fbpx
وزير الخارجية رؤيتنا للسلام مكتملة والكرة في ملعب الحوثيين
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

أنهى الوفد الأمني العُماني زيارته للعاصمة اليمنية صنعاء، بعد سلسلة لقاءات أجراها الوفد مع قيادات الصف الأول في الجماعة الحوثية بما في ذلك زعيمها عبدالملك الحوثي ورئيس مجلسها السياسي مهدي المشاط، في الوقت الذي أنهى فيه وزير الخارجية اليمني أحمد عوض بن مبارك زيارته للعاصمة العمانية مسقط، ليبدأ جولة أوروبية تنطلق من العاصمة البلجيكية بروكسل، قال في تصريح خاص لـ”العرب” إنه سيلتقي خلالها بمسؤولين في الاتحاد الأوروبي للتباحث حول الأزمة اليمنية ومسارات التسوية السياسية والجوانب السياسية والأمنية والإنسانية المتعلقة بالأزمة اليمنية.

وعن نتائج زيارته لمسقط قال بن مبارك لـ”العرب” إن زيارته إلى سلطنة عمان جاءت في إطار استكمال زيارته الخليجية التي شملت كل دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي من الزيارة هو “إطلاع الأشقاء في مسقط على مقاربات الحكومة الشرعية لمشروع السلام المطروح أو المقترح الأممي في ما يتعلق بوقف إطلاق النار أو ما يُعرف بالمبادرة الأممية”.

ولفت الوزير إلى أن برنامج زيارته لمسقط تضمن لقاء عدد من المسؤولين العمانيين من بينهم وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي ووزير المكتب السلطاني الفريق الأول سلطان النعماني، وكذلك رئيس مجلس الدولة والكثير من القيادات السياسية أو المعنية بالشأن اليمني في سلطنة عمان.

 

أحمد عوض بن مبارك يؤكد وجود دعم عُماني كبير للمسار السلمي في اليمن
أحمد عوض بن مبارك يؤكد وجود دعم عُماني كبير للمسار السلمي في اليمن

 

وعن المواضيع الرئيسية التي دار النقاش حولها قال وزير الخارجية اليمني “تناقشنا كثيرا حول طبيعة الأزمة في اليمن وشرحنا لهم تفصيل رؤيتنا في ما يتعلق بالعناصر الأربعة المطروحة الآن على الطاولة وهي: وقف إطلاق النار وإعادة فتح مطار صنعاء وتصدير المشتقات النفطية عبر ميناء الحديدة وفقا لاتفاق ستوكهولم والعودة إلى مشاورات السلام، وهي العناصر التي نعتقد أنها حزمة واحدة يجب الاتفاق عليها بصورة تضمن وقف الحرب والتوجه نحو السلام، وهي  تحظى بقبول إقليمي وغربي كبير جدا ودولي ترافق مع وجودي في السلطنة ووجود وفد كذلك من المكتب السلطاني العماني ذهب إلى صنعاء، باتجاه الدفع لقبول ميليشيا الحوثي بهذه المبادرة وممارسة أقصى درجات الضغط من قِبَل الأشقاء في السلطنة”.

وعن أبرز جوانب الرؤية الحكومية في خطة وقف إطلاق النار وآلية تنفيذها، أضاف الوزير “نحن فصّلنا أثناء الحديث حول أهمية وقف إطلاق النار كمدخل أساسي ورئيسي لإنهاء المعاناة الإنسانية وضرورة عدم الفصل بين ما يسميه الحوثيون بالإجراءات الإنسانية والتي يقصدون بها فقط المطار والميناء مع وقف إطلاق النار، وبيّنا خطورة العمليات العسكرية في مأرب وما هي الآثار المحتملة المترتبة على استمرار الهجوم العسكري على مأرب وماذا سيمثل ذلك على مجمل العملية السلمية، وكذلك شرحنا مفهومنا الشامل لإطلاق النار وليس فقط تجزئة إطلاق النار إلى مراحل أو إلى عمليات جوية أو عمليات أرضية أو غير ذلك وقد وجدنا تفهما كبيرا من قِبَل الأشقاء في عمان وحرصا شديدا وبالغا، في ما يتعلق برؤية السلام والجهود المبذولة”.

ولفت بن مبارك في حديثه لـ”العرب” إلى أن مباحثاته مع المسؤولين العمانيين تطرقت كذلك لمناقشة العلاقات الثنائية والتعاون الثنائي وأهمية تفعيل اللجان الوزارية المُشتركة بين السلطنة واليمن وبعض القضايا التي تهم الجالية اليمنية في عمان وكذا بعض التسهيلات الممنوحة لليمنيين سواء المقيمين في السلطنة أو العابرين من دول الخليج إلى اليمن عبر السلطنة، مؤكدا أنه لمس تفهما كبيرا من المسؤولين في مسقط حول هذه القضايا.

وأشار بن مبارك إلى أنه التقى في مسقط، أمين عام مجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف الذي ناقش معه “العلاقات الثنائية بين اليمن ومجلس التعاون والتحضير لمشاركة وزير الخارجية اليمني في الجلسة التشاورية لمجلس التعاون وكذلك التحضير لمصفوفة إعادة إعمار اليمن، وتعزيز وجود اليمن في عدد من المكاتب التخصصية في مجلس التعاون كالتقييس والصحة والرياضة والتعليم”.

وفي رده على سؤال لـ”العرب” حول مستوى التفاؤل بإمكانية إحراز تقدم في مسار السلام وموافقة الحوثيين على الخطة الأممية لوقف إطلاق النار، وهل بالفعل هناك تحولات مهمة في المواقف الدولية وضغوط فعلية تمارس على الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، قال وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا “بالتأكيد هناك لحظة تمثل زخما دوليا كبيرا جدا وإرادة دولية كبيرة جدا وضغوطا كبيرة من كل الدول المعنية بالملف اليمني، وهناك جهود دبلوماسية تبذل سواء منا في الحكومة اليمنية أو من التحالف العربي أو المبعوثيْن الأميركي والأممي وكذلك الأشقاء في سلطنة عمان”.

وأوضح وزير الخارجية اليمني أن الزخم الكبير الذي تشهده الجهود الدبلوماسية المبذولة يدفع باتجاه استغلال العناصر التي توافرت للبدء بعملية تحقيق السلام من خلال وقف شامل لإطلاق النار، واستدرك بالقول “تجربتنا السابقة مع الحوثيين لا تجعلنا نتفاءل، ولم يرشح شيء لحدّ الآن من الفريق العماني الموجود في مسقط، ونحن طبعا موقفنا الرسمي يؤكد على حرصنا على اغتنام هذه الفرصة وعلى تحقيق السلام، لكن موقفنا يتمحور حول وجوب أن يكون سلاما مستداما، بحيث يجب ألا تكون مجرد فرصة تسمح للحوثيين بإعادة ترتيب أوراقهم ومراهنتهم على الخيار العسكري في مأرب، لذلك نحن حريصون على أن يُناقش هذا الأمر بجدية وفي إطار موضوعي، كما أننا حريصون كذلك على أن تكون هناك ضمانات واضحة وموثوقة باتجاه هذا الأمر، وما زلنا ننتظر ما سيرشح من الفريق العماني الذي سيأتي من صنعاء ونتمنى أن تنصاع هذه الميليشيات لصوت العقل وأن تعلي مصلحة اليمن أولا على حساب الأجندة الإيرانية في اليمن”.

وفي إشارة إلى فرضية التقاط الحوثيين رسائل التحذير الأميركية التي حملها الوفد الأمني العماني إلى صنعاء، حول عواقب استمرار الجماعة المدعومة من إيران في عرقلة الجهود الدولية لوقف الحرب في اليمن واستئناف المشاورات السياسية، أعلن المجلس السياسي الأعلى للحوثيين الأربعاء في اجتماع تلا لقاء رئيس المجلس مهدي المشاط بالوفد العماني عن ترحيبه بما وصفها “الجهود الصادقة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني من خلال رفع الحصار وفتح المطارات والموانئ دون قيود”.

ونقلت وكالة الأنباء الحوثية عن اجتماع أعلى سلطة رسمية في مناطق سيطرة المتمردين الحوثيين عن إشادتهم “بجهود سلطنة عمان ووفد المكتب السلطاني الذي يبحث في صنعاء عددا من القضايا ذات الصلة بالملف الإنساني”.

عناصر مطروحة للنقاش: وقف إطلاق النار وفتح مطار صنعاء وتصدير النفط عبر ميناء الحديدة والعودة إلى مشاورات السلام

وبحسب الوكالة أكد المجلس على “التعاطي الإيجابي مع مختلف الأفكار والرسائل بما لا يمس بالسيادة ولا ينتزع حقا مشروعا لأبناء الشعب اليمني”، وجدد المجلس التأكيد على الرؤية الحوثية القائمة على أن “فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة استحقاق إنساني بسيط لا يعدّ مكرمة من أحد”، كما شدد على ما قال إنّها “ثلاثة مبادئ أساسية لا يمكن الحياد عنها في أي نقاشات قادمة، تتمثل في رفع الحصار ووقف العدوان جوا وبرا وبحرا وإنهاء الاحتلال وخروج القوات الأجنبية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن”.

ووفقا لمصادر سياسية مطلعة يراهن الحوثيون على تجاوز عقبة الضغوط الدولية المتزايدة عليهم من خلال انتهاج مقاربة للحل في اليمن قائمة على انتقاء البنود التي تصب في صالح تثبيت مشروعهم على الأرض من دون تقديم أي تنازلات حقيقية في الجوانب، التي يعتقدون أنها قد تُجتزأ من مكاسبهم السياسية والعسكرية التي راكموها منذ بداية الحرب في تكرار لتجربة توقيعهم على اتفاق السويد الخاص بالحديدة الذي لم ينفذ منه سوى الجزء المتعلق بوقف إطلاق النار الذي حال دون استكمال تحرير ميناء الحديدة وثبّت سيطرة الحوثيين على الميناء والمدينة.