fbpx
قصة قصيرة – ( مقواتي وحكواتي ) ..!!

فضل محسن المحلائي
كان ذات يومٍ مقواتي يمتهن بيع القات في سوق قاعدة العند يجلس القرفصاء داخل سيارته ذات اللون الأخضر الفاقع ماركة – ( لاند كروزر ) – أبو – ( تبه ) – موديل قديم يبتاع القات وعند حلول المساء يتحول هذا المقوتي إلى مُحرج ومُروج ومُهرج لهذه النبتة الشيطانية والشجرة الخبيثة التي تهفوا إليها كثير من النفوس ومن أجلها تصرف وتضيع الفلوس.

ولكي لا يصيب هذا المقواتي حالة من الافتقار وقاته البوار ويفقد رأسماله والضمار مع غروب شمس كل يوم وفي آخر ضوء النهار تراه يزعبق منادياً بأعلى صوته مرات ومرات وينك يامولعي يراه الناظر يصيح بصوت فصيح وصريح – ( شاباش هكذا وأما بلاش )- يابلاشاه – ( ما بله )- البندل بنصف قيمته والربطة برأسمالها وينك يامولعي يلفت أنتباه المارة يترجل الموالعة وحداناً وزرافات صوب ذالك الصوت المنادي يقبل الموالعة على شراء ما تبقى معه من حزمات القات يبيعها بأسعار مقبولة ومعقولة للموالعة استعداداً لليوم التالي وخوفاً من كسادها وفسادها وبين البائع والشاري يفتح الله , تتكرر العملية كل يوم سنوات عديدة ومديدة وعلى نفس الحال والمنوال وعلى ذات الأقوال – ( ياحراجاه .. يارواجاه ) – ( ذحلة – صوتي – كوماني – مريسي ) – وينك يامولعي وينك – ( الله يلبسك الزنة ويدخلك الجنة ويجعلك بُه تتهنى )- ذات يوم وفي ذلك الزمن الأغبر والأدبر والمكان الأزعر والأذفر أضحى هذا المقوت صاحب الوجه – ( المُعفر والمُقتر ) – بقدرة قادر وبين عشية وضحاها وعلم ولا في الحلم – ( رئيس مجلس ثوري ) – يرفع شعار – ( ثرنا على القات ثرنا ومن بوابة العند رحلنا وإلى هرم المجلس الثوري وصلنا ) – الثاني الحكواتي رفيق درب الأول المقواتي ومعلمه وملهمه وقائده وزعيمه شاب طرير كثير الحكي والرغي في خطبه ومواعظه كان دوماً ومنذ نعومة أظافره يقيم في كهوف وسراديب صباحاً يدرس علوم الشرع ثم أضحى فيما بعد شيخاً مفتياً يفتي في كل الحكاوي والخزاوي والفساوي وفي المساء يضحي خطيباً متفوهاً ترنوا إليه الأنظار وتتطلع إليه الأبصار وتشنف له مسامع الصغار قبل الكبار بالتي – والتي هي أحسن وتارة أخرى يتعلم علوم ما أنزل على الملكين ببابل – ( هاروت وماروت ) – وضرب الرمل والودع والقرع على الطبول وترديد الزوامل والهواجل والرقص والبرع .

 

هذا الحكواتي لا حَمل ثقيل ولا طلع نقيل فجأةً أضحى زعيم وقائد ثورة , رفع الثنائي الحكواتي والمقواتي حينها شعار ثورة … ثورة يا – ( زعطه ) – ثورة … ثورة على – ( بعطه )- بم – بم – بم – طاخ – طيخ – طاخ حينها استولى المقواتي والحكواتي على عاصمة – ( الفتة واللتة ) – أبو – ( همزة ونقطة ) – ولأن العم بعطه إنسان طيوب وحبوب ومن القرار مسلوب وفي سلطته منهوب هرب من عاصمة – ( الذئاب ) – بعد ما تكالبت عليه – ( الكلاب ) – خلسة وفي غفلة مع مجموعة من رهطة إلى غير رجعه فما بيده حيلة ولا ببنادق جماعته وصحبته فتيلة وسلامة الرأس فائدة , أما حليف المقواتي والحكواتي الساحر والشاطر والماكر لقد غلط هذا – ( الطمبشي والفشفشي ) – وغلطة الشاطر بـــ ( 77 ) – غلطة , لقد تحولت هذه الشطارة والمهارة والمكارة إلى نشارة وبشارة ونذير شئم على رأس الشاطر ورأس أهله ورفقته غير سارة , لقد تحول – ( ائتلاف ) – الشاطر وتبعته وعكفته مع الحكواتي والمقواتي إلى – ( اختلاف ) – والعناق بينهم أضحى – ( خناق ) – ومعها وبها دفع الشاطر والماكر حياته ثمنناً لذلك الحلف الأعرج والأعوج فكانت نهاية المطاف والطواف على رأس الراقص على رؤوس – ( المجانيين والسعاديين والشياطين ) – وخيمة وأليمة فلم يسعفه السبعة مليون – ( زيمة ) – من الهباشين والنباشين من بين أوساط الرفاق والأنصار الوثاق لقد تركوه فريسة مُجندل تحت أقدام أبو – ( حنظل ) ومن يومها أضحى – ( الثوران ) – الثائران والثوريان من الأثرياء .