بسم الله الرحمن الرحيم.

 يقول الله في محكم كتابه الكريم

“كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ومَا الحيَاةُ الدُنيا الاّ متاعُ الغرُور» صدق العظيم.

تلقينا في الهيئة الاكاديمية الجنوبية بحزن بالغ وأسى عميق نبأ وفاة الشخصية الجنوبية الاستثنائية  والقائد الكبير  أمين صالح محمد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي توفي يوم أمس الأحد 10مايو2021م الموافق 27 رمضان 1444م  في العاصمة عدن.

وبهذا المصاب الجلل فجعنا  في الوسط الاكاديمي وفجع الصف القيادي الجنوبي وشعب الجنوب بوفاته،

فقد مثل رحيل القائد والسياسي والإنسان أمين صالح محمد خسارة فادحة وسيترك رحيلة حزنا وفراغا  كبيرين.. لما لديه من قيم ومبادئ  ومن السجايا والصفات القيادية والنضالية والإنسانية والفكرية الجليلة .

 لقد كان فقيدنا رحمه الله  من أوائل القادة الذين غرسوا في شعبنا حب الحرية والنضال وسباقا في مقارعة الاحتلال  اليمني الشمالي عقب حرب  1994م.

وظل سنينا يتنقل بين  مدن ومناطق ومديريات الجنوب  بشكل سري على نفقته الخاصة  يتواصل مع المناضلين والقيادات والشخصيات وإلاعلامين والكتاب بغية استنهاض الهمم وشحذ العزائم تمهيدا لنهوض شعب الجنوب للثورة على الاحتلال الغاشم الحقير .

وقاد ورفاقه الاحتجاجات  كاسرين حاجز الخوف في بواكير الثورة مشاركا ومخططا لمعظم فعاليات  الثورة الجنوبية السلمية في الضالع وردفان ويافع  وعدن  وأبين وشبوة وحضرموت والمهرة وغيرها

 وتعرض للعديد من الاعتقالات والمحاكمات والمطاردات بعد حرب 1994م  وكان كل مرة يخرج من السجن أو المحاكمة شامخا وأكثر صلابة ومتحديا لجبروت الاحتلال ومواصلا دوره القيادي ببسالة واقتدار  وأرادة لا تلين  في لملمة شمل المناضلين من كل مناطق  الجنوب، فمن حركة حتم إلى حركة موج ، فزاد بروزه  في تاسيسه اللجان الشعبية، وتيار إصلاح مسار الوحدة، ثم ملتقيات التصالح والتسامح،.وهيئات النضال السلمي الجنوبي ، والحراك السلمي الجنوبي والمجلس الوطني لتحرير واستعادة دولة الجنوب ،وأخيرا مهندسا في تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي

وعضوا في هيئة رئاسته.

قدم فقيدنا الأمين في مسيرته النضالية القيادية جل سني عمره وعيون فكره ونضجه السياسي  وجهده وماله في خدمة الجنوب وقضيته العادلة التي آمن بها وبحتمية انتصارها إيمانا مطلقا من بواكيرها الأولى كان حاضرا ومشاركا في صنع كل تفاصيل ثورتنا الجنوبية.

عرف سياسيا وكاتبا  ومفكر ا من العيار الثقيل حصيفا وزاهدا  ومتواضعا وصادقا وثاقب النظرة ومرجعية  سياسية مشهود لها بالرصانة والسداد .

 فلن نفيه حقه في سرد تاريخه النضالي القيادي وإن حرصنا، وسيظل  اسمه محفورا كثائر وقائد كبير في ضمير ووجدان شعبنا وطليعته القيادية في سجل التاريخ الجنوبي.

سائلين المولى العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وعظيم غفرانه وأن يبعثه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

 وان يلهم اهله ومحبيه الصبر والسلوان.

إنا لله وانا إلية راجعون.

صادر عن الهيئة الأكاديمية الجنوبية

العاصمة عدن

11مايو 2021م