fbpx
كلمات المجاملة لم تغط على الخلافات بين بايدن وأردوغان
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

– لم تنجح كلمات المجاملة التي أطلقها كل من الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة الأطلسي، الاثنين، في التغطية على الخلافات الجوهرية بين البلدين.

 

يأتي هذا في ما سعى أردوغان لطمأنة من التقى بهم من نظرائه في حلف الأطلسي على رغبته في التهدئة حيث تعهد للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالانسحاب من ليبيا في أقرب وقت.

 

ووصف بايدن اللقاء بأنه كان “اجتماعا جيدا جدا”، أما أردوغان فقال “تجمعنا علاقات صداقة طويلة مع الرئيس بايدن”.

 

وأضاف “أجريت محادثات مكثفة مع الرئيس الأميركي”، وأكدت له “ضرورة إحياء آليات الحوار المشترك”.

 

وقال مراقبون إن أجواء القمة التي تركزت على طرق الوقوف في وجه الصين وروسيا جعلت الرئيس الأميركي يميل إلى إطلاق تصريحات أقرب إلى المجاملة بشأن لقائه بأردوغان دون إشارات إلى القضايا الخلافية المعروفة مثل صواريخ أس – 400 الروسية ومقاتلات أف 35 وسوريا.

 

ولتركيا ثاني أكبر جيش في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة، لكنّ خلافات بخصوص سوريا وحقوق الإنسان ومعاملة الأرمن في عهد الإمبراطورية العثمانية والتوتر في شرق البحر المتوسط تسببت في توتر العلاقات بين البلدين.

 

ومنذ أن تولى بايدن منصبه في يناير اعترف بأن مذبحة الأرمن عام 1915 تمثل إبادة جماعية، وصعّد انتقاداته لسجل حقوق الإنسان في تركيا متّبعا نهجا أكثر فتورا تجاه أردوغان واصفا إيّاه بالمستبد في تصريح لصحيفة نيويورك تايمز.

 

وكان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان قال صبيحة القمة إن الزعيمين سيتطرقان أيضا إلى قضايا أفغانستان وليبيا والصين خلال أول لقاء مباشر بينهما منذ أن أصبح بايدن رئيسا.

 

وقال أردوغان لدى مغادرته تركيا مساء الأحد أيضا إنه يتوقع “نهجا غير مشروط” من بايدن لتجاوز مشكلات الماضي.

 

وأضاف للصحافيين “تركيا ليست كأيّ دولة، إنها بلد حليف. نحن عضوان في حلف شمال الأطلسي”.

 

وبشأن قرار واشنطن إخراج تركيا من برنامج الطائرة المقاتلة أف 35 قال الرئيس التركي “هناك العديد من القضايا المتعلقة بالصناعات الدفاعية ما زالت مطروحة على الطاولة. أهم هذه القضايا هي قضية الطائرة أف 35”.

 

ومن بين المناطق التي يأمل أردوغان أن يبرز فيها دورا رئيسيا لتركيا داخل حلف شمال الأطلسي قضية أفغانستان، حيث عرضت تركيا حراسة مطار كابول وتشغيله لتأمين الوصول إلى البلاد بعد انسحاب حلف شمال الأطلسي بدافع من الولايات المتحدة.

 

ولم يمانع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ في تصريحات له بعد القمة في أن تلعب تركيا دورا رئيسيا هناك.

 

غير أنه في ظل وجود العديد من نقاط الخلاف تبقى الآمال ضئيلة في تحقيق أيّ انفراجة مهمة في العلاقة المتوترة بين البلدين.

 

Thumbnail

وقالت مجموعة تينيو للاستشارات في مذكرة قبل المحادثات “بينما من المتوقع أن يستمر الجانبان في بعض المشاركة العملية، ولا يحرص أيّ منهما على الدخول في مواجهة، لن يحقق الاجتماع لأردوغان أيّ فوائد جدية”.

 

وشددت على أنه “لن تُحل أيّ من نقاط الخلاف الرئيسية، وهو ما يعني أن العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا ستظل محفوفة بالمصاعب وتتسم بالفتور”.

 

وحضر الرئيس التركي إلى القمة الأطلسية في ظروف صعبة تعيشها بلاده، فضلا عن ضغوط كبيرة تتعرض لها بسبب وجودها في ليبيا وسط إجماع إقليمي ودولي على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية، وعلى رأسها القوات التركية، من ليبيا.

 

وكشف الرئيس الفرنسي أن نظيره التركي أكّد عزمه على سحب المرتزقة من ليبيا في أقرب وقت ممكن وسينسق مع فرنسا عملية الانسحاب.

 

وقال ماكرون خلال مؤتمر صحافي في نهاية قمة لقادة حلف شمال الأطلسي في بروكسل “اتفقنا على العمل على انسحاب (المرتزقة الأجانب). لا يعتمد الأمر على كلينا فحسب لكن أستطيع أن أقول لكم إن الرئيس أردوغان أكد خلال اجتماعنا رغبته في أن يرحل المرتزقة الأجانب والميليشيات الأجنبية التي تعمل على الأراضي الليبية في أقرب وقت ممكن”.

 

ويتناقض تعهد أردوغان بالانسحاب مع تصريحات لوزير الدفاع التركي خلوصي أكار السبت في طرابلس حين جدد موقف بلاده الرافض للانسحاب من ليبيا قائلا “تركيا هي وطن من أجل الليبيين، وليبيا وطن من أجل الأتراك”.

 

وأكد أن “تركيا ستواصل القيام بالمطلوب من أجل وحدة ليبيا وأمنها لذلك يجب فهم سبب وجودنا هنا جيدًا”، محملا المسؤولية لقائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر.

 

والتقى ماكرون مطولا مع أردوغان في اجتماع على هامش قمة الناتو.

 

وقال الرئيس الفرنسي في تغريدة على تويتر “قبيل قمة الناتو، أجريت محادثات مطولة مع الرئيس أردوغان، من أجل الانفتاح والاحترام والالتماس (التماس حلول للمشاكل)”.

وسوم