يافع نيوز – العرب
في حدث أصبح نادرا في سياسة الولايات المتحدة الداخلية، ظهر اتفاق جماعي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول ضرورة مساءلة الصين حول ظهور فايروس كورونا والدور الذي قد تكون حكومة الصين قد لعبته بقصد أو بغير قصد في تفشي الوباء عبر العالم.
ومع أن الشق الديمقراطي كان قد رفض العام الماضي فكرة أن يكون الفايروس قد خرج من مختبر للأبحاث في مدينة ووهان الصينية، لكن هذا الرفض كانت له أسباب سياسية حينها بغية سد الطريق على إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في محاولاته لإلقاء اللوم على الصين في وقت كان يواجه فيه انتقادات جمة حول معالجته للأزمة. ومع أن إدارة ترامب حاولت فتح تحقيق واسع النطاق حول مصدر الفايروس في الأيام الأخيرة من حكمه، إلا أن أحداث اقتحام الكونغرس عطلت هذه الجهود وحولت النظر عنها. لكن ومع تلاشي الدافع السياسي وتوجه إدارة الرئيس بايدن نحو مواجهة مع الصين، من الواضح أن الوقت قد أصبح ملائما لمعالجة هذه النظرية.
ماركو روبيو: الصين لم تتعامل بشفافية منذ بداية الوباء
وهذا التوجه نحو التحقيق في أصل الوباء أتى معززا بتقارير جديدة من الاستخبارات الأميركية تتضمن معلومات حول مجموعة من العاملين في مركز بحوث الفايروسات في مدينة ووهان كانوا قد دخلوا المستشفى بعد إصابتهم بأعراض متشابهة في شهر نوفمبر 2019. وهذا السرد يتعارض مع الطرح الصيني أن الحالات الأولى الموثقة في الصين كانت في شهر ديسمبر 2019.
كما تم اكتشاف فيديوهات عرضها تلفزيون الصين المركزي عام 2019 تظهر خبراء من هذا المركز يقومون باصطياد الخفافيش دون أي ملابس أو إجراءات وقائية مما يدعم نظرية انتقال فايروسات من الخفاش إلى هؤلاء العاملين في المركز.
وأكد السيناتور الأميركي الديمقراطي كريس مورفي في تصريح له أن اكتشاف أي دور قد تكون حكومة الصين قد لعبته في إخفاء مصدر الوباء ستكون له “عواقب كارثية” على الصين. كما وجه السناتور الجمهوري ماركو روبيو اتهامات صريحة لحكومة الصين قائلا إن “الحزب الشيوعي الصيني قام بالتدخل في تحقيقات منظمة الصحة العالمية ولم يتعامل بشفافية منذ بداية الوباء”.
وضع هذا الاتفاق في الكونغرس ضغوطا إضافية على الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يواجه اليوم انتقادات حول تأخره في إعلان إستراتيجيته نحو مواجهة التمدد الصيني العالمي. وقام بايدن بالفعل بتوجيه أوامر للمراكز المعنية بمتابعة فايروس كورونا في إدارته بمضاعفة جهودها وإرسال تقرير حول أصول الوباء خلال تسعين يوما. كما طلب بايدن من أجهزة الاستخبارات موافاة الكونغرس بكل جديد في ما يتعلق بتحقيقاتها حول أسباب تفشي هذا الوباء الذي أودى بحياة ما يزيد عن ثلاثة ملايين ونصف المليون من البشر بينهم 600 ألف أميركي.
وفي رد على تصريحات الكونغرس والبيت الأبيض صرحت سفارة الصين في واشنطن أن “تسييس مسألة أصول الوباء يعيق التحقيق” وأضافت أن بعض الأطراف “تهتم فقط بالتلاعب السياسي وتوجيه الاتهامات”.
وبينما يحتدم الصراع السياسي بين الولايات المتحدة والصين، الدولتان اللتان دخلتا الأطوار الأخيرة من التعافي من وباء كورونا، حول أصل الوباء، لا تزال معظم دول العالم تعاني من نقص في جرعات اللقاحات والمزيد من الحالات اليومية. وفي بيان مشترك أصدرته منظمة الصحة العالمية ومنظمة رعاية الطفولة واتحاد اللقاحات الدولي، أوضحت الأمم المتحدة أن الحاجة ما زالت ماسة للمال واللقاح والدعم اللوجستي لإنقاذ أرواح شعوب الدول النامية. وطالب البيان قادة الدول بالعمل على توفير وإيصال ملياري جرعة من اللقاحات خلال العام الجاري.