fbpx
نعم للحملة الأمنية.. عدن دوماً في الريادة

 

كتب – د. عيدروس نصر النقيب.
كان كاتب هذه السطور قد نادى بتحريم حمل السلاح العشوائي في العاصمة عدن وبقية المدن في نهاية العام 2015 بعيد تحرير عدن وانتشار  المجاميع المسلحة التي بدأت تعبث بحياة الناس وتفرض النقاط العشوائية وتمارس الابتزاز على المواطنين بدون أي وجه حق.
وشخصيا أستطيع أن ألخص ظاهرتي حمل السلاح العشوائي، والسيارات والمركبات غير المسجلة، بأنها أقصر الطرق وأرخص الأدوات لاستمرار الجريمة المنظمة وغير المنظمة، فكل العمليات الإرهابية وجميع الجرائم المرتكبة في عدن وبقية مدن الجنوب، وربما في كل العالم كانت أدواتها الأسلحة غير المرخصة أو المركبات غير المقيدة لدى سلطات الأمن  أو كلاهما.
لم يعد حمل السلاح فقط مجرد مصدر إزعاج للأهالي وأداة تشويه للمشهد الجمالي للمدينة (ومعها الريف بطبيعة الحال) بل لقد غدا خطراً محدقاً يهدد حيوات الناس ومصائرهم وأمنهم واستقرارهم، ووسيلة مثلى للجماهات الإرهابية والإجرامية عموما لتنفيذ مخططاتها الدموية.
الحملة التي تقوم بها الأجهزة الأمنية في عدن لمنع حمل السلاح غير المرخص، وترقيم السيارات غير المرقمة، حملة وطنية ينبغي أن تكون محل دعم وإسناد ومفاخرة كل المواطنين الذين أغلقتهم وعكرت عليهم صفو حياتهم تلك الظاهرة المقيتة والمكتظة بالقبح والبشاعة.
بقي أن أشير إلى أننا نتوقع من رجال المؤسسات الأمنية بمختلف وحداتها ومسمياتها ومعهم القيادات السياسية والحكومية  وكل القادة المدنيين والوجهاء الاجتماعيين، بأن يكونوا القدوة والمثل الأعلى في تنفيذ الحملة والتقيد بمتطلباتها، وأتمنى أن لا نسمع خبرا يقول أن القائد الفلاني أو الناشط العلاني رفض الامتثال للنقطة الأمنية التي طلبت منهم تقديم ترخيص مرفق بالسلاح الذي يحوزه والذي ينبغي أن لا يحمله إلا عندما يكون في مهمة وظيفية تتصل بعمله، وأن يدعه في منزله بعد انتهاء الدوام أو في أيام العطلة، وما ينطبق على السلاح ينطبق على المركبات فلا نتمنى أن نسمع عن أي مسؤول صغر أم كبر يفيد بأنه يرفض تسجيل سيارته الشخصية أو سيارة مرفقه التي لا ينبغي أن يستخدمها إلا للوظيفة العامة، والكف عن ظواهر الشطح والاستعراض التي تخلق من الازدراء والمقت لصاحبها أكثر مما تمنحه من الهيبة والوقار.
وأخيرا: المسؤول والقائد ليس فوق المواطن ولا سلطان يتعالى على الناس وليس له ما يتميز به عليهم، بل إنه موظف عام عند هؤلاء الناس مهما كانت الوظيفة التي يشغلها، واللقب الذي يحمله.
تحية لأمن عدن، بكل فروعه ومسمياته
تحية لشرطة مرور عدن
وعقبى لبقية محافظات الجنوب