fbpx
هل يميل ميزان القوى في الشرق الأوسط إلى ناحية الشرق؟
شارك الخبر

يافع نيوز – العرب

يشير التقييم الصيني العام للسياسات الأميركية في الشرق الأوسط إلى أنها سياسة مآلها الفشل، حيث ترى بكين أن الولايات المتحدة لديها إحساس سيكولوجي مبالغ فيه بالقوة لفرض هيمنتها في المنطقة، وأن الإمكانيات الأميركية هي أقل من هذا الإحساس.

 

ومن هنا يسعى الصينيون إلى استغلال هذه النقطة لصالحهم وربما تهيمن بكين على المنطقة -على الرغم من أن الأمر قد يبدو مستبعدا في الراهن- إذا نجحت استراتيجيتها خاصة مع وجود أرضية لذلك.

 

ويبدو تعزيز التعاون مع دول المنطقة مدخلا لتنفيذ أجندتها عبر تنويع الشراكات في كافة المجالات وعدم الاكتفاء بالتجارة، وبالنسبة إلى الصين فإنه لطالما بقيت السياسة البراغماتية الساعية لضمان استقرار تجارة النفط في الشرق الأوسط هي السائدة، فإنها ستعمل على النأي بنفسها عن الانغماس في الصراعات الداخلية لدول الشرق الأوسط.

 

معركة كسر عظام

جوديث بيرغمان: الصين تسعى بنشاط لتوسيع نفوذها العسكري والدبلوماسي

منذ وصول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى البيت الأبيض، والحديث عن الصين يتردد في الكثير من تصريحات المسؤولين، وهو ما يمثل استمرارا لسياسة الإدارة السابقة التي فتحت جبهة صريحة للحرب الاقتصادية مع بكين، في ما اعتبره البعض معركة كسر عظام بين القوتين الأكبر في العالم.

 

وفي ظل تلك المنافسة الشديدة تضغط كل قوة لفرض نفوذها على جبهات عدة لتحصيل أكبر قدر من النقاط، ويتجلى ذلك في منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، حيث تريد الصين الآن لعب دور أكبر في المنطقة، ويبدو دورها على الأرض مختلفا عن أدوار الدول الأخرى وخاصة الولايات المتحدة وذلك من خلال بوابة التعاون الاستراتيجي في كافة المجالات.

 

وترى المحللة السياسية جوديث بيرغمان في تقرير نشره معهد جيتستون الأميركي أنه بعد جولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأخيرة في الشرق الأوسط، التي استمرت أسبوعا تقريبا، ليس هناك مجال للشك في أن الصين تسعى بنشاط إلى توسيع نفوذها في المنطقة.

 

وبالنسبة لبريغمان فإن الأمر لا يتعلق بالاقتصاد وحسب، ولكن أيضا بالمجالات العسكرية والدبلوماسية والسياسية، متحدية بشدة الدور الطويل الأمد للولايات المتحدة كقوة مهيمنة في المنطقة.

 

ويتزايد نفوذ الصين في الشرق الأوسط منذ سنوات، لاسيما من خلال مبادرة “الحزام والطريق”، وهي مشروع عالمي ضخم للبنية التحتية والتنمية الاقتصادية أطلقه الرئيس الصيني شي جين بينغ في عام 2013 ومن الواضح أن هدفها هو بناء شبكة اقتصادية وهياكل أساسية تربط آسيا بأوروبا وأفريقيا وما وراء ذلك.

 

وتسعى هذه المبادرة الضخمة للتنمية والاستثمار بشكل كبير إلى تعزيز النفوذ العالمي للصين من شرق آسيا إلى أوروبا من خلال جعل الدول في جميع أنحاء العالم تعتمد بشكل متزايد على الصين.

 

ويقول موردخاي شازيز، مؤلف كتاب “دبلوماسية الصين في الشرق الأوسط: الشراكة الاستراتيجية للحزام والطريق” إنه “من الناحية الاستراتيجية، تكشف مبادرة الحزام والطريق كيف تسعى الصين إلى إسقاط الهيمنة الغربية الأميركية في منطقة الشرق الأوسط سلميا”.

 

ويشير أيضا إلى أن العلاقة بين مبادرة الحزام والطريق والشراكات الاستراتيجية التي توجدها في المنطقة تسمح لها بالسيطرة تدريجيا على المنطقة دون خلق توترات مع الولايات المتحدة أو الغرب. وبعبارة أخرى، فإن المبادرة هي خطة صينية متطورة لنقل الهيمنة من الغرب والولايات المتحدة إلى الصين دون حرب أو صراع.

 

وكانت قناة العربية السعودية قد نقلت عن وانغ خلال زيارته إلى السعودية، إحدى الدول الست التي زارها في جولته، بالإضافة إلى سلطنة عمان والبحرين والإمارات وتركيا وإيران قوله “لقد وقعت الصين وثائق بشأن التعاون ضمن الحزام والطريق مع 19 دولة في الشرق الأوسط، وحققت تعاونا مميزا مع كل منها”.

 

وأضاف “وفي الوقت الذي تعزز فيه الصين نموذجا جديدا للتنمية، فإنها مستعدة لتقاسم الفرص السوقية مع دول الشرق الأوسط، والعمل مع الدول العربية للتحضير بنشاط لقمة الدول العربية مع الصين، وتعزيز التعاون عالي الجودة (ضمن مبادرة) الحزام والطريق، وتوسيع مجالات جديدة للنمو مثل التكنولوجيات العالية والجديدة”

أخبار ذات صله