fbpx
ذكرى الاحتلال وذكرى الثورة المجيدة.. الجنوب في وضع مختلف

 

كتب – باسم فضل الشعبي
يصادف الاربعاء القادم الذكرى السابعة والعشرين لاحتلال الجنوب في 7 يوليو 1994 للميلاد وهي الذكرى التي تعيد الي الاذهان فشل مشروع الشراكة بين الجنوب والشمال واندلاع الحرب المدبرة على الجنوب والتي ما تزال نتائجها واثارها ماثلة الي اليوم.
وفي نفس التاريخ 7يوليو ولكن من العام  2007 تحل الذكرى الخامسة عشرة من الثورة الجنوبية السلمية المجيدة التي تفجرت في وجه الة القمع الامنية والعسكرية لنظام صنعاء ومع مرور كل هذه السنوات انتجت الثورة فعلا مقاوما واستطاعت ان تسقط النظام البائد المحتل باعتبارها الثورة الام كما تمكنت المقاومة التي خرجت من رحمها من طرد الجحافل العسكرية والامنية لنظام صنعاء من عدن والجنوب الي غير رجعة.
ان اثار الاحتلال ما تزال تحكي تاريخ من الظلم والقمع والتنكيل تعرض له الجنوبيون وقصص من التدمير والتخريب تعرضت له مؤسسات الدولة الجنوبية والتي احالتها الايادي العابثة الي ركام والي حصص تقاسمها لصوص الفيد القادمين من الشمال.
لم تكن حرب 94 بالحرب السهلة لقد كانت المسمار الذي دق في نعش مشروع الشراكة بين الجنوب والشمال وهي التي انتجت كل التحولات التي شهدها البلد من ثورات وانتفاظات وانقلابات وقتل وخراب وتدمير في الجنوب والشمال ويبدو ان الحرب القائمة حاليا ما هي الا نتيجة من نتائجها الانعكاسية والكارثية والتي لا يلوح في الافق اية مؤشر لوضع حدا لها.
ومن اللائق القول ان الثورة الجنوبية جاءت كمحصلة للظلم والعبث الذي تعرض له الجنوب وشعبه بسبب الحرب الملعونة والمدمرة التي استهدفت الانسان اذ تعرض الانسان في الجنوب للتسريح من العمل والاقصاء من الوظيفة العامة وغيرها من الاستحققات المكفولة كما دمرت مقدرات الدولة بصورة تنم عن خبث وحقد دفين لم يحدث في اي بلد محتل على مر التاريخ.
اعادت الثورة الامل للشعب في الجنوب من امكان الانعتاق من ربق الاحتلال والجهل والقبيلة وساهمت الجماهير الهادرة دون توقف باحداث تصدعات كبيرة داخل نظام الاحتلال الذي انشق فيما بعد الي نصفين محتربين بفعل انتفاضة الشباب التي جاءت امتدادا لثورة الجنوب السلمية العظيمة واثمر هذا الانشقاق اضعاف سلطة المركز “المقدس” في الجنوب وهو الامر الذي مكن الجنوبين من استعادة المبادرة بترتيب انفسهم في اطار الحراك والتحام القيادات بالقواعد داخل عدن وعواصم المحافظات الجنوبية لينتج عن ذلك مرحلة جديدة من النضال اقل كلفة وتنكيل.
اليوم في الجنوب نحن في وضع مختلف لقد وضعتنا الثورة المستمرة امام استحقاقات جديدة في ادارة الدولة وانتجت لنا الحامل السياسي الذي ناضل الجنوبيون طويلا من اجله وهذا الوضع المختلف عن ما سبقه يلقي علينا بمسؤوليات كبيرة ويضعنا في فوهة التحدي مع انفسنا ومع الغير اننا في وضع انتصار غير مكتمل ماتزال تتنازعه احداث ومؤامرات عديدة لكنه يمضي بثبات تحت قيادة الحامل السياسي لثورتنا وقضيتنا العادلة ممثلا بالمجلس الانتقالي الجنوبي.
واليوم ايضا تنبلج الثورة من جديد وتواصل مسيرتها بصور مختلفة الا في شبوة فهي انتفاضة قادمة تعبيرا عن رفض لوضع احتلالي جديد تمارسه قوى الفيد القادمة من صنعاء والتي كانت جزء من نظام الحرب والاحتلال لعقود طويلة ولم تغير سلوكها ولا ادواتها بل ظلت تعمل بنفس الادوات والسلوك المعبر عنها كقوة احتلال جديدة تستحق انتفاضات قادمة لاقتلاعها ستنطلق يوم ذكرى الاحتلال وذكرى الثورة المجيدة.
ولئن بدا المجلس الانتقالي اكثر تجاوبا مع تنفيذ ما تبقى من اتفاق الرياض من خلال قراراته الاخيرة في الجيش والأمن نجد رفضا من داخل التحالف لتلك المساعي الوطنية وادل على ذلك بيان المملكة العربية السعودية الاخير الذي انتقد فيه قرارات الانتقالي الاخيرة العسكرية وغيرها وقال انها تضع العوائق امام تنفيذ الاتفاق مع ان تلك القرارات تعيد الروح لاتفاق ميت اساسا وتفتح نوافذ جديدة امام شراكة صادقة داخليا وخارجيا ومن هنا فان على المملكة ان لاتضع اذنها بفم علي كاتوشا او حزب الاخوان اللذان يعملان عن قرب لافشال الاتفاق ويحاولان دفع المملكة للتدخل بالشئون الداخلية للمجلس الانتقالي تعبيرا عن انزعاجهم من القرارات الهادفة لتحريك الدبلوماسية الجنوبية من خلال دائرة الشئون الخارجية وفريق الحوار ومندوبي المجلس في دول العالم.
ثورتنا تمضي في الجنوب بصور واشكال متعددة وهدفها واضح ومكتمل اما الاحتلال فانه منهزم ويمضي  الي زوال فيما تبقى من مناطق جنوبية.