تركيا تدعم تسليح مُسيراتها أملا في تغيير قواعد الحروب الجوية
شارك الخبر

 

يافع نيوز – العرب

ساهمت الطائرات المسيّرة المدججة بالسلاح في لعب دور كبير في تعزيز القدرات العسكرية التي تستعرضها تركيا، مما جعلها قادرة في العديد من الحروب التي خاضتها في كل من ليبيا وسوريا والقوقاز على مهاجمة المسلحين والأهداف في مناطق كان يستعصي عليها الوصول إليها.

 

وفي السنوات القليلة الماضية، أضحت المسيّرات سلاح تركيا المفضل، والذي يدعم تصنيعها الرئيس رجب طيب أردوغان بغية تغيير قواعد اللعبة في حربها ضد حزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة منظمة إرهابية، مما أثار مخاوف حيال سلامة المدنيين في المنطقة في خضم انتقادات واسعة ودعوات إلى وقف استخدامها.

 

ومع أن الانتقادات لا تطال تركيا فقط، بل جيوشا أخرى حول العالم تستخدمها في معاركها الجوية بالنظر إلى كونها ترجح كفة الموازين أثناء المواجهات العسكرية رغم أنها قد تخطئ الأهداف أحيانا باستهداف المدنيين، يبدو أن تركيا مصممة على عدم الاهتمام بكل الدعوات المتعلقة بهذا الجانب.

 

غورجان أوقوموش: الأسلحة والذخائر ازدادت أهمية مع زيادة تأثير المسيرات

وتسعى أنقرة إلى إظهار قدرتها على مزاحمة كبار مصنعي هذه الأدوات الرخيصة ذات التأثير القوي جوا على الرغم من شكوك بعض الخبراء العسكريين حول قدرتها على المنافسة قياسا بالطائرات الأميركية دون طيار.

 

ويراهن أردوغان على المسيّرات بشكل متزايد وهو يعتبرها واحدة من أهم الإنجازات الصناعية العسكرية لبلده، التي تدعم صعودها كقوة إقليمية، خاصة وأنها سبق وأن حققت نتائج مهمة لها في ليبيا والعراق وإقليم ناغورني قرة باغ.

 

وفي محاولة لإظهار أنها لاعب مهم على الساحة العسكرية وصل معهد دراسات وتطوير الصناعات الدفاعية (ساغا) التابع لهيئة الأبحاث العلمية والتكنولوجية (توبيتاك) إلى مرحلة الإنتاج للعديد من الذخائر والمنتجات المستخدمة مع المسيرات، لرفع كفاءتها وتعزيز تأثيرها في العمليات العسكرية ضمن 60 مشروعا لتلبية احتياجات القوات المسلحة التركية.

 

ويقول غورجان أوقوموش مدير المعهد إنه تم الانتهاء من الاختبارات الخاصة بمشروع صاروخ بوزوك الموجه بالليزر، والذي “سيكون من الأسلحة المؤثرة التي يمكن استخدامها بفاعلية مع الطائرات المسيرة”. وأشار في تصريح للأناضول إلى أن أسلحة وذخائر المسيرات ازدادت أهمية مع زيادة التأثير الكبير لهذه الطائرات في ميادين القتال خلال الفترة الأخيرة.

 

كما تعمل تركيا على تطوير صواريخ قوزغون، التي يمكن إطلاقها من المسيرات المسلحة والطائرات النفاثة. وهناك أنواع منها ستستخدم مع الطائرات النفاثة، ونموذج مصغر، ونموذج يعمل بالوقود الصلب.

 

وتتميز هذه الصواريخ بأنها سهلة الاستخدام مع المسيرات العسكرية ومع منصات أخرى متعددة، وسيتم تزويدها بقدرات جديدة من بينها رؤوس حربية متعددة منها مضادة للأفراد، وأخرى حربية خارقة، وثالثة مضادة للرادارات، وكذلك سيكون فعالة ضد أنظمة الدفاع الصاروخي، ويمكن استخدامها مع كافة المنصات الجوية.

 

Thumbnail

وتكمن أهمية الأسلحة والذخائر صغيرة الحجم، التي يمكن استخدامها مع مختلف أنواع الطائرات المسيرة لاسيما بيرقدار أنها تستطيع استهداف أي هدف وبدقة. وقد كانت موجودة مثل هذه الأسلحة في المواجهات التي شهدت ليبيا أثناء الحرب بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر والميليشيات المسلحة المدعومة من حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج قبل الإعلان عن وقف المواجهات والاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية مؤقتة.

 

وزودت تركيا حلفاءها من الميليشيات الإسلامية في ليبيا بنوعين من الطائرات المسيرة، بعضها من النوع الخفيف الذي يمكن أن يهاجم أهدافا بشكل مباشر بمتفجرات خفيفة وتهدف إلى قتل الأشخاص، في حين ثمة نوعية أكبر تحمل صواريخ فعالة لضرب الأهداف وعودة الطائرة المسيرة إلى قاعدة انطلاقها.

 

وبدأ معهد ساغا بتنفيذ مشروع إنتاج الصاروخ بمدى 8 كيلومترات ويخطط لزيادة المدى مستقبلا، وإكسابه قدرات إضافية كما هو الحال مع جميع ذخائر المسيرات. وقال أوقوموش “الجميع يعرف مدى فعالية صاروخ مان – أل في العمليات العسكرية. وصاروخ بوزوك أيضا هو واحد من صواريخ هذه الفئة. وقد انتهت مراحل تطوير الصاروخ ويمكننا القول إننا مستعدون لمرحلة الإنتاج المتسلسل”.

 

وهناك مسيرة أصغر انتهت الاختبارات عليها ويطلق عليها اسم توغان وهي تتمتع بقدرة على جدولة وظائفها بنفسها ولديها قدرة ذاتية على التحرك ورصد أدق التفاصيل من خلال كاميراتها، كما أنها تستطيع تقريب الأجسام 30 ضعفا، وتستطيع تحديد المخاطر الثابتة والمتحركة بدقة عالية في النهار والليل. وتستطيع التحليق على ارتفاع ألف متر، وتصل سرعتها إلى 72 كيلومترا في الساعة، كما يمكنها البقاء في الأجواء لمدة 40 دقيقة

وسوم