fbpx
زلة لسان للدبيبة تثير الغضب شرق ليبيا
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

أثارت تصريحات لرئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا عبدالحميد الدبيبة، رأى فيها مراقبون زلة لسان حول بنغازي، الغضب في شرق ليبيا ما دفع بالجيش بقيادة المشير خليفة حفتر إلى مطالبة الدبيبة باعتذار “صريح وواضح”.

 

وقالت القيادة العامة للجيش في بيان بثته قناة ”ليبيا الحدث” ليل الثلاثاء – الأربعاء “تؤكد القيادة العامة أنها تلقت المئات من الطلبات من مختلف شرائح المجتمع وعلى مستوى ليبيا ومن جميع القبائل وأسر الشهداء والجرحى بضرورة تقديم رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة اعتذارا صريحا وواضحا عما بدر منه عندما ذكر الأسبوع الماضي بأن بنغازي ستعود إلى حضن الوطن”.

 

وأضافت “هذه التصريحات مرفوضة، ويجب عليه (الدبيبة) احترام وتقديس دم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم ضد الإرهاب والتطرف”.

 

وكان الدبيبة قد التقى نازحين فروا من بنغازي الأسبوع الماضي في طرابلس، وأطلق تصريحات وُصفت بالمستفزة حول المدينة ما أثار غضبا في المنطقة الشرقية.

 

وقال الدبيبة في حديث عفوي مخاطبا النازحين “سنعيد بنغازي إلى حضن الوطن”، وهو ما عدّه البعض مؤشرا على نوايا لاستهداف الجيش وإخضاع المدينة لسيطرة الإسلاميين.

 

وإثر ذلك أرجأ الدبيبة اجتماعا كان من المقرر أن تعقده حكومته في بنغازي بعد أن تضاربت الأنباء حول عملية منع هبوط الطائرة التي كانت تقل الوفد الحكومي في مطار بنينا.

 

وكان الجيش قد حارب تنظيمات متطرفة، من بينها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وأنصار الشريعة، وفصائل أخرى متحالفة معها في بنغازي.

 

واستمرت الحرب نحو ثلاث سنوات (2014 – 2017) لتنتهي بإعلان الجيش تحرير بنغازي بالكامل في يوليو 2017.

 

الجيش أكد أنه تلقى المئات من الطلبات بضرورة اعتذار الدبيبة عما بدر منه عندما ذكر أن بنغازي ستعود إلى حضن الوطن

 

ويُثير الغضب الذي عبرت عنه القيادة العامة للجيش في المنطقة الشرقية مخاوف من استمرار الانقسام، لاسيما ما رافق ذلك من تأويلات ومواقف ترمي إلى تأجيج الخلاف بين الدبيبة وحفتر.

 

وبالرغم من الغضب الذي أثارته تصريحاته في شرق البلاد، غير أن ذلك لم يمنع الجيش الليبي من الترحيب بعقد الدبيبة لاجتماعات حكومته في بنغازي ما يفند التأويلات التي كانت تستهدف تأجيج الخلاف بين الجيش والسلطة الانتقالية الجديدة في ليبيا.

 

وقال بيان القيادة العامة الذي نُشر ليل الثلاثاء -الأربعاء “نرحب بعقد الاجتماع على الرغم من أنه ليس لنا أي رابط بحكومة الوحدة سواء كان رابطا سياديا أو خدميا وحتى على مستوى التواصل”.

 

وأكد أنه “وبحال قررت الحكومة عقد الاجتماع، فإن عليها التنسيق مع وزارة الداخلية وأجهزتها في مدينة بنغازي للحماية والتأمين وعدم نقل عناصر من مدن أخرى تسيطر عليها المجموعات المسلحة والفوضى الأمنية”.

 

وحاولت العديد من الأطراف تأجيج الخلاف في خطوة يرى مراقبون أنها تهدد المسار الانتقالي في ليبيا لاسيما في ظل عدم تمكن الحكومة من توحيد المؤسسة العسكرية وهي من أبرز المهام الموكولة للسلطة الانتقالية في البلاد وفقا لخارطة الطريق المنبثقة عن تفاهمات جنيف السويسرية.

 

واعتبرت عضو مجلس النواب الليبي ربيعة أبوراس، التي سبق أن كانت ضمن النواب الذين انشقوا عن البرلمان بسبب دعمه لحملة الجيش من أجل السيطرة على العاصمة طرابلس، أن “الدبيبة ليس مضطرا للذهاب إلى بنغازي لأنه سياق عاطفي لا معنى له”.

 

وأضافت أبوراس في تدوينة نشرتها عبر صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” أن “دور الحكومة هو تهيئة الظروف والمناخ للمؤسسات بعد توحيدها كي تعمل على نجاح المرحلة الانتقالية وصولا للانتخابات الرئاسية والبرلمانية”، موضحة “هذه الزيارات سياق عاطفي لا معنى له وليست له أي قيمة فلا داعي لوضع الملح على الجرح وكأنه عالم وردي”.

 

وتابعت “نتمنى من رئيس الحكومة أن يحفظ هيبته لأن هيبته من هيبة الدولة ومن هيبة إقليم طرابلس وفقا لخارطة الطريق وألا يكون عرضة للاستفزازات التي لن نرضى بها ولن نسكت عليها فلا داعي يا رئيس الحكومة أن تضع نفسك وتضعنا في مواقف حرجة، وأن تجعل منا هدفا مشروعا للسفهاء، فأنت لا تمثل نفسك ولا سياستك يجب أن تفكر جيدا قبل أن تغامر بالجميع”.

 

ويأتي ذلك في وقت يواصل فيه الدبيبة جهوده من أجل توحيد المؤسسات لتهيئة الظروف اللازمة لإجراء الانتخابات العامة في موعدها المحدد في خارطة الطريق أي الـ24 من ديسمبر المقبل وهو استحقاق يحظى بدعم إقليمي ودولي وأممي.

 

وقال الدبيبة مساء الثلاثاء إن “الحكومة تمكنت من توحيد أغلب المؤسسات ولم يبق سوى توحيد المؤسسة العسكرية”، مشيرا إلى أن “توحيد المؤسسة العسكرية أمر يجب إنجازه في أسرع وقت “حتى نصل إلى انتخابات حقيقية وواقعية وفي أفضل أجواء ممكنة”.

أخبار ذات صله