحتفال بعيد الحبّ وما يرافقه من مظاهر.

 

وفي أحدث مظهر لتصاعد تشدّد الحوثيين أصدر هؤلاء مؤخرا قرارا بمنع الأغاني في المناسبات الاجتماعية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم اعتمادا على فتاوى دينية تجرّم الفن وقارنها نشطاء بأنها أقرب إلى فتاوى تنظيم داعش ومواقفه المتشددة.

 

تصاعد التشدّد الحوثي علامة على هيمنة الشقّ الأكثر ارتباطا بإيران والتزاما بتعاليمها على حساب شق يوصف بالمعتدل

 

وتداول صحافيون ومثقفون يمنيون على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت سابق تعميما صادرا عن السلطات الحوثية يتضمن تعليمات بمنع الفنانين والفنانات من حضور المناسبات والأعراس التي تقام في صنعاء ومناطق سيطرة الجماعة.

 

وجاء في الوثيقة الصادرة عن محافظ صنعاء في حكومة الحوثيين غير المعترف بها عبدالباسط الهادي أنه تم إصدار توجيهات إلى مدراء عموم المديريات ورؤساء المجالس المحلية تتضمن “الحد من ظاهرة الفنانين والفنانات في المناسبات والأعراس من خلال التوعية القرآنية للمجتمع”.

 

وغير بعيد عن سياق التشدّد والتضييقات الحوثية على المجتمع وأنشطته، أعلنت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية مؤخّرا أنّ محاكمة عارضة الأزياء اليمنية الشابة انتصار الحمادي الموقوفة منذ أكثر من أربعة أشهر بدأت في صنعاء.

 

وتتّهم السلطات الحاكمة في العاصمة اليمنية الشابة البالغة من العمر عشرين عاما بارتكاب “فعل مخل بالآداب” وحيازة المخدرات وهي موقوفة في سجن بصنعاء.

 

وقالت المنظمة في بيان إنّ سلطات الحوثيين تحاكم الحمادي بشكل جائر، مشيرة إلى أنّ قضيّتها أحيلت في يونيو إلى المحكمة حيث مثلت أمامها في السادس والسابع من الشهر نفسه.

 

وفي العشرين من فبراير الماضي اعتُقلت الشابة اليمنية بينما كانت في طريقها مع زمليتين لها وصديق الى جلسة تصوير. وتعمل الحمادي المولودة لأب يمني وأم إثيوبية كعارضة أزياء منذ أربع سنوات ومثّلت في مسلسلين تلفزيونيين يمنيين عام 2020. وقال أفراد من عائلتها إنّها المعيل الوحيد لأسرتها المكوّنة من أربعة أفراد بمن فيهم والدها الكفيف وشقيقها الذي لديه إعاقة جسدية.

 

وسوم